مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الأحد   17/8/2025  الساعة  09:12 مساءً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى مدينة قارة  >>  من عبق الماضـــــي ..

عدد الصفحات=4:   1 2 3
الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
حسن البريدي

مشرف
مشرف
من عبق الماضـــــي ..

مقـــدَمَــــة .:.

بسم الله الرحمن الرحيــم .. وبه نستعين.

إننا أمةٌ تنشدُ الحضارة..وترنو إلى التميز .. ولا ترى بغيــر ماضيها جذوة تمدها بما يحافظ على سلامة نموها.. ويُبشرُ ببركــة عطائها .. طالما أن ذلك الماضي يزخــر بتراث استمد أصالته من التراث العربــي الأصيل والإسلامي الفريــد والذي أثبت أنه تراث حضارة لا تندثــر .. فإن خبــا رونقها حيناً فهو يسطعُ أحياناً أخرى..

زمنٌ لم نعشهُ .. ذلك الذي شهده الأجداد .. وأغلب هذا الجيل لم يدري منه إلا أطرافه التي ما زالت تشهد على كدهم ومثابرتهم من أجل أن يبنوا لنــا تراثاً يمدنا بالفخر والإعتزاز .. تلك هي قضيتهم ..

شدتني أيامهم الخوالــي فأحببتها دون أن أعي حقيقة معاناتهم التي عاشوها وعايشوها .. وأدهشتني آثارهم فاستهوت فيَّ المتابعة .. وقلبت برامج الحاضر في جدول حياتي اليومية . .. ولم أجد ما أعبر به عن تقديــري لهم إلا أحاسيسي المفعمة بعبــق الماضــي ورائحته الزكيــة التي أتنسمها من اســم هذا الموقــع .. قـــــارة دوت كـــوم..قـــــارتنـــا .. الحبيبــة ..


صديق المنتدى
حسن.




----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 3-1-2005 الساعة 23:46 من قبل: حسن البريدي  
26-11-2003    12:38
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
من عبق الماضــي ....

نصف كأس ماء من بحـــر الفضولـــي ..!.

لم يكن يعرف يوماً الكلالة ولا الملالة .. شابٌ في السبعيــن .. قاري
بعد أن صلى العشاء في المسجد الكبير .. وجاء بيته القديــم .. وخلع معطفـــــــــه ( الساكو) من أيام ( سفر برلك ) يلف نفسه حول مدفأة الحطب ( أم حربة ) وقد حشاها بالورق والحطب و( الأداري ) وانتظرها تتجمر وتتجمهــر ثم رمى بأنواع الحبات أمثال ( البطاطا) ( الشمندر ) ( الكستناء ) وراعى وضعها بتسلسلٍ مدروس ..
بعد أن تفجرت وأخذت رائحتها تفوح حسب كلام زوجته الحجة .. تناولها بنَهَم .. ونام..

وإذا ما كان آذان الفجر يملأ أفنيةً قارية هنا وهناك ( بصوت أبو نجيب ) مع بردٍ قارس ممزوج مع بعض الدخان الأسود المتصاعد كدخان القطار من أدخنة المنازل التي عهدت استخدام الحطب أو الفحم البركاني.. أو البتـــرول.. حتى تهــــــــــــــــــــــيأ وأوعز لحمـــاره ( دبتـه ) ( الجحشة السودة ) بأن اليوم عصيب ..

وقد جهز ( الزوادة ) وربطها ( مكمورة ، أو مطمورة ) ( خبز تنور ) ( مطرة مي ) رماها في( الخُرج ) والخرج في ( الشليف الكبير ) والشليف الكبير ( على الجحشة السودة) وأما ( الجحش الأبيض ) فهو لأبو اسعد جاره وقد استعاره منه عند مغيب يوم أمس..ويا مهــون ..

الساعة قاربت من الخامسة صباحاً فالوقت متأخر بالنسبة له .. طبعاً ( الدبة ) تعرف الطريق إلى ( عيــن القطنة ) منذ 25 سنة وإذا جمعنا بقدرةِ قادر ما حملته من أثقال منذ ذلك التاريخ فلا تعد ولا تحصى.. والجحش الضيف والذي يعرف منذ سنوات أن عزيمةً مثل هذه وإن كانت في هواء عين القطنة العليل لكنها لن تخلوا أبداً من الأعداد المتواترة أو المزدوجة من ( العُصي ) من نوع الرمان أو المشمش على وركه ..كان يسير بخطىً متثاقلة وراء الجحشة..


ومع وصوله إلى المزرعة .. قام بتركيب ( الصند بعارضة ) على الدواب والشمس تكاد تكون برتقالة فوق ( الجبل الشرقي ) تجاه ( الكودن ) ..وبدأ الحرث فدور المياه كما حدده ( الشاوي ) بعد أسبوع ويجب أن ينتهي من الحراثة وخلالها تخرج بعض حبات المزروعات الجذرية القديمة ، يجب أن يقوم بعملية التسميد ومن ثم السهمدة ومن ثم التسحايا ( التشوير ) أي تقسيم الأرض لعدد معين من الأقسام حسب تصور الفلاح لزراعة أنواع متعددة وريها بطرق متتابعة معينة بعد فتح ورد ( المسكور )..

في الثامنة والنصف صباحاً وقد تورمت أوراك ( الدواب ) وتكسرت عشرات الســـــوط ( العُصي ) أنهىحراثة القطعة التي ينوي زراعتها خلال هذه الفترة ..
وتنحى بشهيقٍ وزفير طويلان نحو التينة الكبيرة ، وفتح ( البقجة ) وقد زاد عليها بعض أقراص البندورة والخيار والملفوف الأزرق من المزرعة نفسها..
تناول غداءه .. وهو يتأمل الدواب كيف تلتهم بقايا الخضار التي وهبها لها بعد ربطها .. ثم حملها بكل ما استطاع من خضار وفاكهة وأغراض وأخرى .. وعاد أدراجه ..

فقد تأخر اليوم ..‍‍‍‍‍؛؛ .‍‍‍‍‍‍. حتى التاسعة والنصف صباحاً وصل الدار في القرية وأعاد لجاره جحشه .. وأما جحشه فقد توعد له في اليوم الثاني بنقل السماد العضــــــــــــوي ( العمارة ) أو ( النكُّوب ) إلى المزرعة .. والحمار يمشي وحده إلى المزرعة وهو ينتظره هناك ليفرغ ما جاء به ومن ثم يعود وتقوم زوجته الحجة بتحميله مرةً أخرى والضغط على زر الشيفرة الخاصة به ولوحده إلىعين القطنة،، هذا ما يجري منذ سنوات عديدة .. وهذا ما اعتاد عليه الجميع والحارة كلها..

وبعد 10 سنوات وقد خفت الهمة وشارفت أيام العمر على الرحيل .. لم يبقى إلا الدبة في الإسطبل ( الجحشة السوداء ) وتذكر مرةً أنه اشتراها في عام 1964 بمبلغ 14.5 ليرة سورية وقد خدمته أكثر من 25 سنة وقد جاء أحد الرجال الخارجين عن القانون الإقتصادي بالبلد وأراد أن يشتريها لتصبح زوجاً لحماره في مشوار التهريب من ( عرسال ) وحتى ( حارة الشميس ) عبر وادي الزعرور ومروراً بوادي الحمايل والدورات و( الأبو) وقد تكون بعد السفرات من وادي ( الشحوط ) وأبو ( دريس )..
والمهم لم يوافق الحجي على بيع الجحشة .. رغم أن المشتري قد دفع له 165 ليرة في ذلك الوقت ..ووعده بأن يراعيها حق رعايتها من حيث الاهتمام والطعام وتأمين الأجواء المناسبة .. ولم يبيعها..
وبقيت لوحدها في ( الصيرة ) الحوش .. يدق الملل أطناب حياتها ..
ولسوء الحظ .. بعد فترة قصيرة جداً .. وافاها الأجـــل .. وماتت..

ــــــــــــــــــ
تابع بقية القصة في المشاركة التاليــة ..

حسن..



----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 3-1-2005 الساعة 23:38 من قبل: حسن البريدي
27-11-2003    14:20
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حواء

عضو مميز
عضو مميز
تابع القصــة ..


بعد مرور سنوات طويلة توفى الله الحجة وبقي الحجي سنوات عديدة بعدها، وما زال يسترجع رائحة الماضي وهو يجلس بجانب باب منزله لا يرى إلا القليل القليل بعيونه من تحت النظارة التي لا تقل أهميةً في القدم عن أية تحفةٍ عندمــا يجد أحد الشباب يُشبب ( ميتوره ) الجبلي أمامه ليصل إلى ما لا نهاية من النشوة اللامبالية .. أو يسمع صوت( تراكتور، تنكتور ) محراثاً جديداً بشفراته ال 12 أو العشرين ( الزَّرَّاعة ، السكة ، الفتاحة ) يرج له جدران الحارة بلونه الأحمر القانىء .... ولكن لم يكن هذا المحراث أو أياَ منها للزراعة أو للمزرعــة .!.

وجفت مياه عين القنطة .. ويبست أشجارها .. وبخُست اسعار أراضيها .. وما عاد هناك عنب أو بطاطاً أو ... تيــــــن .. التين ... ولا رمان ولا مشمش ..

وتأويل ذلك حسب رأي بعض الذين القيتهم في قارة من الشواب أن الله تعالى يحاسب أهل القرية بأن تركوا بعض السفهاء والمتعنجهين ومرتكبي الأثام والذنوب يدنسون مياهها عند نزهاتهم بأن يضعوا زجاجات الخمر في النهر وتوابعها..

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً .. واستغفر الله العظيم .. من كل شيءِ عظيم..

أرجو من الأخوة الأعضاء أن يفردوا باباً من أبواب المنتدى للتراث بعنوان ( تراثنــا) أو ( من حكايا الماضي أو عبق الماضي ) ..
وأتمنى من الأستاذ الفضولــي .. أن يسرد لنا بعضاً من قصص الماضي ..

مثل : القصص المتعلقة بالطريق الدولي الذي كان يمر أمام ساحة الخان.
- قصص الأعراس القديمة وكيف كانوا يذهبوا للجبل للتحطيب وغيرها..
- مسيرة الشيخ طـــه ونسيت اسمها.
- خميس البيضــات.. وقصص أخرى..

صديق المنتدى
حسن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة : تم تعديل مشاركة حواء إلى مشاركة حسن بعد كتابتها بفترة طويلة ..والتي تحتوي على ثناء وشكر.. وذلك لضرورة نقل المقدمة من خضم الموضوع إلى مقدمته.. للأهمية .. فعذراً من الأخت حواء ..وبقي اسم الكاتب حواء للذكرى..
المشرف / حسن..



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-5-2006 الساعة 23:25 من قبل: حسن البريدي
27-11-2003    16:33
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حسين الشيخ

عضو مميز
عضو مميز
سقى الله

سقى الله تلكم الأيام يا أخ حسن أنا بذكر آخر مرة طلعو فيها سيارة الشيخ طه رحمه الله كانت عبارة عن ساري طويل يحمله شخص قوي البنية ومغطى بقماش لونه أخضر كتبت عليه أسماء الله الحسنى وبعض الأيات القرأنية وبنهاية الساري حبال يمسكها عدد من الأشخاص وذلك لتأمين عملية التوازن وكانت مهمة الساري جباية التبرعات من النساء الموجودات على الأساطيح على ماأعتقد كانت هذه الحادثة سنة 78 لا أعرف بالضبط ولكن أذكر الحادثة تماماً مع أني كنت طفل صغير والذي أذكره أنه بذلك اليوم حصلت حادثة طريفة حيث أنه كان من طقوس السيارة أن يركب الشيخ طه على فرسه ويسير على على بطون بعض الشباب وكان ذلك على الجسر وعلى ما يبدو أن الشيخ طه وقتها ارتبك قليلاً ولم يركز أثناء تنفيذ الطريقة مما أدى الى فشل الطريقة ولولا ستر رب العالمين لمات الشباب و من ذلك الوقت لم تخرج السيارة

أرجو ممن يعرف شئ عن السيارة أن يكمل ويصحح

ولكم تحياتي
27-11-2003    18:28
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
أبو الليل

كانت السيارة فورويل!!

والله زمان يا أبو حسين شو أخبارك ؟
27-11-2003    18:38
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حسين الشيخ

عضو مميز
عضو مميز
هلا والله

هلا فيك أبو الليل السيارة ما كانت فورويل بس كانت أسرع من الفورميلا

27-11-2003    18:52
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


شكراً للأخ حسن البريدي على مشاركته المفيدة، حيث جعلنا نشعر بعبق الماضي.

بالنسبة للاقتراح بعمل قسم خاص بالتراث بعنوان ( تراثنــا) أو ( من حكايا الماضي أو عبق الماضي ) ، فهو اقتراح جيد، وإنشاء الله سنعمل على تنفيذه وسنجمع فيه ما كتبه بعض الأخوة من مشاركات في المنتدى.

الأخ محمد حسين الشيخ: شكراً للمعلومات عن مسيرة الشيخ طه، ولكنني أعتقد أن آخر مرة خرجت فيها كان بعد عام 1978 وذلك لأنني أذكر أنني رأيتها من بعيد عندما كنت صغيراً، وربما كان ذلك في أوائل الثمانينات، يرجى ممن يعرف تفاصيل أكثر أن يذكرها لنا.
27-11-2003    19:54
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
أنا تنويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

--


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 5-3-2004 الساعة 23:52 من قبل: أنا
28-11-2003    03:53
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
من ( من عبق الماضي )..

النصفُ الثاني لكأسِ الماء التي من بحر الفضولــي ..!..


كان من جيلِ الرواد الأوائـــــل منذ أواخر أيام الرجلِ المريــض ومـــــــــــروراً بملاحم ( السفر برلــك ) كلها عاشها بمرارها وبساطتها .. بإقطاعييِّها .. ومماليكها .. وبارودها.. بقمحها.. بخَيلِها..بليلها ..وبكل العذابات ..و بكل ما يحمل من عنفوان.. وبالزعرور والزعـــتر..وبالبيادر المحروقــة السوداء.. وبكل البرغــل المنثور فوق بُرك الماء.. وأكياس الكشك المرمية في آبار الماء العذبة...
عاشها بكل ما يتغلغل في صدره من ذكريات أيام الشباب البواسل حماة الديار الذي يختبؤوا في النهار في جحور الجبال يراقبون قوافل الغزاة ليتصيدوا منهم ما يُعجبُ ويُرضي ويشفي غليلهم.. وفي الليل .. يمتطون صهواة الخيول .. ينزلوا البلد ..ويهوَون إصابة جماعة الفرنسيين بالأرق .. والخوف من أن يكونوا لقمةً سائغة في فم ذئاب الجبـــــل..


عندما تجلس معه وتتأمــل في ملامح ومقاطع وجهه الذي تُختصر فيه كثيراً من تفاصيل السنين الماضية.. تعرف بأن مهما طال العمــر وكبرتُ الأحفاد وصعدت الأجيال .. لا بد وأن الحياة زائلة .. ولا يبقى منها إلا العمل .. وبعض الذكرى .. إن نفعت ..

ولا شك أنك تعرف كم مرت عجلات هذا المقطع من التاريخ عبر طرق وممرات هذا الدهــر .. والدفاتــر الصغيرة الجيبية ذات الألوان الصفراء والتي تشبه بتكوينهــــــــــا ( أوراق أكياس الاسمنت ) تشهد له ولهذا التاريخ.. ففيها يدوِّن كل أول من ؛ اشترى سيارة بأربع دواليب .. ودراجة هوائية ذات المقود الملتوي تجاه الطريق.. وذلك الذي بنى أول غرفة من الآجر الأحمــر ..وأعداد المخاترة الذي توالوا عبر أزمنة متباعدة ... وعدد وأسماء رؤساء البلدية المتواليين عبر العصور من عهد القائمقام وحتى يومنا هذا .. وأول من ابتاع محراثاً حديثاً أو درَّاســة القمح أو الشعير.. وأما التواريخ فحدث ولا حـــرج.. هذا وناهيك عن الأوراق الرسمية والتي تثبت امتلاكه لأرض كذا وشعبة كذا .. وكذا ..

لقد جاءت الحقبة من الزمن التي أقام مجلساً ( منزولاً ) يستقبل فيه رجال البلد من ( الهــرك ) ومن أصبحت حياتهم ( حسب قوله ) عالةً على نفسهم وحالهم وأولادهم .. يتجاذبون فيه أطراف الحديث ويحلقون بعيداً في أجواء الماضي .. وكانوا يربطون ما بين أيامهم وهذه الأيام .. جيلهم وهذا الجيل.. وكانت الكلمة المشهورة فيما بينهم : ( أبو محمد .؛. لاك.. " مع نعرة على الكتف " أبو محمد .. ما ضل.. ما ضل اليوم متل أول ..!.. هل الشباب اليوم .. يا أخي .. لُك إيه .. ما ضل متل أول .. سقا الله ... صقاالله .. ) ..

وأما القهوة المُرة فلا تنقطع أبداً .. و الآراكيــــل والزعيترة والشاي الأســود مع القرفــة والتي تصل رائحتهــا إلى ساحــة ال....


ومرةً ذهبت معه في رحلة بريــة فلاحيــة إلى أرض تبعد عشرات الكيلومترات عن البلد وذلك منذ 15 سنة تقريباً .. وكانت الرحلة لعدة أيام .. وبعد تجهيز كل الأمور .. انطلق موكبنا ..

ومع الوصول .. وبعد ساعات من العمل في الأرض بمختلف ألوان( الشحار ) .. وصار وقت العشا حيث أننا وصلنا بعد العصر.. وماذا هو الطعام..؟.

لقد سخَّن الماء ورش عليها بعض الكشــك .. ثم طبَّش كم رغيف خبز تنـــور بكفيه الكبيرتين .. ورمى بها في القدِر المصنوع من الآجر أو طين آخر ربما لا تُعرف تركيبته الكميائية..

وصار الطعام جاهز .. وهذا العشاء .. والساعة هي السادسة ونيف بعد المغيب..

والمهم نحن في فصل الخريف تقريباً .. ولا بد من النوم باكراً فالعمل صباحاً يبدأ باكراً جداً أيضاً وقد يكون في ذات الوقت الذي ينتهي منه من يلعبون الورق ( الشدة ) من سهرتهم .. وقبل النوم رأيت أمراً لا بد وأنه منقول ومتوارث عبر آلاف السنين .. فقد أخذ سطل الماء الذي قد غلى وغلى وغلى على المدفأة والتي تعمل على حطب الزيتون فقط وبعض الجرزون وأطبق عليه صحناً وأغلقه .. ووضعه في زاوية الحجرة الترابية والتي سننام بها ..ثم زملها بعدد لا بأس به من الأغطية وكمرها أخيراً بقطعة كبيرة من شادر على ما أظن أنه من عهد الفينيقيين ..

وفي الصباح استعمل الماء الحار في الغسيل والمتة والشاي وتسخين التركتور والذي لا يعترف به كوسيلة حديثة للحراثة بعد ..

لقد أمضيت عدة أيام معه مبهوراً .. مما أراه .. ولكنني استمتعت بهذه الرحلة والتي جمعت بين الأمور الأصالة والمعاصرة .. وحفظت تفاصيــل أخرى ..

سأفرد لها إن أحيانا الله نصف كأسٍ أخرى من بحر الفضولي فيما بعد....

وعذراً على الإطالــة ..

وحياكم الله ..


حسن..





----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 26-2-2007 الساعة 23:00 من قبل: حسن البريدي
29-11-2003    19:15
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
فضولي

لو كـان لـي بحـر ركـبت سفينه

وقصـدت شاطئ بحرك المعطاء

فـأنـا فـضـولي دخـلـت ديــاركم

مـن غـير إذن سـابـق الإمــضاء

أملي بأن يلقى الفضول قبولكم

فـرضـاكـم أمـلـي وكـل رجـائـي

قـولي تـراب جفَّ من طول الجفا

وكـلامـك المسبوك أعـذب مـاء

فـإذا سـقـيتم تربتي بمياهكم

تـتـفتـح الأزهــار فـي الأنـحـاء

فيفوح في قارا الحبيبة عطرها

فـرحـاً بسـحر فضـائـل الـقدماء


أخوكم

فضولي


30-11-2003    22:08
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
يا الله ..



يا الله ما أروعك .. وما أحسن بلاغتك ..

سلم الله تعالى لك " أستاذنا الفضولي" فكرَكَ النيِّر وأمدَ اللهُ تعالى سريرتك ..
وحفظك من كل مكروه ..

وبارك الله فيــك .. وأدامك ذخراً وبحراً ..بحراً تسبح فيــه أمثالنا..
وأبارك لقــــارة المعشوقة فيك.. وبك .. ففيك الخيــر ... وفيك نجد القاري الأصلي الأصيــل..

ماذا أقول .؟.وقد أفضتَ القولَ وأخجلتني .. ورفعت من شأني البسيط وشجعتني..
فكأســي دوم فارغــةً .. وقلبي لشعرك دوم عطشان.. ومن بحرك ملأت الكاس .. ومن بحرك رويت القلب .. وزرعت فيه الأمــل والحياة.. وحفرت الحب والوئام في الوجدان..


الله معك .. رعاك الله وحماك..

صديق المنتدى
حسن.






----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
30-11-2003    23:17
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
شروق ننتظر مشاركاتكم


لقد تحول الموضوع بين الفضولي والحســن إلى مدح متبادل، الله يديم المحبة ويزيد الأحباب.

والمهم ويـــن باقي القصص عن قارة القديمة ، وعن تراث أباء وأمهات قارة.

أجدادنا .

أنتظر المزيــد..!.
3-12-2003    13:47
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
المميز

الموضوع أكثر من رائع
الا أنه لي تعليق بسيط وهو ارجو الا تتحول هذه المشاركة كما المشاركات السابقة الى تحيات وسلامات ومدح وووو...الخ
ونجو أن تكون الامور التراثيية موثقة أقل ما يمكن بالعام


ومرحبا بكم
3-12-2003    17:02
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حسين الشيخ

عضو مميز
عضو مميز
ذكريات من الماضي

لله درك يا حسن لقد رجعت بنا الى ذكريات الماضي الجميل
ألا ليت الشباب يعود يوماً(تعبير مجازي)
بهذا السياق تذكرت معصرت الدبس من منكم لا يذكر هذه المعصرة التي بالشارع الرئيسي مقابل دكان الحلاق عبد اللطيف (سنتكلم عن أصل الدكان لاحقاً)
كنا أطفالاً لم نتجاوز الست أو السبع سنوات عندما كنا ننتظر قدوم فصل الشتاء حتى تبداء المعصرة بالعمل لنذهب لهناك وننظر كيف يدور الحمار حول ذلك الحجر الكبير الذي يقوم بعملية هرس الزبيب وبعدها تتم عملية غلي الزبيب المهروس لتتم عملية صناعة الدبس المهم كان لنا هو أثناء عملية الطبخ كانت تخرج رغوة كثيبفة كانت تسمى العصفورة وأحياناً الجلاب
وكان عامل المعصرة ينتظرنا حتى يرحب بنا ويأخذ منا الصحون ليعيدها لنا مملؤة بالعصفورة
أيه سقى الله تلك الأيام
وللحديث بقية إنشاء الله
ولكم أرق تحياتي
3-12-2003    21:17
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
فضولي

تغليق التعليق

وانطلاقاً من منهج التوثيق الدقيق

عن الفضولي عن الهميون عن أبي غارم عن الطباخ ، حدثنا ، قال : يستخدم أهل قارة ( التيغار ) لتقليل نسبة المياه في الدريس المخلوط بالتراب الأبيض ، والذي يعتبر مادة قلوية ، حيث تتفاعل مع الأحماض الموجودة في عنب الجبل خاصة ، حسب المعادلة الكيميائية : حمض + أساس = ملح + ماء
والتيغار : أسطوانة من التوتياء قطرها بحدود 30سم وارتفاعها بحدود 70سم، في أسفلها صنبور ، يصفَّى فيها الدريس قبل وضعه على النار

* حدثنا الفضولي قال: سمعت محمد مصطفى ديب يخطب على درج ( باب مصطفى علي) قائلاً : أيها النَّساق أنتم أهل النِّفاق ، قاطعات الأرزاق ، خليتوا الرجال يروحوا على بلاد الواق الواق ، وانتوا عم تاكلوا السودة والمعلاق .


* عن الفضولي ، عن رجل من أهل قارة عن ( أبو قاسم خطيبة) رحمه الله ، قال كنت في الحج أنا وفلان من بيت بدران ، فقال لي : هل ترى ؟ قلت : ماذا أرى ؟ قال: أليس هذا الذي يطوف بالكعبة هو إلياس الراعي ؟ قلت نعم ، وقد عقدت الدهشة لساني ، عجيب ، فعلاً ، هو مائة بالمائة .
وعندما عدنا إلى قارة ، زار إلياس الراعي الحجاج مهنئاً - حسب عادته - فحكى له الحكاية فلان من بيت بدران ، ولمَّا جاء يزورني أنكرت الموضوع ، وبعد عدة أيام ذهبت لأحلق عند ( أبو شريف حسيان ) ، وبينما أنا على الكرسي ، دخل إلياس الراعي، وسلَّم ، ثم وضع يده على رأسي وقال : بصلاة محمد يا أبو قاسم شفتني عم طوف بالكعبة لمَّالا ؟ قلت نعم شفتك ،فرجع إلى الوراء واندار نحو القبلة وقال : اشهدوا ( أشهد أن لاإله إلا الله ، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله ) .
وكم كانت دهشتي عندما استخبرت أنَّ إلياس الراعي مات في الليل ، ودفن في مار سوفيا .

* عن الفضولي عن رجل من أهالي دير عطية أنَّ مذهب الشيخ القصَّاب في المتة هو عدم الجواز ، وكان يقول :( شرب البزبوز لايجوز ) ، لكنه لمَّا عاد من الأزهر ، اطلع على الفوائد الكثيرة للمتة ، فغيَر مذهبه ، وأصبح يقول :( أطيب الطعام الفتة ، وألذ الشراب المتة) .

أخوكم
فضولي
3-12-2003    21:30
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حسين الشيخ

عضو مميز
عضو مميز
ما اجمل كلامك

الله يا سيدي ما أعذب حديثك عن الماضي والله أنك خير خلف لخير سلف
ونرجو نحن الجيل المتعطش للماضي المزيد من حلو الكلام
نرجو أن تحدثنا عن النوادر التي مانت تحدث في دكان أبو شريف (دكان عبد اللطيف حالياً)
ولك أرق تحياتي
3-12-2003    21:41
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
القاضي

عضو مميز
عضو مميز


استدراك على الأخ الفضولي جزاه الله خيراً

بالنسبة لقصة الياس الراعي فإنني رجعت إلى الكبار في السن

الثقات منهم وبالأخص أصحاب العلم منهم وأصحاب الدراية بواقع البلدة

وأخبارها فأكدوا أن هذه القصة كلام عوام

وجاء الرد متأخراً بسبب البحث وراء المسألة بدقة وأمانة

وإذاأردت أسماء الذين رجعت إليهم أبعثهم لك على البريد إن وجد

وأضيف بالنسبة للشيخ القصاب أنه لما قدم من الأزهر ووجد أهل

ديرعطية يشربون المتة قال : ( المتة لتة )



أما بالنسبة لعبق من الماضي

ــ كان جابي الضرائب على البيوت زمن تركيا يقال له:(التحصل دار )

فأتى إلى بيت موسى الراعي وقال له: عليك دفع ثلاث ليرات

فأجابه موسى الراعي: تكرم عينك ومن هالعين قبل هالعين

ودخل إلى زوجته التي كانت تطبخ الورق( اليخنة) وأخذ ثلاثة

وأعطاها للتحصل دار فغضب وقال:(عم تضحك عليي) فقال له:

(والله مابعرف بحياتي شغلة اسمها ورق غير هادا)

مع أطيب المنى

----------------------------------
اللهم استعملنا ولاتستبدلنا...واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك
7-12-2003    02:56
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حواء

عضو مميز
عضو مميز
عتاب ...

الاخوة المشاركين في هذا الباب , لقد كنت استمتع بقراءة قصص الاجداد العظماء
التي أوردتموها في عبق الماضي , فأين اختفت مشاركاتكم ؟ واخص السيد فضولي ,حسن البريدي , القاضي واّخرون ......
حدثونا عن العملة المستخدمة اّنذاك . اشهر الحصاد , طرق السفر ....والكثير الكثير

بانتظار مشاركاتكم .......
12-12-2003    21:32
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
طفيلي

عضو مميز
عضو مميز
من الشطاح إلى حبات الملوك


بدأ موسم ( الشطاح ) وبعد أن اندملت .. فتحت من جديد الجراح..
بعد زيارات قليلة لكروم العنب في الجبل أخذ العنب نسبته من الحموضة والسكر بمكان .. وراح العنقود يتلوى في آخر أيلول وأول تشرين .. عنب أبيض وقليل منه أحمــر ..

أبو محمد : هل الجو غدا مناسب للقيام برحلة ( الشطاح ) في وادي مارطبية والصالحية ووادي الكرم ووادي ..
والله يا أبو خالد : ترى الطقس في هذه الأيام متقلب وإحساسي بقدوم مطر أو بــَرَد سريع يجري منه السيول والأودية لهو إحساسٌ كبير..
يا أبو محمد : ماذا نفعل .. ؟. سيصبح العنب زبيباً وهو على( أمــه) ونحن تأخرنا هذا الموسم في القطاف والشطاح ..
أبو خالد : توكلنا على الله تعالى بعد غدٍ الثلاثاء سنشد الرحال..

جمعت الدواب.. ؛.. تواعد الشباب ..؛.. جُهز الطعام والشراب .. الوقود والإسطرلاب..؛.. وتهيأ العناصر .. وبدأت حملة العجب العجاب..

الطريق إلى الوادي مروراً( بالشعبة) لا يخلو من الوعورة لكن أساليب الترفيه ممكنة خلال الطريق وهي ليست فقط من أجل تسلية العناصر فحسب بل أيضاً الدواب مـن ( حمير وبغال ) .. والذكريات القديمة التي تروى عن السفرات الماضية كفيلة بأن يكون الإحساس بطول الطريق ممتعاً ولو استمر أكثر من ثلاث ساعات ..والمهم الوصول قبل شروق الشمس ( حتى يكون النهار عربياً ) وحتى تُنجز بعض المهام بأريحـية و( تشهيل ) ..

في السادسة والنصف صباحاً حط العناصر رحالهم .. وقد تفرقوا بين ( أشجار الكرمة) ( الجُفن ) ليذوقوا العنب ..لأن طعم العنب وقد تبلل بالندى طيلة الليل لا ينسى مع برودة لا تُوصف..
ويُحكى بأن عنب قــارة الأبيض البعلــي لا يوجد أطيب منه في الأرض كلها..

أبو خالد : في تلك الزاويــة سنعمل ( مشطحاً ) وفي تلك أيضاً واحد حتى تَسهُل علينا عملية النقل ..
يالله يا شباب ( فأس، مجرفة ، كرِيك ، مسحاة، .... ) وبدأ يوم العمل ..
أناس ينصبون خيمة.. وآخرون يوزعون الأدوات.. وأما الحريم فقد همَمن بتجهيز الموقد وصناعة الطعام..
هناك في طرف الكرم يُشعل أحدهم كمية كبيرة من ( الشنان ) بعد ( شلعِها ) وتجميعها ليجعل من بقاياها صابون للتنظيف .. ومن جهة أخرى من أجل المادة التي تستخدم في المحافظة على حبات العنب أثناء نثره في ( المشطح ) ورشه به ( الألــو ) مع بعض الإضافات الواردة في قاموس تحضير العنب من أجل تحويله إلى زبيب ومن ثم إلى الدبس في المعصرة كمرحلة نهائية.

بعد انقضاء نهار شاق مليء بالمهاترات والأصوات التنبيهية المرتفعة مع الفتيان الصغار .. ينقسم فريق العمل في الرحلة إلى قسمين : الأول هو من سيبقى حتى اليوم التالي وربما عدة أيام .. والآخر امتطى صهوة الجواد أو ظهر الحمار عند المغيب و( شرَّق ) نحو الضيعة ..

بعد مرور كل المراحل كانت الناتج ( بضع تنكات ) من الدبس الخالص وكمية من الزبيب تكفي كمقدمة للضيافة مع الجوز أو اللوز بجانب المدفأة ( أو حربة ) في أيام الشتاء الباردة ..

لكن تبقى ذكريات ( الشطاح ) وأيامه وحكاياته عالقة في وجدان الكثير من القدامى حتى اليوم .. ولو قل عددهم.. ولعل ما يوحي بذلك عندما يدخل أحدنا لمتجر ويشتري ( مطربان ) دبس عنب ويعود به خياله وذاكرته إلى تلك الكرمة ( الجفن ) التي كانت تملأ مساحةً ليست بالقليلة في بعض السهول والشُعب والوديان .. وقد تحولت اليوم إلى أشجار( حب الملوك) ( الكرز ) إلا ما ندر .. فالفارق شاسع بين تجارة تعبة شبه خاسرة وبين تجارة أخرى أنعشت اقتصاد البلد .. من فضل الله تعالى ونعمته..

والسؤال الذي يطرح نفسه عندما تهطل كميات لا بأس بها من المطر وكميات كبيرة من الثلج والذي يعد ( المرضعة للأرض ) والمغذي لها ومن ثم تكون السنة من السنوات العجاف .. ولأكثر من مرة .. وعلى مدى سنوات طويلة ومنذ أكثر من 25 عاماً والحالة كذلك.. سنوات قليلة جداً تلك التي كانت المواسم فيها جيدة.. والباقي .. ورغم وجود الخير في الشتاء وما يهبه الله تعالى من خيره في السماء لهذه الأرض .. ثم تأتي ( صقعة ) أو ما شابه أو مرض فيقضي على كثير من المواسم أو أغلبها..

إن الموضوع واضح وجلي كعين الشمس في وضح النهار .. ( إن بالشكر .. تدوم النعم ) ( وإن بالزكاة تتطهر الأموال والأرزاق ) ..

وقد تقدم أحد الفقراء في البلدة بشكوى فحواها أن كثير من أصحابه المزارعين قد أعطوه من زكاة أشجارهم في الموسم ( كميات من الكرز ) وآخر كذلك الأمر .. وهو في موسم الكرز من كل مكان يأتيه الكرز .. وهو يريد مالاً .. لكي لا يشتري به كرز ... وما له ومال الكرز ..

فأُحيط نفسي أولاً ومن ثم بعض المزارعين علماً بذلك..

ولعل الاقتراحات أصبحت كثيرة لإنشاء جمعية خاصة تعنى بشؤون الكرز ( وعائدات زكاته ) والأفضل أن يرتبط الأمر بتجميعه وبيعه وتشغيل أيدٍ عاملة وغيرها في هذا المجال في ذات البلد وعلى ذات الأرض حتى ينال الفقراء نصيبهم من هذا الخير الذي أمد الله تعالى به أهل البلد..

وللحديث بقية ..إن أحيانا الله سبحانه وتعالى ..

وحياكم الله .. وعذراً على الإطالة وبعض التخبيص .








تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-5-2006 الساعة 00:46 من قبل: حسن البريدي
29-12-2003    00:35
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
مشتاق

عضو مميز
عضو مميز
طاحونة الماء

لا تنسوا طاحونة الماء, فهي أكبر و أفضل تكنولوجيا شهدتها قارة خلال القرن الماضي. وهي تعتمد على موارد محلية 100%. وقد علمت أن القصص التي كانت تذكر في الطاحونة لاتقل أهمية أو طرافة عما يذكر في دكان الحلاق أو في جلسات المنقلة.

أخبرونا, جزاكم الله خيراً, عن طاحونة الماء.
و السلام للجميع
29-12-2003    02:28
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
ذكريات حلوة..

أشكر أخي العزيز وصديقي طفيلي على هذا السرد الكيفي المبسط لما يجول في خاطره حول موضوع ( الشطاح ) وفكرته الطيبة بخصوص زكاة الكرز وأشجع عليها كثيراً ومع كل التأكيد فهي في محلها ومناسبة جداً إذا ما وجدت طريقها للتنفيذ..وقد تحدثنا عنها أكثر من مرة .. وهناك تداعيات كثيرة للموضوع .. ربما في حصةٍ أخرى من حصص المنتدى سيتولد ذلك الحوار..

كما أشكر الأخ مشتاق على معلوماته وتذكيره بموضوع الطاحونة وما كان يجري وما يحاوَلُ أن يُسمع بصوتٍ عال من حكايا وقصص وقضايا.. خلال هديرهــا..
ولعل هذه وتلك من الذكريات الحلوة والغالية التي تنعش ذاكرة الأيام وتحاكي أصالة الماضي وتنثر عبقه في أرجاء المنتدى..

وأتمنى من الأستاذ الفضولي أن يتحفنا ببعض ما عنده من عبق الماضي ..

وتحية للجميع..


----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
29-12-2003    14:35
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
القاضي

عضو مميز
عضو مميز



روينا بالسند المتصل إلى أبوعبدو حبيبنا عن أبو بكر الشربجي فيما يرويه قال:

كانت أم الشيخ الجليل عمر الحاجي امرأة طيبة جداً اسمها ( رزنة)

وكانت ذات يوم في المقبرة وكان الناس يدفنون أحد المنتقلين إلى رحمة الله

وكان الذي يلقن الأموات في ذلك الوقت الشيخ أبو محمود ميمان(حبشة)

والناس من حوله متحلقين مقطبي الحواجب يبان الحزن في وجوههم

اقتربت أم الشيخ عمر من الرجال حتى وقفت فوق رأس أبي محمود وهو منهمك

بالتلقين ويسرع في قراءة التلقين بشكل ملحوظ

ونادت عليه بأعلى صوتها : لك أبومحمود تئبر أهلك هالترجومة ما بيفهمها

اللي عايشين كيف بدو يفهمها هالميت ؟!!!!!؟

ولم يعد باستطاعة أبي محمود ولا من حوله ضبط ضحكاتهم وهم يدفنون الميت

ومحبتي للجميع بلا استثناء



----------------------------------
اللهم استعملنا ولاتستبدلنا...واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك
5-1-2004    02:45
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
أوضــة وبيت مونة ..

ضرب اللِّبِن ( صب اللِّبِن )

ضاقت دار الأهل بما رحُبت بعد التكاثر وتزايد عدد الأفراد والعائلات مما جعل من منزل الأصــل ورب المنزل الكبير .. ( أبو العيلة ) جعل منه خلية تتكون من عدة عائلات وأفراد .. والعيشة أضحت صعبة نوعاً ما ..

قرر عبدالله الابن الأكبــر أن يفتح مع والده موضوع البيدر الذي وعده به بعد أن أمضى معه سنوات ليست بالقليلة في البرية ومع ( الطرش ) تارة ومع ( مشاريع الزراعة والحصاد ) تارةُ أخرى ..
وأتاه في ليلة وقد همس للحجة ( أمه ) بأن تبدأ هي بالحديث .. وتشجعه .. فزوجة عبدالله قد ضاقت ذرعاً بأعمال هي أصلاً ليست من اختصاصها وهي بغنىً عنها إذا ما آواها مع زوجها وأطفالها بيتاً ولو صغيراً ولو..حجرة ومطبخ ( أوضــة و بيت مونة ، ونتفة صيــرة صغيرة )

أوقد المدفأة وجهز ( ضرب المتة ) و( نفس الأركيلة ) لوالده ( نفس عجمي ) و( إبريق الشاي على الصوبيا ) عدل من جلسته .. وتهامس مع أمه الحجة .. ثم فتحوا الموضوع مع الحجي .. ودار الحديث.. له أول وليس له آخر .. منذ كان عبدالله فـــــي ( اللفلافــة ) وحتى ( أصبح أباً لعدة فروخ ) والمهم تمخض الحديث عن موافقة الوالد الكبير بعد أن تنهد تنهيدةً طويلة وأخرج زفيــراً مخلوطاً بدخان الأركيلة الكثيف .. وقال : ( من بكرة الصبح روح دء لِبن بالبيدر إنتا ومرتك .. وخود معك أخواتك .. )
طبعاً الأب بحكم العشرة الطويلة التي أمضاها مع والده الكبير ( جد عبدالله ) وإخوانه السبعة وأخواته الخمسة .. وحيث لم يبق منهم في الدنيا إلا اثنين .. يصعب عليه التفرقة وهو يحس بنوع من النقص إن لم يطمئن على أولاده وأولادهم وكل فروعه كل يوم ويسأل عنهم عند الفجر وعند النجر .. ولذلك فقد اتخذ القرار على مضــد وبصعوبة بالغة..

في اليوم التالــي : ذهبوا إلى أبو أحمد واستعاروا دوابه لنقل بعض التبن والتراب الأبيض والحجارة الصم والحجارة ( النحاتة .. ) الخ.. وأخوه ذهب لعند النجار محمود ليصنع قوالب ( صب اللِّبن ) والأدوات الخاصة بها ..ويوصي بالعواميد للأسقف..

وبدأ مشوار ( العمار ) وكان المخطط الذي رسمه مراراً وتكراراً عبدالله مع زوجته بالحوَّار على حجارة بالقرب من البيدر والذي يبعد كيلومتراً واحداً عن بيت الوالد الكبير وهي مسافة كبيرة إذا ما قُورنت بقرب المنازل قديماً وتجمعها حول بعضها في قارة .. كان المخطط هو ذاته منذ تزوجــا .. ( منذ عدة سنيين ) ..

أثاث حجري .. مع كل جدار وتبلغ سماكته في بعضها ( 35 – 50 سم ) والآخــــــــــــر ( 60 – 90 سم ) ..
جبلة وبحرة ماء صغيرة .. قوالب .. تنشيف .. أخشاب طويلة ومنها ثخينة .. تعميــر ..

حجرة .. مطبخ .. حمام .. ( عُلِّية ظغيرة ) وسور بسيط .. تنور مع نصف سقف .. صيرة للطرشات . .( 7 أشهر ) تم المشروع بعون الله ..


صحيح أن المشروع قد كلف الكثير من الجهد والقليل من المال آنذاك .. لكن فيه المتعة ما يكفي لنسيان تلك العذابات .. فكل ركن من أركان المنزل يعرف فيه عبدالله كم لبِنةً فيه وفي أي وقت هذا ( المدماك ) انتهى منه.. وله فيه ذكريات سيظل يحكيها لأبنائه أبداً ما حَيّي .. ثم إن رائحة ( الشراق ) الناصح البياض في فصل الصيف وبرودة غرف اللِبن لتنعكس على برودة الصدر ورحابته .. وبرودة جو الحجرة وعذوبتها والإحساس بالأصالة عند إشعال ( صوبة أم حربة ) في كانون يستمر دائماً ولو اقتضى الأمر إطفاء النار فيها بعد سويعات لأنها تخزن الحرارة ..

إن الثوب الأبيض الذي تلبسه الدار القديمة قبل العيد وعند المناسبات والأفــــــــــراح( الشّرَاء ) ينذر بعراقــةٍ وترات تشهد له غالبية من مضى على عمرهم أكثر من نصف قرن في قارة ..
فهل من الصعب أن يقوم من يبني الآن بيتاً أن يجد متسعاً فيه بجانب ( حوض الزريعة الصغير ) ليضرب فيه لِبناً ويعمر غرفةً صغيرة وتنور ..؟...

بالطبع فإن الزوجة ...:.. ستعلن حرباً عليه .. ..لأنها لم تعرف بعد رائحــة وعبــق الماضــي ..

صديق المنتدى
حسن.


----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
11-1-2004    00:27
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
ستة وسابعهم التفرد بالحريــــة ..

من الماضي القريـــب .

ستة وسابعهم التفرد بالحرية... أصروا إلا أن يشقوا الأرض بأصابعهم فيُخرِجوا من جوفها كنوزاً فريدة.. ويصُولوا ويجولوا في قـــارة فيسجلوا قصصاً عجيبة .. أذهلت كل من رأى وسمع.. وصنعوا " سوالف" وذكريات لا تنسى ..

القصة الأولى : ( ميكرو باص بدون سائق )

كان الميكرو باص" الحافلة الصغيرة " تكاد تكون وحيدة في الضيعة الصغيرة جداً آنذاك منذ أكثر ما يقارب الثلاثين عاماً والضيعة تتألف من شارعين وفروعهما ..
لقد أخذ الشباب الستة الحافلة لممارسة بعض الأنشطة الخفية المتنوعة.. وقد خطرت لبالهم فكرة أرعبوا بها كل من كان خارج بيته فور بدء الفيلم في تلك الأمسية.
فقد ذهبوا بالحافلة من أطراف البلد إلى أعلاها .. ( الحارة الفوقى ) وبعد أن رسموا خطتهم واتفقوا .. بدأ مشوارهم .. مشوار التعجب والذهول..

ومن أمام باب آخر منزل في الضيعة آنذاك.. بدا الباص وكأنه يسير في الشارع بدون سائق باتجاه أسفل الضيعة و... وبدون سائق..!!
وأما الركاب الخمسة فهم يصرخون .. وينادون .. النجدة.. فقد كان السائق سادسهم مختبئاً في أسفل منطقة السائق وتحت المقود وهو يُمسك بالمقود من أسفله بأطراف أصابعه ويتلقى التعليمات ( إلى اليمين إلى اليسار .. خفف السرعة بالفرام ... هناك كوع .. طجة ظغيرة.. فلان كذا ) وكل هذه من الشباب الركاب والتي تُوهم من يراهم بأنهم يصرخون لكنهم في الحقيقة يعطونه التوجيهات الخاصة بالقيادة بدون نظــر ..
وكان بعضهم يُخرج يديه من النافذة والآخر أقدامه لمحاولة النزول وتحسباً لهبوطٍ مفاجىء أو لتلقى المساعدة والإنقاذ من الناس أو من رب الناس.. وهكذا .. دقائق طويلة والباص يسير ببطءٍ تارةً وأخرى يسرع .. بدا المنظر والوقت عصراً في صيف جميل والهواء عليل والجو رائع .. ومن عادات أهل الضيعة الجلوس مثل هذا الوقت على أبواب البيوت .. لتناول المتة والكعك والبزر وغيرها من الفاكهة الصيفية .
فترى هذا يمد لسانه ويفتح فاه أو يقول يا لطيف وآخر يستدعي جاره .. للنظر وآخر يبربر بعبارات وأدعية .. (( باص بيت أبو فلان .. الله يستر .. يمكن شفت ابن فلان .. راح فيها .. الله يرحموا ..))
وقد تصدر حديث الحافلة العجيبة والتي تسير بدون سائق أو أنها أصلاً تسير لوحدها لا أحد يعرف كيف، تصدر قائمة الأحاديث للشباب والشياب في الضيعة إلى أن مر الباص في اليوم التالي وفيه سائقه الأصلي وهو يقوم بعملية ( لملمت الركاب ) وانتشال البضائع والناس وذهب بها إلى المدينة الأكبر ( النبك ) أو الناحية ( دير عطية ) ..

لله في خلقه شؤون ..

وإلى اللقاء مع قصة ونادرة جديدة من قصص هؤلاء الستة .

صديق المنتدى
حسن.


----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 6-3-2004 الساعة 12:05 من قبل: حسن البريدي
5-3-2004    22:56
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
القصة الثانية : مولد بلا حمص


لمناسبة عزيزة على قلبه، قرر والد أحد الشباب الستة إقامة مولــد وإطعام أصحابه وجيرانه من وليمته.. وقد بدأ النهار بجمع الحطب وإشعال النار وتجهيز الطبخ وذبح عدد من الطرش.. وعزم صاحب المولد أن يكون على العشاء .. في حين كان ابنـــــه ( أحد الستة ) " رحمه الله تعالى " قد سمع ديباجة وبرنامج المولد وطريقة تقديم الطعام..

كان المنزل الذي سيقام فيه المولد يتألف كأغلب بيوت قارة القديمة من طابقين أو طابق وغرف عُليا تسمى ( عُليَّــة ) ..

وأما خطة الشباب حول الموضوع فهي عملية سطو غير مسلح وهادىء على طعام رواد المولد ومشايخه .. وإفشال المولد ..

وقد توزعت عناصر العصابة أحدهم في أول الدخلة ( الزاقوق ) والآخر عند باب المنزل .. فالطعام جاهز والمشايخ وأعضاء فرقة المولد منهمكون في تراتيل وتفاريــد وتواحيد وصلوات وغيرها من بروتوكولات الموالد ومشاريعه .. وأما ابن المنزل وهو أحد أفراد العصابة فهو من سيُنزِل الطعام مربوطــاً من نافذة الغرفة العليا ليكون في انتظاره اثنان من العناصر .. وفيما بعد سيأخذونه إلى وكرهم الخاص ( الأترختة ) ويلتهمونه على طريقتهم الخاصة .. وبالفعل راحت الطناجر تتدلى من أعلى ومن ثم يتناولها العناصر واحد تلوى الآخر وتوضع في وسيلتهم الخاصة ..

كانت المفاجأة صعبة والموقف مثير للعجب لدى صاحب المولد عندما أعطى إيعازاً لأهل بيته لوضع طعام الوليمة .. ولم يجدوا إلا الرائحة .. وأخرج جام غضبه وحيث لم يكن في باله ما يجري ..

كانت ليلة محرجة كثيراً .. خاصةً وأن جماعة المولد وأغلبهم من أصحاب ( الكروش ) آنذاك ؛ يعتقدون بأن جزء الطعام والوليمة مهم جداً في المولد وهو يعد من أهم الفقرات لهم ولصاحب المولد..

وفي تلك الأجواء المقيتة بالنسبة لصاحب المولد.. كان الستة وقد عاشوا ( جوعاً عتيقاً ) مدة أسبوع مذ عزم صاحبنا على إقامة المولد .. كانوا قد التهموا الطعام ووزعوا على أصحابهم ما تيسر وخزنوا ما استطاعوا ليومٍ جديد .. يخاف أحدهم فيه أن يحدث معه مثلما حصل مع جماعة المولد عندما خرجوا منه من دون حمص ..

وإلى اللقاء في قصة جديدة من قصص الستة وسابعهم التفرد بالحرية.

صديق المنتدى
حسن.


----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
8-3-2004    22:45
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حبيب

عضو مميز
عضو مميز
سقالله ؛؛

صقالله يا أخ حسن، شو ذكرك بهل القصة اللي عمرها أكثر من 30 سنة ،
إيه راحــو الغوالــي يا دنيـــا .

على كل حال شكراً إلك ، بس خليتني عن جد عيش اللحظة.

أطلب المزيد.


----------------------------------
لا يصح في النهاية إلا الصحيح
8-3-2004    23:01
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الأحد   17/8/2025   21:12 لكتابة موضوع جديد   
عدد الصفحات=4:   1 2 3

منتدى الحوار  >>  منتدى مدينة قارة





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل