الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
رماد الذاكرة .؛.
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
رماد الذاكرة .؛.
( * )
قبل نحو عشرين عاماً، لم يدري طالب الجامعة أنه على موعد مع المغامرة أيام امتحاناته الفصلية في الكلية ، ولم يكن في حسبانه قيد فكرة عما سيفتتح فيه هذا اليوم .
كان موعد الامتحان الثانية بعد الظهر .. ولكن التقلبات الجوية الشتوية القاسية جعلته يفكر بالذهاب باكراً نحو العاصمة التي تبعد مسافة ساعة زمنية واحدة بدون مغامرات ..
قرر الذهاب صباحاً حذراً من مفاجآت الطقس .. أخذ قرطاسه ومضى نحو الشارع الدولي .. عسى أن يعثر على حافلة تقله إلى دمشق .. مع وصوله إلى الطريق الرئيس .. بدأت حبات الندى ( الضباب ) تتسرب مثل الدخان أمام ناظريه .. وهي تماثل بطء المركبات القادمة .. باتجاه المدينة ..
بعد لحظات خرجت مركبة ( مرسيدس صفراء قديمة ) من أحد الطرق الفرعيــة مسرعة .. توقفت قليلاً ( وليس تماماً ) فتح السائق النافذة قائلاً " ( إلى دمشق .. اركب ) .. لم ينتظر الإجابة ..فقد دفع الباب الجانبي ليفتحه .. في جزء من اللحظة كان عليه إصدار القرار الأصعب من عقوبةٍ جنائية .. فالباب مفتوح .. والسيارة أسرع قليلاً من سُحب الضباب .. وبذات اللحظة تداخلت مجموعة كبيرة من الأفكار والتساؤلات في دماغه .. لكن ردة الفعل وانعكاسات معرفة أهل القرية ببعضهم وكونه واحد من القرية .. كانت كفيلة بأن يكون الطالب راكباً السيارة ويتبادل مع السائق عبارات التحية والسلامات والأخبار ..
كانت نظراته في المركبة تأملية .. باحثة .. أكثر وطأة من نظرة دكتور رسام للوحة طالب في كلية الفنون الجميلة مع مغامرته الأولى .. ولكن هذه المرة بدون أن تكون إرادته حاضرة ..
المركبة التي تسابق الريح .. ليست ككل السيارات .. ربما هي كذلك من الخارج .. لكنها من الداخل لم تكن مركبة تُقل بشر .. بل أحس بأنها شاحنة لنقل البضائع .. فلا يوجد فيها إلا مقعد واحد فقط .. يعتليه السائق .. وأما الطالب فقد اكتشف بأن مقعده عبارة عن مجموعة ( رُزم ) من صناديق التبغ المهرب .. والتي تمترست في جميع أنحاء السيارة .. مع ( تشكيلة ) واسعة من السجاد وبعض الأجهزة الكهربائية المتنوعة .. وأما بالنسبة لما هو موجود في الصندوق الخلفي للسيارة فلا يعلمه إلا علام الغيوب ..
السحب الضبابية تزداد كثافة مع إزدياد السرعة الصاروخية للمركبة العجيبة .. وتتناسب طرداً مع القلق والتوتر الذي يعتري ذلك المحاذي للسائق .. الذي تبدو عليه علامات السعادة كلما باتت الرؤيا معدومة .. بالنسبة للأمام .. لا يرى المرء بضع مترات فقط ..
قال في نفسه ( الطالب ) الامتحان اليوم مادة تتعلق ( بالاقتصاد ) .. كيف سيكون الوضع إذا ما اعترض طريقنا أحد موظفي المحافظة على الاقتصاد .. ومن ثم اقتادونا إلى التحقيق والتفتيش .. ولا تهم البضاعة المهربة .. لكن المهم هو الكراسة التي بين يديه ..

تخيلات ومشاهد متشابكة طويلة انتابت دماغ الطالب خلال هذه الرحلة العجيبة .. فمن قاعة الامتحان .. إلى مادة الاقتصاد .. إلى الحجز والتوقيف .. إلى سجن ( عدرا ) .. حوادث .. مستشفى .. فضيحة .. إلى إشارات استفهام عديدة .. يتقدمها .. – هل سيصل إلى دمشق بسلامة .؟.. وصار الامتحان آخر الهم والمبتغى ..
خلال الرحلة .. سأل الطالب للسائق : كأن هذه السيارة أقوى من مثيلاتها .؟.. ما القصة ؟.. فأجاب السائق : نعم . لقد تم تعديل محركها وقوتها إلى 3 أضعاف القوة التي كانت عليها ..
- يتبع :
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
2-6-2010
02:25
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
انقضت 25 دقيقة منذ الانطلاق المشؤوم .. حسب ( ساعة اليد ) ولكنها حسب مقياس الضغط الشرياني ( أكثر من عدة أشهر ) .. وفي بداية منطقة ( التنايا ) ذلك الانحدار الشديد .. بدأ الضباب بالتلاشي .. وبات الجو واضحاً .. وظهرت خيوط الشمس وكأنها تظهر للمرة الأولى .. لكن علامات السخط .. والانزعاج بدت واضحة على وجه السائق ..وأردف قائلاً : ( انشمسنا ) وهي دلالة على أن الأمر لا يخلوا من المخاطرة ..

قبل أن تصل المركبة إلى مشارف دمشق العاصمة .. التف السائق نحو طرق فرعية بديلة حول ضواحي دمشق ..كان قد تمرس عليها مسبقاً وحفظها عن ظهر قلب .. وما هي إلا فترة قليلة .. وإذا به ينادي قائلاً : الحمد لله على السلامة .. تفضل .. ( لا تآخذنا ) ..
أكثر من 20 دقيقة على بدء الامتحان .. والطالب لم يتمكن من عملية الإمساك بالقلم .. ونسيان هذه المغامرة الصباحية ..
كان الامتحان عبارة عن ثلاثة أسئلة .. فقط ليختار الطالب سؤالين منها .. 50 درجة للسؤال الواحد ..
ورغم أجواء الشتاء الباردة .. فقد كانت درجة حرارة الطالب .. تعادل درجة كل سؤال ..
- بعد مرور شهر ونصف ظهرت نتيجة المادة / 52 درجة .
- بعد مرور عدة سنوات ، أصاب السائق مرض عضال ، وتوفاه الله ..
- بعد مرور 20 عام .. لم يفهم الطالب .. مادة الاقتصاد جيداً .. رغم نجاحه فيها ..
( * ) رماد الذاكرة . ما تبقى من ذاكرة الأيام الخوالي ..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
2-6-2010
02:27
|
|
د. أنور الحجي
عضو مميز
|
رماد الذاكرة000
كان يوما من أيام الجامعة في حلب وكان قدومي لقارة بباصات البولمان وعندما أصل الى قرب قارة وأنا أحمل محفظة سفر صغيرة نسبيا أطلب من السائق الوقوف فينزلني بسرعة وهكذا00
وفي أحد أيام الشتاء وعندما اقتربت من قارة تقدمت الى مقدمة الباص وطلبت من السائق إنزالي فرفض رغم رجائي له وعند محاولتي الرجوع الى مقعدي شعرنا بشيء حدث بالباص فقد ثقب أحد دواليب الباص وتوقف بالقرب من المشفى حاليا 00 حملت محفظتي وتقدمت الى السائق وقلت له ألم يكن من الأفضل أن تنزلني ؟ ابتسم وقال ( إي والله) نزلت كانت الشمس مشرقة والجو دافئ رغم أن الأرض مغطاة بالثلج ,حملت محفظتي على كتفي وعدت أدراجي الى المنزل
|
2-6-2010
08:42
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الاثنين
18/8/2025
07:50
|
 |
|
|
|
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|