منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  الحضارة الزائفة

الكاتب

الموضوع

محمد حمود مشرف	الحضارة الزائفة نزل رجل الأعمال المليونير من سيارته الفارهة بالقرب من الشاطئ ليشتري بعض السمك، فوجد صياداً بسيطاً عنده بعض الأسماك التي يقوم ببيعها. سأل رجل الأعمال الصياد عن الكمية التي يصطادها يومياً وقيمة المال الذي يجنيه، فأجابه الصياد بأنه يكتفي بصيد كمية قليلة حيث أن عنده قارب صغير، وأنه يبيع جزءاً من السمك مما يسد به احتياجاته ويأخذ باقي السمك إلى البيت حيث يقضي بقية الوقت مع عائلته وأولاده وينام باكراً ليستسقظ في الصباح الباكر في اليوم التالي ويتوجه إلى البحر من جديد. قال له المليونير، اسمع إنني رجل أعمال كبير ولدي خبرة في تطوير الأعمال وزيادة الأرباح وإنني أقضي عطلة قصيرة في هذه القرية، وإنك محظوظ لأنك قابلتني حيث أنني سأعلمك كيف تطور من عملك، عليك أن تزيد من كمية السمك الذي تصطاده يومياً ثم تشتري قارباً كبيراً وتستأجر عاملاً وتستمر في زيادة كمية الصيد وهكذا. قال الصياد "ثم ماذا؟". فأكمل المليونير، ثم ستتوسع تجارتك وتزيد قواربك، وتنتقل بعد ذلك إلى العاصمة وتؤسس شركة أكبر وتبدأ بالتصدير. "ثم ماذا" أضاف الصياد مهتماً، ثم تحول الشركة إلى شركة مساهمة تابع المليونير وتبيع أسهمها وتتضاعف أرباحك فتجلس في مكتب فخم وتتابع أعمالك ويصبح عندك الملايين وستكون مشغولاً جداً في متابعة عملك ولكنه سيكون لديك كل شيء وستتمكن من شراء اي شيء وستتاح لديك القيام بعطلة ممتعة مثلي في قرية على شاطئ البحر وستشعر بالسعادة البالغة. هنا انفجر الصياد بالضحك، وقال، ولكنني الآن أشعر بالسعادة يا سيدي. إن القصة السابقة تلخص حالة مما يدعى حالياً بالحضارة التي تجتاح عدداً من مدن العالم حيث تنتشر المباني والأبراج كانتشار النار في الهشيم، ويؤتى بالناس بالملايين ليسكنوا فيها ولكي يسيروا في شوارعها بسياراتهم، فانتشر الزحام والمشاكل والتلوث والغلاء الشديد وأصبح على هؤلاء العمل لساعات طويلة لكي يتمكنوا من العيش في ظل هذا الغلاء وإضافة إلى ساعات العمل اليومية أصبحوا يقضون ساعات مماثلة عالقين في الزحام في رحلة الذهاب والإياب إلى العمل. انحدرت العلاقات الإنسانية، وتفككت الروابط الأسرية وتحول الناس إلى روبوتات عاملة. بدأ البعض يطالب بتقليص العطل في الأعياد لأن العطل الطويلة تؤثر على الاقتصاد، ونسي هؤلاء أن الهدف من الاقتصاد يجب أن يكون هو سعادة الإنسان. إنها حقاً حضارة زائفة، فلاحضارة لا تهدف إلى إسعاد الإنسان ورفاهية البشر. لاحضارة تؤدي إلى تخريب البيئة والطبيعة. لاحضارة تحول الناس إلى آلات وأرقام وتلغي العواطف والروابط البشرية. نعم للحضارة التي يكون هدفها الإنسان.
20-1-2010    22:05
حسن البريدي مشرف	سلامات ... أعتقد بأن الحضارة الزائفة للأمم والشعوب ناتجة عن التصور الخاطىء لحقيقة الوجود والكون والإنسان في هذه الدنيا ، ولعل منظومة التحولات الحضارية في المجتمع تعتمد بشكل كبير على هذا التصور وهو مرآة إيمان الإنسان بحقيقة الحياة والوجود وكما أسلف أخي - محمد حمود- فإن معيار قياس الحضارة في مجتمعٍ ما هو موقع الإنسان في تجلياته رغم ارتباط الكثير من العوامل بالإنسان نفسه . ولعل ذلك لن يتأتى إلا بإيمان قوي وشامخ بالدين والعلم وعالمية الأفق والرسالة التي تخص البشرية جمعاء . إن حوار وموضوع كهذا يمكن أن يسهم ولو بذرة في تحريك عجلة الحضارة في سكة الزمن ، وتوسيع إطار الفكر مع الذات ومع الآخر من أجل النهوض بأساس الحضارة في المجتمعات وهدفها وهو الإنسان .. والحديث هنا متشعب وطويل .. والقصة قصة حضارة .. بانتظار آراء الأخوة الأحبة .. ---------------------------------- - كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
21-1-2010    18:25
jassas عضو مميز	الحضارة الزائفة لقد أصبحت متطلبات الحياة الأساسية والتي تحقق أقل نسبة من الأنسانية للفرد ، غير متوفرة لمعظم فقراء هذا الكون . فكيف يستطيع الفرد الشعور بالسعادة وهو يفتقد لتلك المتطلبات الأساسية ؟؟؟؟؟ كيف أحسَّ ذلك الصياد بالسعادة رغم فقره ؟؟؟ ربما توفرَّ له بعض ما يسعى إليه الكثير والكثير من فقراء هذا العصر دون جدوى . إن الشركات العملاقة والتي تتحكم بقوت الملايين من الفقراء وبدون أي رقيب هي من تتدفعهم لمزيد من الفقر . والخطط الأقتصادية إن وجددت فالهدف منها الربح المادي فقط وبدون النظر لتطور الإنسان والإهتمام بتوفير أقل الأساسيات له . أخيراً : إن الصياد في هذه الأيام لا أظنه يشعر بالسعادة كشعوره بالحزن والأسى ؟؟؟؟ ---------------------------------- .....الحياة.... كلمة.... تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 23-1-2010 الساعة 08:55 من قبل: jassas
22-1-2010    19:46

جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الثلاثاء   19/8/2025   01:49

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام