مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الأحد   17/8/2025  الساعة  11:29 مساءً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  قرأت لكم ...

عدد الصفحات=30:   « 28 29 30
الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
حسن البريدي

مشرف
مشرف
من البريد الخاص ..؛..

تحياتي ..

وردني بالأمس عبر البريد من أحد الأصدقاء - قصة أو رواية قصيرة ، ربما هي رسالة فقط .. تحت عنوان ( بس دقيقة ) للكاتب - محمد جسري ، تستحق أن نفرد لها دقائق معدودة من وقتنا للقراءة وقد جاء فيها :

كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم، وكانت أمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً. فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع. قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.

اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.

كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل. بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.



حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها، فالتفتُ إليها.
عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.
- صبري على ماذا؟
- على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.
- لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي.
- حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.
- الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.
- عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك؟
- هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟
- إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.
- وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟
- لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.

أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.


أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع. أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.

قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟ أين الحكمة؟


- "بَسْ دقيقة".
- سأنتظر دقيقة.

- لا، لا، لا تنتظر. "بَسْ دقيقة"... هذه هي الحكمة.
- ما فهمت شيئاً.

- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟
- ربما.

- سأشرح لك: "بس دقيقة"، لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية. هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة، ولكن بشرط.

----------- يتبــع : -




----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
25-12-2010    22:25
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف
تابع ..

- بس دقيقة -- : .


- وما هو الشرط؟
- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة، وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه. إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً. دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية. دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك. دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم... هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة؟

- صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.

- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.
أعطتني اليورو. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة، لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي، فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.



- حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟
- سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.
علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!

وأنا أقول لها: "بس دقيقة"، "بس دقيقة"...
لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.

قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل. المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو، والثانية منها تقول فيها: كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك. إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك. فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.

"بس دقيقة"... حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير الكثير من الساعات دون فائدة؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .

أدوات جميلة تلك التي وظفها الكاتب في خدمة النص، رغم البساطة التي تلف السطور ، لكنها سلسة إذا ما رام القارىء مشاركة قلبه مع رأسه في إخراجها ( مسرحياً )..

تقبلوا ودي .





----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
25-12-2010    22:37
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
علي مرتضى 1


( 1 )


الكاتب علاء الأسواني



الأخلاق بلا تدين أفضل من التدين بلا أخلاق



هل نحن فعلاً متدينون


علاء الأسواني



على مدى سنوات، عملت طبيباً للأسنان في هيئة حكومية كبرى تضم آلاف العاملين. وفي اليوم الأول بينما كنت أعالج أحد المرضى، انفتح باب العيادة وظهر شخص، قدم نفسه باسم الدكتور حسين الصيدلي، ثم دعاني لأداء صلاة الظهر جماعة، فاعتذرت حتى أنتهي من عملي ثم أؤدي الصلاة... ودخلنا في مناقشة كادت تتحول إلى مشادة، لأنه أصر على أن أترك المريض لألحق بالصلاة، وأصررت على استئناف العمل.

اكتشفت بعد ذلك أن أفكار الدكتور حسين شائعة بين كل العاملين في الهيئة. كانت حالة التدين على أشدها بينهم والعاملات كلهن محجبات، وقبل أذان الظهر بنصف ساعة على الأقل ينقطع العاملون جميعاً تماماً عن العمل، ويشرعون فى الوضوء وفرش الحصير في الطرقات، استعداداً لأداء صلاة الجماعة. بالإضافة طبعاً إلى اشتراكهم في رحلات الحج والعمرة التي تنظمها الهيئة سنوياً.

كل هذا لم أكن لأعترض عليه، فما أجمل أن يكون الإنسان متديناً، على أنني سرعان ما اكتشفت أن كثيراً من العاملين بالرغم من التزامهم الصارم بأداء الفرائض، يرتكبون انحرافات جسيمة كثيرة بدءاً من إساءة معاملة الناس والكذب والنفاق وظلم المرؤوسين وحتى الرشوة ونهب المال العام. بل إن الدكتور حسين الصيدلي الذي ألح في دعوتي للصلاة، تبين فيما بعد أنه يتلاعب في الفواتير ويبيع أدوية لحسابه،

إن ما حدث في تلك الهيئة يحدث الآن في مصر كلها... مظاهر التدين تنتشر في كل مكان، لدرجة جعلت معهد جالوب الأمريكى، في دراسة حديثة له، يعتبر المصريين أكثر الشعوب تديناً على وجه الأرض... وفي نفس الوقت، فإن مصر تحتل مركزاً متقدماً في الفساد والرشوة والتحرش الجنسي والغش والنصب والتزوير..

لا بد هنا أن نسأل: كيف يمكن أن نكون الأكثر تديناً والأكثر انحرافاً في نفس الوقت؟؟

في عام 1664 كتب الكاتب الفرنسي الكبير موليير مسرحية اسمها تارتوف، رسم فيها شخصية رجل دين فاسد يسمى تارتوف، يسعى إلى إشباع شهواته الخسيسة وهو يتظاهر بالتقوى.. وقد ثارت الكنيسة الكاثوليكية آنذاك بشدة ضد موليير ومنعت المسرحية من العرض خمسة أعوام كاملة... وبرغم المنع، فقد تحولت تارتوف إلى واحدة من كلاسيكيات المسرح، حتى صارت كلمة تارتوف في اللغتين الإنجليزية والفرنسية، تستعمل للإشارة إلى رجل الدين المنافق. والسؤال هنا:

هل تحول ملايين المصريين إلى نماذج من تارتوف؟
أعتقد أن المشكلة في مصر أعمق من ذلك.. فالمصريون متدينون فعلاً عن إيمان صادق...لكن كثيراً منهم يمارسون انحرافات بغير أن يؤلمهم ضميرهم الديني. لايجب التعميم بالطبع، ففى مصر متدينون كثيرون يراقبون ضمائرهم فى كل ما يفعلونه.

· القضاة العظام الذين يخوضون معركة استقلال القضاء دفاعاً عن كرامة المصريين وحريتهم،

· والمستشارة نهى الزيني التى فضحت تزوير الحكومة للانتخابات،

· والمهندس يحيى حسين الذي خاض معركة ضارية ليحمي المال العام من النهب في صفقة عمر أفندي.

· وغيرهم كثيرون.

· كل هؤلاء متدينون بالمعنى الصحيح..

ولكن بالمقابل، فإن

· مئات الشبان الذين يتحرشون بالسيدات في الشوارع صباح يوم العيد، قد صاموا وصلوا في رمضان...

· ضباط الشرطة ! الذين يعذبون الأبرياء...

· الأطباء والممرضات الذين يسيئون معاملة المرضى الفقراء في المستشفيات العامة...

· والموظفون الذين يزورون بأيديهم نتائج الانتخابات لصالح الحكومة،

· والطلبة الذين يمارسون الغش الجماعي،

· معظم هؤلاء متدينون وحريصون على أداء الفرائض.

إن المجتمعات تمرض كما يمرض الإنسان. ومجتمعنا يعاني الآن من

· انفصال العقيدة عن السلوك...

· انفصال التدين عن الأخلاق...

وهذا المرض له أسباب متعددة :

·
· وثانياً إن قراءة الدين المنتشرة الآن في مصر إجرائية أكثر منها سلوكية بمعنى أنها لا تقدم الدين باعتباره مرادفا للأخلاق وإنما تختصره في مجموعة إجراءات إذا ما أتمها الإنسان صار متدينا.

سيقول البعض إن الشكل والعبادات أركان مهمة في الدين تماماً مثل الأخلاق...

الحق أن الأديان جميعاً قد وجدت أساساً للدفاع عن القيم الإنسانية: الحق والعدل والحرية... وكل ما عدا ذلك أقل أهمية...المحزن أن التراث الإسلامي حافل بما يؤكد أن الأخلاق أهم عناصر الدين لكننا لا نفهم ذلك أو لا نريد أن نفهمه.

هناك قصة شهيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قابل رجلاً ناسكاً منقطعاً للعبادة ليل نهار... فسأله: من ينفق عليك.؟
قال الرجل: أخي يعمل وينفق عليّ
عندئذ قال صلى الله عليه وسلم: أخوك أعبد منك


----------------------------------
كل اِناءٍ يضيق بما جُعل فيه اِلا وعاء العلم فاِنه يتسع. (الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه )
28-12-2010    13:03
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
علي مرتضى 2



( 2 )

إن الفضيلة تتحقق بطريقتين لا ثالث لهما:

· إما تدين حقيقي مرادف تماماً للأخلاق.

· وإما عن طريق الأخلاق وحدها حتى ولو لم تستند إلى الدين.

منذ أعوام مرضت والدتي رحمها الله بالسرطان، فاستدعينا لعلاجها واحداً من أهم أطباء الأورام في العالم، الدكتور جارسيا جيرالت من معهد كوري فى باريس، جاء هذا العالم الكبير إلى مصر عدة مرات لعلاج والدتي ثم رفض بشدة أن يتقاضى أي أتعاب ولما ألححت عليه قال: إن ضميرى المهني لا يسمح بأن أتقاضى أتعاباً مقابل علاج والدة طبيب زميلي.

هذا الرجل لم يكن يعتقد كثيراً فى الأديان، لكن تصرفه النبيل الشريف يضعه في أعلى درجة من التدين الحقيقي،

وأتساءل: كم واحد من كبار أطبائنا المتدينين اليوم سيرد على ذهنه أصلاً أن يمتنع عن تقاضي أجره من زميل له..؟

رفض الكاتب جويتيسولو جائزة بحوالي مليون جنيه مصري لأنها لا تتفق مع ضميره الأخلاقي.

هل نسأل هنا:

· كم مثقف أو حتى عالم دين في مصر كان سيرفض الجائزة ؟

· ومن هو الأقرب إلى ربنا سبحانه وتعالى؟

· هذا الكاتب الشريف الذي أثق في أن الدين لم يخطر على باله وهو يتخذ موقفه الشجاع النبيل



إن التدين الحقيقي يجب أن يتطابق مع الأخلاق، وإلا... فإن الأخلاق بلا تدين أفضل بكثير من التدين بلا أخلاق.



----------------------------------
كل اِناءٍ يضيق بما جُعل فيه اِلا وعاء العلم فاِنه يتسع. (الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه )
28-12-2010    13:05
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


شكراً للعم أبو أحمد على مشاركتنا بهذا المقال الجميل، هذا الموضوع لايختص بدولة معينة كما ذكر في المقال بل هو شائع في مختلف بلداننا، فلم يعد هنالك رابط بين الدين والأخلاق، وأصبح الدين مجرد طقوس يتم تأديتها.

الأخلاق هي الأهم لأنها تدخل في تعامل الإنسان مع بقية الناس في مجتمعه، أما الدين فهو شيء خاص بين العبد وربه.

ولأهمية الأخلاق فقد وصف الله سبحانه وتعالى رسوله بقوله: "وإنك لعلى خلق عظيم" سورة القلم الآية 4
28-12-2010    14:03
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jassas

عضو مميز
عضو مميز


كثيراً ما ننظر لغالبية المسائل نظرة سطحية خالية من الحقائق الواقعية ، وبشكل خاص نظرتنا بكل فرد أو مجتمع لا ينتمي لنفس العقيدة التي ننتمي إليها ، فننسب لهم صفة اللاأخلاقية وعدم الصدق ، فهل الأخلاق مرتبطة بدين معين أو عقيدة ، وبمعنى من ليس له دين ليس له أخلاق ؟؟؟؟؟؟

وهل الأخلاق تُكمل العقيدة ؟؟؟؟ أم العقيدة تُكمل الأخلاق ؟؟؟؟

وسيدنا الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام يقول ( إنما بُعثتُ لإتمم مكارم الأخلاق )

فمسألة الأخلاق غير مرتبطة بعقيدة معينة ،

غير مرتبطة بكوني غربي .... أو شرقي ...
..............................................................
هذا ما كتبته في موضوع الفكر العربي على الرابط التالي :
http://www.qarah.com/forum/ShowThread.asp?forum_id=1&topic_id=29910&h=الأخلاق%20مرتبطة&page=2#topic44241

----------------------------------
.....الحياة.... كلمة....
29-12-2010    08:48
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف



أحسنت أخي جساس ..



----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
29-12-2010    12:35
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز



أعتقد بأن مقال "فهد عامر الأحمدي" التالي والذي نشرته جريدة الرياض يستحق القراءة

المقال هنا

----------------------------------
مدونتي
9-1-2011    14:22
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jassas

عضو مميز
عضو مميز



جميلٌ هذا المقال .

----------------------------------
.....الحياة.... كلمة....
10-1-2011    12:11
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


شكرا للأخ مسعود على هذا المقال القيم،والمقال في الرابط أدناه متمم له بطريقة أو بأخرى. وتعليقه الأخير حول النفط والولايات المتحدة يؤكد كلامه ولكن يبدو أنه لا يعرف أن "المعرفة" وتطوير تكنولوجيا النفط كانت السبب:

http://www.aleqt.com/2008/12/02/article_170124.html

مع خالص الود
بيدرجي
12-1-2011    06:39
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سامر عاصي هذه بلادنا

" الإسكافي مدرساً "

أسامة غريب ,جريدة الوطن الكويتية،23-11-2010

كنت في زيارة إلى لندن ذات يوم عندما انكسر كعب حذائي و انفصل عن بقية الحذاء بينما كنت أسير بالشارع، فأخذني أحد أصدقائي إلى دكان صغير يعمل به إسكافي شديد الهمة والنشاط... تعرفت على الشاب و كان أسمه "باتريك" ووجدته مغرماً بمصر و يتمنى زيارتها. تبادلت معه الدعابة و النكات حتى خرجت من عنده و نحن تقريباً صديقان. و الحقيقة أن باتريك الإسكافي الإنجليزي قد أعاد الكعب إلى الحذاء بمهارة يحسد عليها.

تمر السنوات و تجعلني الصدفة ألتقي بالإسكافي العظيم مرة أخرى في مكان لم أتصور أبداً أن ألقاه به. كنت بصحبة صديق في إحدى المدارس الأجنبية بالقاهرة حيث يدرس أبناؤه عندما لمحنا بفناء المدرسة مدرساً يقف في ركن يدخن الغليون في لذة و استمتاع. شعرنا باستنكار شديد أن يقوم أحد المدرسين بالتدخين داخل المدرسة وسط التلاميذ فتوجهنا نحوه ننوي تعنيفه و توبيخه على سلوكه المعيب. عندما اقتربنا منه اكتشفت لدهشتي الشديدة أن هذا الرجل هو نفسه باتريك اللندني الذي أصلح حذائي ذات يوم. دنوت منه و سلمت عليه فلم يتذكرني ، لكنني حدثته عن شعوري بالامتنان نحوه عندما أتقن عمله و أصلح حذائي بمنتهى الاقتدار. تذكرني واحتضنني بسعادة و ضحكنا كثيراً و هو يحكي لي عن أمنيته التي تحققت بزيارة مصر و أيضاً الاستقرار و العمل بها. الجميل أنه لم يتنصل من ماضيه ولم ينكر أنه باتريك الإسكافي العامل بالدكان بشارع "موزلي".

لكنه أكد لي أن المسئولين بالمدرسة هم الذين التقطوه أثناء قدومه للسياحة و ألحوا عليه حتى أقنعوه بأن يعمل مدرساً بمصر.

فلما استنكر الأمر وشرح لهم أنه لم يحصل على قسط كاف من التعليم ببلده كما لم يتلق تدريباً على التدريس كما لم يتلق تدريباً على التدريس أقنعوه بأن التدريس بالبلاد العربية لا يحتاج إلى شيء من هذا!! و أنه يكفيه فقط أن لغته الأم هي اللغة الإنجليزية حتى لو كان يعمل بتصليح الأحذية.

وزاد باتريك في شرحه فقال أنه بدأ العملية وهو متوجس و موقن من الفشل.

غير أن الإدارة شجعته، بالإضافة إلى أن أولياء الأمور أنفسهم قد أبدوا رضا وسعادة بأدائه وصاروا يتوددون إليه حتى صدق هو نفسه أنه مدرس جيد!ولم ينس باتريك أن يؤكد أن مثل هذه المدارس في مصر و دول الخليج تمتلئ بزملائه الإسكافية و غيرهم من سائقي التاكسي و البوابين الذين اكتشفوا أن مدارس علية القوم العربي تطلب مدرسين من بينهم فتنادوا و جلب كل منهم أصدقاءه وأقاربه و انتشروا بمدارسنا!

كذلك أخبرني باتريك بأنه أحضر زوجته التي عملت معه بعض الوقت بالمدرسة غير أنها راسلت مدارس أخرى ببعض البلاد العربية و حصلت على عقد عمل بإحدى المدارس الدولية في دولة خليجية براتب أسطوري. لم يفتني أن أعلق على تدخينه البايب وسط الأطفال فأجاب في خجل بأنه كان في البداية يمتنع عن التدخين في المدرسة حتى وجد الناظر يدخن و كذا بقية المدرسين فلم ير داعياً لأن يكون الملتزم الوحيد.

لم ينس باتريك أن يثني على بلادنا الجميلة الطيبة السخية التي تنظر إلى كل أوربي أشقر أنه خبير دولي لا تجوز مساءلته أو تقييمه...لكن يجوز فقط التودد إليه و طلب رضاه و محاولة الحصول على شهادة منه بأن هذا البلد جيد و يسير على الطريق الصحيح! ويا حبذا لو كتب شهادته هذه في وثيقة حتى يمكن نشرها بالصحف و تعليقها على الجدران!

سألته في ذهول: " شهادة جدارة يطلبونها من إسكافي بعد أن عملوا منه مدرساً لأبنائهم؟!"

أجاب: " هذه هي بلادكم يا صديقي

13-1-2011    11:36
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الواثق بالله

عضو مميز
عضو مميز


لقد شدني ما قرأه الأخ سامر .....فرأيتني أخط بيدي كلمات عقوية

لواقع أليم نعيشه .............

ليست كلماتي بالسياسية .......بل هي مشكلتنا الأساسية ......بعد أن كدنا نفقد الهوية

يكاد الفؤاد ينفطر خجلاً من شدة التهميش على صفحات التاريخ حتى نكاد نهوي

كالهباء المنثور على أطراف السطور.......

...لقد أصبحنا منفعلين غير فاعلين ((كغثاء السيل ))من حيث ندري ولا

ندري ....فالفعل هم ونحن ردود الفعل .....

لم تكن القضية عصية عليهم ...ما كان منهم إلا أن جاؤوا بنقطة سوداء فوضعوها على عين

(( العرب)) لتغدو غي ((الغرب ))

وبعدها بدأت القصة ....قصة نزع الهوية .......

علمونا من الطفولة أننا عالم ثالث ...دول متخلفة ...شعب مستهلك ومتهالك ...محدود

الملكات .....فترسخ في عقلنا الباطن هوان العرب

و عظمة الغرب ......فصرنا نقدسهم ونحلم أن نسافر إليهم و نحني الرؤوس لكل من داس

أرضهم ,,,منهم أو من غيرهم ...المهم لمن نال

بركاتهم ...فالفهم عندهم و الحضارة منهم .....و العاقل من لف لفهم ...وكل شيء غيرهم دوني

التفكير ...لا يملك من الإنسانية قيد نقير

.......صدروا لنا(( الاتاكيت)).....و قلوبنا شغفت باستيراده .......فالمحترم من أكل بالشوكة

والسكين .....وإياك ان تكفر فتمسك الشوكة

باليمنى و السكين باليسرى ....فقد يلزمك توبة بعد ها .....فأنت إنسان رجعي .........

ثم جاؤوا لنا بأطعمتهم ........و إن لم تحفظ أسماءها فأنت ((كلاسيك و جاهل ))....

.......ثم أغرقوا أسواقنا بسياراتهم وألبستهم وعطورهم و ماركاتهم حتى اختنقنا .......

وجاءت الطامة الكبرى عندما فتحوا مدارسهم عندنا ......وهموا بحشو عقول أولادنا بلغتهم

وثقافاتهم حتى صار أولادنا يعرفون عن الغرب الكثير

و لا يعرفون شيئاً عن أبجديتهم ......والكارثة العظمى أننا افتخرنا بالأمر ..فلا ضيرفي أن يجهل

الطفل الألف والباء والويل له إن لم يتقن

يوليو ويونيو...والكلام من صميم الواقع

.....لم يعرف أولادنا شيئاً عن ابن سينا أو الخوارزمي أو ابن حيان......وتراهم مفتونين ب.ماركس و فرويد و داروين

.........وها هي محطات التلفزة العربية تتباهى ب ((الكوبي )) أو نسخ البرامج الأجنبية وتقليدها

بالرقص والغناء و المسابقات .........حتى دخلنا جحر الضب وراءهم ........

........نعم .......ها هو المرض الخبيث يتفاقم ليستهلك جسد الامة ...وتقسيم السودان ببرودة

دم أكبر دليل والقادم أعظم

........أنا لست ضد التعلم من الغير ..........ولكن ضد استبدال ما عندنا بما عند الغير ......

ولا بد من خطوات حثيثة و إرادة قوية ...لتعزيز الموجود و استرجاع المفقود ......حتى نحافظ

على وجودنا على الأقل

........فإن كنا نعلم فتلك مصيبة .......وإن كنا لا نعلم فالمصيبة أعظم


و أخيراً.......معذرة لكم ...إسلامنا ..علماءنا .. لغتنا ...أبناءنا

----------------------------------
الهي قد تحاببنا ومنك الحب والعهد ......فنرجو فوقنا ظلاً حين الحر يشتد *******.لنا ولأهلنا عفو ومنك العفو يمتد ......ومغفرة ومنزلة جنان ما لها من حد


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 13-1-2011 الساعة 14:18 من قبل: الواثق بالله
13-1-2011    13:54
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
سامر عاصي

ما شاء الله على هذا السرد (العفوي) الرائع أيها الأخ الواثق,,

أحب أن أضيف بعض النقاط العالقة في مخيلتي هنا,

يحق للغرب أن يتباهى و يمجد إنجازه و ثورته التي بدأها صناعية منذ ثلاثة قرون
و كحلها بثورة الشبكة العنكبوتية ,هذه الثورة رفعت أمة الغرب إلى الثريا وألقت بباقي الأمم في الوحل أو على هامش التاريخ...
إلا من رحم ربي ...مثل اليابان...

والذي يحدث حاليا هو محاولة بعض الأمم النهوض من الوحل ,,مثل الصين و كوريا و سنغافورة و ماليزيا ,,و حق لها ذلك ....

و الذي يحدث حاليا أيضا هو تهاوي بعض الأمم في الوحل أكثر و أكثر,,مثل دول العالم العاشر (التي عمل في إحداها باتريك في المقال أعلاه)...

أيها الواثق بالله ...ومن وثق بالله فلا يخش أحدا سواه...

أنا و أنت و الكل يتنفس هواء ميكروسوفت وأوراكل...
و ياهو و غوغل..
ومن قبلهم غراهام بل و أديسون و باستور والأخوين رايت وووووووو
و القائمة تطول ..وبدنا جيجا بايتات هائلة...لكي ....

نرفع لهم القبعة ...و نحمد الله أن سخرهم لنا لكي يصنعوا و يبدعوا...ثم يقدموا ما أنعم الله به عليهم ...إلى العالم العاشر...

فنحن قوم -مثل ما أسلفت في مقالك -نسينا الخوارزمي و إبن سينا و إبن الهيثم و غيرهم...و القائمة تطول ...

و نسنا أننا أمة إقرأ...إقرأ...إقرأ...

و لاحول ولا قوة إلا بالله....و لاحول ولا قوة إلا بالله....



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 16-1-2011 الساعة 14:06 من قبل: سامر عاصي
16-1-2011    14:04
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز



تعليقاً على أننا نسينا بأننا ( أمة إقرأ ) عزيزي سامر ، إليك بعض الحقائق المخزية التي أوردها مدير مؤسسة الفكر العربي:

اضغط هنا

----------------------------------
مدونتي
20-1-2011    06:29
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حسن البريدي

مشرف
مشرف



أعجبني هذا النص - الغربي .. ( دائرة الفرح ) والسعادة الممتدة نحو الكرم ..

كما ورد في البيان ..


يقول برونو فيريرو إنه ذات يوم طرق فلاح بشدة على باب دار للعبادة. وعندما فتح له الأخ البواب ، مد الفلاح يده إليه بعنقود بديع من العنب :«أخي العزيز البواب، هذا هو أفضل ما أنتجت أشجار الكرم لدي من عنب، وقد جئت إلى هنا لأقدمه لك هدية». فأجابه البواب:«أشكرك! سآخذه على الفور إلى رئيس الدار، الذي سيمتن بهديتك».
وهنا رد الفلاح:« لا! لقد أحضرته لك أنت».
واندهش البواب: «لي أنا؟» واحمر لونه لأنه اعتقد أنه لا يستحق مثل تلك الهدية الجميلة.



وتابع الفلاح: «نعم»:لأنني في أي وقت أطرق هذا الباب تفتح لي. وعندما احتجت إلى المساعدة لأن المحصول دمره الجفاف أعطيتني قطعة خبز ومشروبا في كل يوم. وأريد أن يشعرك هذا العنب ولو بقليل من الإحساس بدفء الشمس، وجمال المطر، ومعجزة الله، الذي جعله ينمو بهذا الجمال .
وضع الأخ البواب عنقود العنب أمامه، وظل يتأمله طيلة الصباح، فقد كان عنقود عنب رائعاً حقاً. وبسبب ذلك قرر أن يقدمه هدية لرئيس الدار، الذي طالما حفزه بكلمات الحكمة.
فرح رئيس الدار بالعنب، لكنه تذكر أن هناك أخا مريضا في الدير وقال لنفسه: «سأعطيه عنقود العنب. من يدري، ربما يجلب بعض الفرح إلى حياته». وهكذا فعل. لكن العنب لم يمكث طويلا عند الأخ المريض، لأنه بدوره قال لنفسه: «الأخ الطباخ يعتني بي منذ فترة طويلة، ويغذيني بأفضل ما يتوفر لديه. أنا واثق من أنه سيسعد به».
وعندما أحضر الأخ الطباخ وجبته وقت الغداء، أعطاه العنب. قال له الأخ المريض: «إنها لك، ولأنك دائما على اتصال بما تجود به الطبيعة، فستعرف ما تفعل بهذا الإبداع الرباني».
سلب جمال عنقود العنب لب الأخ الطباخ، وجعل مساعده يلحظ روعة ذلك العنقود. قال لنفسه، إن العنقود بلغ حدا من الكمال لدرجة أنه لا أحد يستطيع تقدير قيمته إلا الأخ سكريستان، المسؤول عن حراسة «سر المباركة»، والذي يراه الكثيرون في الدير شخصا مباركا، وسيكون بمقدوره أن يقدر معجزة الطبيعة بدرجة رفيعة.
الأخ، بدوره، قدم عنقود العنب هدية إلى أصغر راهب مبتدئ، حتى يفهم أن إبداع الخالق موجود في أدق تفاصيل الخلق.



وعندما تلقى الراهب المبتدئ العنب امتلأ قلبه بعظمة الله، لأنه لم يسبق له أبدا أن رأى عنقود عنب بمثل هذا الجمال. وفي اللحظة نفسها، تذكر أول مرة جاء إلى هذا المكان والشخص الذي فتح له الباب، لقد كانت هذه البادرة هي التي سمحت له بأن يكون من ضمن مجموعة الأشخاص الذين يعرفون كيف يقدرون المعجزات اليوم. وقبل حلول الليل مباشرة أخذ عنقود العنب إلى الأخ البواب.
قال له: «كله واستمتع به. لأنك تقضي معظم وقتك هنا وحيدا، وسيجعلك هذا العنب سعيداً جداً». فهم الأخ البواب أن الهدية قدرها أن تبقى معه، لذلك استمتع بكل حبة من حبات العنقود، ونام سعيدا.
التأمت الدائرة- دائرة السعادة والفرح، التي دائما ما تمتد حول الكرماء.

ـــ



----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
23-1-2011    22:27
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
والله زمان الشيئ بالشيئ يدكر

شكرآ للأخ حسن على على هالمقالة الجميلة فهي تدكرني بقصة
(إسق أخاك النمري) التي درسناها بالمناهج القديمة والتي تعلمت منها معنى الإيثار لإول مرة عندما قام أحد الصحابة رضي الله عنهم بسقاية جرحى معركة بدر من المسلمين وهم يحتضروا فلم يرضى أحدهم الشرب قبل أخاه المسلم حتى استشهدوا جميعآ ولم يشرب أحد ولكم تحياتي

----------------------------------
كونوا أناسٌ سارالخير إن ساروا**كأنكم في بلاد الله أمطارُ
24-1-2011    12:13
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
علي مرتضى العذاب ليس له طبقة



مقال من روائع الدكتور مصطفى محمود

العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.

و ساكن الأحياء الراقيه الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط



و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.

و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.

و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى الدمار.



و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.

و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب.



فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب.. و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.

و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق.

و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب.

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.


و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم.


أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.

إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.

و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.

فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.

أما وراء الكواليس.


أما على مسرح القلوب.

أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة.. فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود.. يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.


----------------------------------
كل اِناءٍ يضيق بما جُعل فيه اِلا وعاء العلم فاِنه يتسع. (الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه )
29-1-2011    18:27
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
علي مرتضى

يتبع -
تتمة مقال الدكتور مصطفى محمود


و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم.

أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة و الدرهم و فدان الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابك على خطيئتك.





----------------------------------
كل اِناءٍ يضيق بما جُعل فيه اِلا وعاء العلم فاِنه يتسع. (الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه )
29-1-2011    18:29
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
زياد القاضي مشاركه

بداية أحب توجيه أحبه لمسؤولي الموقع على جهودهم البنائه ولدي مشاركه قرأتها وددت مشاركتكم بها @@@@@@@@/@@@@@ قرأت بأن الباحثون في بريطانيا اكتشفوا بأن الخراف شديد الذكاء و نتذكر وجوها راتها من قبل وذلك ما قام به الباحثون في جامعه بريطانيا كمبردج كما قيل بأن الخراف تحتفظ وذكريات فتره تصل لعامين وان الخراف التي تعيش منفرده تكون لها تصرفات أكثر توازنا من الخراف في قطعان @@ ودمتم للعلم ذخرا@@

----------------------------------
اًمير القلوب
14-2-2011    11:31
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الأحد   17/8/2025   23:29 لكتابة موضوع جديد   
عدد الصفحات=30:   « 28 29 30

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل