مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الأحد   24/8/2025  الساعة  04:29 مساءً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  أعرابي ..،..في قارة!

الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
البشير

عضو مميز
عضو مميز
أعرابي ..،..في قارة!

حدثني عيسى بن هشام:

أن الأريبَ اللبيب ..- أبا جرول- الأديب ,بن –خارجة- القاري ..كان دائمَ السوح في البراري ,وكان من أمره العجيب ..أنه رجلٌ عِرِّيب"بكسر العين وتشديد الراء المكسورة",وذلك في زمن اندثرت فيه الأعراب.. وتقطـَّعت بهم الأسباب ..ولم يعد لهم أثرٌ إلا في سجلٍّ أو كتاب ,وذلكَ مطلعَ القرن الواحد والعشرين ..حين فشى التلحين..ولم تعد تظفر بلسان أمين..يُعْربُ فلا يُـشين.

أما أبو جرول فكان سببُ سلامة سجيِّته ..واستقامة سليقته ,أنه من قوم ٍ هجروا العمران ..منذ صدر من الزمان ,يومَ غزا قومُ -عرسالَ بن لبوة بن ظـآبَ بن عِفار- ..أرض قارة,فجاسوا خلال الديار.. وأمطروا عليها مطراً من الحجارة,فهربَ من هربَ من أهـلها ..وماتَ من ماتَ من أجلها ..واختبئ كثرٌ في مُغـرها وسراديبها و وَشـْلها.
وكان من أمر قوم أبي جرولْ أنهم أمعنوا الترحالَ في البيداء .. حتى أتى على أخرهم البلاء ..وأيًّ بلاء..هو الريح الأصفر.. الذي حصدهم عن بكرة أبيهم ولم ينجُ منهم بشر ,سوى أبا جرول فقد كان راعياً للحلال ..يبتعدُ عن قومه الليالي والآجال ..ويعود إليهم بأنعامهم محمَّلة بالأثقال ,فلما وفد عليهم عند الأصيل..لم يجدْ بُدَّاً من العويل ,فخلع إهابه..وشقَّ ثيابه ..وحلَّ أطنابَهْ ,وراح يرثيهم ..وواحداً إثر واحدٍ ينعيهم ,وكانَ من إنشادهِ ذلكَ اليوم:

أرخي وحمحِمْ يا حـِجَـاجُ دموعا ****أمسيتَ من جَلل ِ الأسى يُنبوعا

فنيَ الذين سرحتَ في أقواتِهم****وطـفِقـْتَ وحدَكَ مُدْمَياً مفجوعا

سأجوعُ حتى تنقضي مني القِوى****ويُكون فطـْري بينهمْ مجموعا



وهكذا..قد أزمع الأعرابي الصيام ..فلا يطيبُ له طعام..ولا يقتربُ من أدامْ..حتى أتاهُ هاتفٌ في المنام:"بئسَ الرأي يا أبا جرول ..أما لديكَ من حيلة أعقل؟! مِن أن تصوم فتنتحرْ..وتنقبرَ مع من قـُبرْ ,سوى أنهم شهداءُ خالدون.. لموتهم في الطاعون..أما أنتَ فمُعذبٌ مسجون..لأنه قتلكَ رأيكَ المأفون ,قم وسحْ في البراري ..وفتـِّش عن أصلكَ القاري......"

انتفض من منامه كالعصفور المذعور.. فوجدَ بطنهُ يقرقر ويخور ,فنحرَ كبشاً..وأعملَ فيه نتـشـاً ونهشاً..تاركاً للسباع عظماً وكرشاً ,ثمَّ قامَ فضربَ في الفجاج يطوي الأيام ..باحثاً عن أحد من الأنام ..وهو ينشدُ في ذلكَ المقام:

من مُخرجي من ضوعتي وقفاري؟ *****مَن مخبري عن ضيعتي ودياري؟

أوَليسَ في الأرض امرءٌ من نسبتي*****أوليس في البيداءِ شخصٌ قاري؟؟

ثمَّ أشرقَ في صدره الأمل ..لمَّا انتهى إلى العمران ووصل ,فولج فيه بعقلٍ مذهول ..لا يدري ما يقول..لسِحْر ِ ما ترى عينيه وتطول..وكان ذلك العمران بدائياً من التراب..وليس بالأمر العجابْ ..لكنَّ صاحبنا لم يعرف الحضارة من أي بابْ ,حتى رآهُ أحدهم ..وتفرَّس فيه الصورة البدوية فبادرة بالتحية:

-العوافي يا أخا العربْ...هلْ لديكَ هاهنا من طلبْ؟؟

-ما هكذا تسلم العرب على العرب ......! فما "العوافي" سوى الأقوام التي درست ..والأمم التي بادت ,,علامَ تدعو عليَّ أن أكون من البائدين الدارسين؟!إلا أن تكون شقياً من الجبَّارين ؟!فإنَّ لي زنداً صُلباً..ورأساً حَطِباً ,ولسوفَ ترى من بأسي عجَباً ,فإياكَ إياكَ ..أن تشطَّ في مبتغاكْ..

ظنَّ الرجُل ..إن في عقل الإعرابي خبَل..فتركهُ ورحل ,ومضى الأعرابيُّ هائماً على وجهه في تلكَ الديار ..وقد أخذه الإنبهار ..من غرابة ما يرى من العمار ..حتى مضى صدرٌ من النهار ,فلقي رجلاً جالساً على كرسيِّ خشبي ..مستنداً إلى حائط ترابي ,يمسكَ بيدهِ خرطوم ..يلتقمهُ و يزفرُ دخاناً من الخيشوم ,ذهِل الأعرابي من عمله..وراوده عقْلـُه أن يكِزَ الخرطوم برجـلـِه ,وكلَّ ظنه أنه حيةٌ تسعى ..فجمع وأوعى ..ثمَّ وكز الخرطوم والآنيةً معا,فانتهره الرجل سابَّاً ومغاضباً:

-لمَ فعلتَ ذلكَ!!!!!!!!

-لا عليكَ لاعليك..برِّد يديكَ ورجليكْ ,لقدْ دعستهُ دعساً ..وأعدمْتهُ رأساً ..وجعلتُ نهارهُ عليهِ نحساً ,وقد رأيتكُ بهذا الأفعوان لاهياً ..غافلاً عن غدره وناسياً...حتى أدنيتَ فاكَ من فيه ..وكادَ يغرز سمَّهُ فيه..فلم أجد بُدَّاً من أن أسحقه فأردِيــْهْ.

-من...؟!!!سيبويـــْهْ...؟!! لا حول ولا قوة إلا بالله !! والله لن يفهم عليكَ أيها اليعربي ..سوى معلم العربي ..الأستاذ عدوي ..الذي لا يفتأ ينطق بالنحوي ..،.. فامشي معي يا أخا العرب.........
...................................
من يكمل عنِّي..ويُغنِّي في المقام الذي كنتُ أغُنِّي..؟علماً بأن صاحبنا -أبا جرولٍ القاري- لم يصل قارة..وإنما وصلَ إلى قريةً مجاورة ..وانتهى بهِ المقام عند معلِّم العربي الأستاذ عدوي..الذي لا ينطق إلا بالنحوي..

ياترى !!

هل سيصلُ الأعرابيُّ فعلاً إلى قارة؟!
شاركونا زادكم اللهُ فضلا.




تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 13-3-2008 الساعة 22:41 من قبل: البشير  
13-3-2008    20:59
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
خير انشالله

عضو مميز
عضو مميز


عند معلم العربي, الأستاذ عدوي, طاب المقام, و اصطف الكلام, مما لا يفهمه العوام:

تشرفنا يا أخا العرب..

السلام عليكم..

و عليكم السلام.. أطال الله دوامكم..

أعوذ بالله.. يا عبدالله..

مالك.. قد تغير حالك, كأنا نخوض في مهالك..

أتدعو لي بطول الدوام, و قد أهلكنا القعود والقيام, في المدارس, بين طلاب هوام, و أطفال و أقزام, على أساتذتهم لئام..

عفواً.. فأنا من غير هذا الزمان..







------------يتبع--------------------------

----------------------------------
انشالله خير.....
15-3-2008    03:42
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حي بن يقظان

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

إن اهتمامك -أخي-بالمعلم عدوي ..على حساب الأعرابي -بطل القصة- يثيرُ في نفسي عدة شكوكٍ منها:

*أن تألُّمك لتألُّم الأساتذة ..يوحي بأنك على علاقة مباشرة بسلك التدريس ..ويمكن أن تكون معلِّماً مثلاًمن يدري؟!.

*وقد يكون لفت الإنتباه لمهنة التدريس وما يحفـُّها من متاعب ومشاكل ..من أجل توجيه القصة إلى منحى تربوي مفيد..بغرض الخروج من عبثية الكلام "اللي بلا طعمة" والذي أسهب بسرده البشير "يعني أنا في جوف طنجرة أخرى "

أنتظر الــ"يُتْبَعْ" خاصَّتك بفارغ الصبر..وأنتظرها من الجميع أيضاً ..على اعتبار أن الغنيمة لمن سبق.

تحيَّاتي للجميع.

----------------------------------



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 16-3-2008 الساعة 17:29 من قبل: حي بن يقظان
16-3-2008    15:07
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حمود

عضو مميز
عضو مميز



أين التتمة؟

18-11-2008    23:12
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
البشير

عضو مميز
عضو مميز


عطفاً عليَّ أخي أبا أنس .. وسامحني على إهمالي للأعرابي حيناً من الدهر لدى أستاذ العربي .. ولكن كنت أنتظر تفاعلاً من الأعضاء مع القصة .. ومحاولة إتمامها ..

على كلٍّ ...

----------------------

فقد حدثني عيسى بن هشام :

أنه مرَّت على أبي جرول الليالي والأيام ..وقد طاب له المقام .. ولذ له المأكل والمنام .. متقلِّباً بين أكواب ٍ موضوعة .. وفرشٍ مرفوعة .. متطرِّحاً على الوسائد والطنافس .. بين يدي خير مؤانس ٍ ومجالس .. الأديب النحوي .. وأستاذ اللغة عدوي .. الذي أبان َ سنـَّاً .. وكتم حزناً .. وأبدى أمناً ..وأخفى حقناً .. من مقعد ضيفه الثقيل .. الذي لم يدع له حيلة إلا الصبر الجميل ..وذلك ليس لعبء مطعمه ومنامه .. بل لسلاطة في لسانه وفظاظة في منطقه وكلامِه ..

وقد حرمه من التمتع بكل مستحدث من الآلات .. تلك التي أصبحت من الضروريات .. كالهاتف والمذياع والغسالة والثلاجة والمكواة .. وذلك بقوله:

" أيُّ خبر ٍ عندكم أيُّها المجاذيب الأموات .. أتخالطون عفاريت الجن ثمَّ تؤمنون بتلبيسات دُهقان الإنس .. حتى أصابكم منهم المس ..ففسدَ منكم الطبعٌ وخبثت النفس .. وبدى منكم البطرٌ واختفى فيكمُ الحس ....

وأيم الله لا أقرب شعبذتكم هذه ما دمتُ حيا .. فإن شئتم أضيفوني أو أهجرَكم مليَّا.."

..

فأبدى عدويٌّ سعة صدر ورضا .. وكظم ضيقاً وغيظاً وبغضا .. وكانت الليالي تمرُّ عليه ثقالا .. والنهارات كالحة طوالا ..

حتى جاء يومٌ هجرته فيه زوجه ثمَّ تبعها غلمانه .. فأصبح خاوياً بنيانه .. إلا من لوث دخان ينبعث من موقدٍ نصبه الأعرابي في عتبة الدار .. صابغاً الجدران بلون القار والشحَّار .. وراح يملي عليه عند الموقد ما حفظ من الخطب والأشعار .. حتى ملَّ الأستاذ عربيته .. ومقت نحويته .. فحنق على البحتري .. وكره فلسفة المعري .. وسئمَ نسيبَ قيس الأشعري .. وطرائف كلَّ متيَّم عذري ...

ثم اغتمّ واحتار .. وضاقت عليه الأرض بما رحبت .. وكلما سأله الأعرابيُّ "أءضرمُ لكَ النار؟" يقول : "لي وجـَبَـتْ"..

و لدى أفول شمس ذات نهار .. فقدَ المعلم الرفيق رفقــَه .. وأبدى حنقه .. وهمَّ بالأعرابي أن يخنقه ..أو أن يدفعه إلى ناره فيحرقه .. لولا أنه سمعهُ ينشد :

يهمُّ بخنقي ثمَّ يهمـــِــلُ إعــــذاري --------- ولو يعلمُ ابن مَن أبا جرول القــــاري !

ولو كانَ في داري لكنت خدمــتــُـــهُ -------- فأدهشـهُ جـودي وصبـري وإيثــــاري .

لقدْ كنتُ في قوم ٍ إذا حلَّ ضيفهــم -------- أتـوهُ عبيداً .. عن يـسار ٍ وإعـســـار ِ.

إذا ماتَ أهلُ المرءِ لا عيشَ بعدهم -------- فيا صاحبي اخنقني ولا تخشَ من ثاري.


..

فاضطرب عدوي وجزع .. وعاد إلى رشده ورجع .. وجاوبه بمدمع ٍ مدرار .. ممعناً بالاعتذار .. في ذلــِّةٍ وانكسار .. لكن أبا جرولَ أبى إلا أن يرحل عند طلوع النهار .. قائلاً له:"

- لا بدَّ يا أخي من الرحيل ,ولك على كلِّ ما سلف الشكر الجزيل .. فإن كنت حقاً تريدُ الفعل الجميل .. فدلني على السبيل .. وصُرَّ لي بعض البابونج ..."

- تقصد الشاي .

- نعم ,وبضع حبَّاتٍ من الفالوذج .. ذاك الذي تسمُّونه المكدوس .. فهو زكيٌّ شهيٌّ ينعش النفوس ..وصحفة من اللوزينج ..

- تقصد الدبس يا محروس .

-أجلْ ..وأبعدني عن الشنغـــَـلْ إيـــــْــش .. بئسَ الأدام الذي لا يصلح لبعض الدراويش ..

-لك ذلك وأطيبْ .. فسرَّ عنكَ يا أخا العرب ..."

----------------------------

يُتبع .. "مع فتح المجال لمن شاء أن يكمل عني .."

تحياتي للجميع .








تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 30-11-2008 الساعة 22:29 من قبل: البشير
30-11-2008    21:49
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حمود

عضو مميز
عضو مميز



يا سلام يا بشير

حلو الكلام

عسى خير انشالله يدلي بدلوه أيضاً....


يا ترى انته فين يا خير


1-12-2008    13:20
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الطير العائد

عضو مميز
عضو مميز


وهل تركت المجال لأحد

لا فض فوك

----------------------------------
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة*****حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء
1-12-2008    15:10
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
البشر

السلام عليكم


سأتم ولكن لاتلمني أيها البشير:

وأُعدَّت العدة , وانتهت المدة, بازدياد الشدة,

فحمل المتاع ,وعزم الوداع ,لينهي الضياع

وأستاذنا الكبير عجز عن التغيير,

فلم يعلم الطريق للمنزل العتيق فينقذ الغريق,

فصافح الشيخ الراقي على أمل التلاقي,

وشد الترحال ليطلب المنال من الرب العال

فهام في الصحارى بحرقة الاسارى

وينشد في أنة الملتاع , لداره الذي ضاع

حنّي عليّ من الأسى يا دنيتي.....قد زاد وجدي من عظيم فراقي

وهممتُ في تُرب الصحارى حائراً... أشكو الجفا في لوعة العشّاق

وفديت روحي للديار لعلّها........تدنو وتفني باللقا أشواق

قرّي عيوني فالمنون تهافتتْ......ومنايَ قبل الطاويات عناقي

شرقتني غربتني فلترأفي......نفسي الردى في منبت الاشواق

ويتبع.......

----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 2-12-2008 الساعة 14:36 من قبل: البشر
1-12-2008    21:59
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
المعتصم

عضو مميز
عضو مميز


جميلة ما شاء الله
ولكن اختتمها أخانا البشير ..... بيتبع ...

أين التتمة
فقد أشتاق القاري لمعرفة ماذا حل بأبو جارول القاري

وشكراً

----------------------------------
إذا أعجبتك مشاركتي فاشكر الله قبل أن تشكرني ... ولاتنساني بالدعاء. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وإن لم تعجبك فانصحني ولا تجرحني ...
3-6-2009    17:33
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الأحد   24/8/2025   16:29 لكتابة موضوع جديد   

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل