|
الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
الزواج أجمل وأخطر رحلة ! ! !
عدد الصفحات=2: 1
2
›
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
الزواج أجمل وأخطر رحلة ! ! !
إنّ رحلة الطائرة بالإنسان تحمل الأمل والخطر ففيها الأمل بالوصول إلى بلد الأمان, وفيها خطر السقوط, ولذلك كان لا بد من وضع حسابات دقيقة إضافة إلى هندسة الانطلاق والهبوط.
أما الزواج فهو رحلة العمر وكما قيل: الزواج أجمل وأخطر رحلة على الإطلاق فما هي السبل والأسس التي يجب أن تتبع لتكون رحلة الزواج رحلة سليمة وناجحة؟
إن بداية هندسة الزواج تبدأ من الخطوة المهمة وهي الاختيار وهي ذات شقين اثنين هما:
اختيار الزوجة, واختيار الزوج, ثم تتلو ذلك مسألة الخطبة, فالصداق, فعقد الزواج, فحقوق الزوج, وحقوق الزوجة, ثم الآثار المترتبة عن إنهاء العلاقة الزوجية, وذلك عن طريق الطلاق أو الخلع أو الوفاة وما إلى هنالك..................
إذن:فغالبية المشاكل الزوجية سببها عدم إتباع تعاليم الهندسة التي يقوم عليها الزواج.
|
4-6-2006
00:07
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
في التأني السلامة !
نصح أحد الشعراء شاباً يريد الإقدام على مشروع الزواج, فقال له:
إذا تزوجت فكن حاذقاً ــــــــ واسأل الغصن وعن منبته
وهذا البيت يؤكد على حسن اختيار الفتاة التي ستكون يوماً ما شريكة حياته.
بحيث تكون ملائمة لطباعه, ومنسجمة ً مع أفكاره, وتتمتع بأخلاق حميدة, وقد نشأت وتربّـت في بيئة صالحة .....
وبالتالي: فعلى الشاب أن لا يتسرع في اتخاذ قرار الاختيار, لأنه كما يقول المثل العربي: (في التأني السلامة, وفي العجلة النادمة).
وعليه أن لا ينخدع بالمظاهر الخلاّبة, والبريق اللامع, وإلا كان حاله كما قال الشاعر:
جمال الوجه مع قبح النفوس ــــــ كقنديلٍ على قبر المجوسي
فالواقع المعاش يؤكد أن من الأفضل أن يكون الاختيار قائماً على أسسٍ ثلاثة, هي:
- الاختيار بالروح.
- الاختيار بالعقـل.
- الاختيار بالقلب –بالعاطفة-.
والأيام تكشف مرة بعد مرة, أن من الأفضل أن تُختار صاحبة الدين والخلق, فمعها تكون السعادة للزوج, وبمؤازرتها يكون الأولاد بارّين للوالدين, على منهج التربية والسلوك القويم, مصداق ذلك قول الشاعر:
سعادة المرء في خمسٍ إذا اجتمعتْ ــــــ صلاحُ جيرانه والبر في ولده
وزوجة ٌ حـسـنـت أخـلاقـها, وكـذا ــــــ خِلٌ وفيٌ, ورزق المرء في بلـده
|
4-6-2006
00:08
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
أسس اختيار الزوجة
تركز الشريعة الإسلامية على المضمون والجوهر, ولا تلتفت كثيراً إلى الشكل والمظهر.
ذلك لأن المظاهر قد تكون خداعة, مصداق ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:
مرّ رجل غني على النبي صلى الله عليه وسلم, فقال لأصحابه: (( ما تقولون في هذا؟))
قالوا: حريٌّ إن خطب أن ينكح, وإن شفع أن يُشفّع, وإن قال إن يسمع...
وسكت الرسول صلى الله عليه وسلم حتى مر به رجلٌ من فقراء المسلمين, فقال: ((وما تقولون في هذا؟))
قالوا: حريٌ إن خطب أن لا ينكح, وإن شفع أن لا يشفـّع, وإن قال أن لا يسمع!
فقال صلى الله عليه وسلم: ((هذا خير من ملء الأرض من مثل هذا))
وهذا لا يعني أن الشريعة الإسلامية تـُهمل الجانب المادي, والجمالي, وتـُنكر الشهوات وما إلى هنالك, دليل ذلك تأكيد القرآن الكريم على ميل الإنسان بطبيعته وجبلته إلى كل ما هو جميل, قال الله تعالى:
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب) آل عمران.
إنما تنكر الشريعة الإسلامية أن يستغرق الإنسان في المظاهر وينسى ما هو أهمّ, وهذا هو السر في التعقيب على الآية السابقة بآية لاحقة, حيث التنبيه إلى ما هو أهم من ذلك كله, قال تعالى:
(قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتهم الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد) آل عمران.
من هنا, فلم تترك الشريعة الإسلامية مسألة اختيار الزوجة للهوى أو الصدفة أو القوانين الوضعية, إنما حدّدت أهم الصفات المنشودة في شريكة العمر, وأهم تلك المواصفات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع ــــــــــ
|
4-6-2006
00:10
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
تُنكح المرأة للمال !!
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما يفعله الناس في العادة , فمنهم من يختار الفتاة التي يتوافر لديها المال الكثير , فقال صلوات الله عليه : ((تُنكح المرأة لأربع : لمالها , ولحسبها , ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدِّين تربت يداك )) .
وإذا كان هدف الشاب من اختيار الفتاة التي تملك المال أن تُعينه على أمور الحياة, فلا بأس في ذلك, وهذا ما أشار إليه العلامة ابن عابدين بقوله: (وتحليةُ البنات بالحليّ ليرغب فيهنّ الرجال سنّة).
أما المنهيّ عنه فهو الطمع في مالها دليل ذلك قول الإمام ابن حزم:
( وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمر أن تُنكح المرأة لمالها , ولا ندب إلى ذلك , ولا صوّبه, بل إنما أورد ذلك إخباراً عن فعل الناس فقط, وهذه أفعال الطّماعين المذموم فعلهم في ذلك, بل في الخبر نفسه الإنكار لذلك بقوله عليه الصلاة والسلام : ((فاظفر بذات الدين)) , فلم يأمر بأن تنكح لشيءٍ من ذلك إلا للدّين خاصة , لكن الواجب أن تنكح المرأة الزوج لماله , لأن الله تعالى أوجب لها الصّداق عليه والنفقة والكسوة.
وقد جاء النهي عن أن تنكح المرأة لمالها في الحديث :
((لا تزوّجوا النّساء لحسنهنَّ , فعسى حسنُهن أن يردَيهنُّ , ولا تَزوجوهنَََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ لأموالهن , فعسى أموالهنَّ أن تطغيهنَّ , ولكن تزوجوهنَّ على الدين , ولأمةٌ خرماءُـ أي : المثقوبة الأذن , أو المقطوعة الأنف ـ سوداءُ ذاتُ دينٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ أفضلُ )) .
|
5-6-2006
00:07
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
تنكح المرأة لإنجاب الأولاد
تعتبر الشريعة الإسلامية إنجاب الأولاد من أسمى أهداف الزواج, فهم زينة الحياة وبهجتها كما قال الله تعالى :(المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا) "الكهف64 ".
وبدون الإنجاب لا يستمر النوع الأساسي, ولا تستقر الحياة على الأرض, كل هذا جعل النبي[صلى الله عليه وسلم] يدعو إلى عدم التبتل, ويشجع على الزواج بالمرأة التي تنجب الأولاد, مصداق ذلك قوله صلوات الله عليه: ((تزوجوا الودود الولود, فإني مكاثر بكم يوم القيامة))
كما وحذر الرسول صلى الله عليه وسلم الشاب أن يرتبط بفتاة لا تلد, مصداق ذلك ما رواه معقل بن يسار رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت امرأة ذات حسبٍ وجمال, وإنها لا تلد, أفأتزوجها؟
قال: ((لا)).
ثم أتاه الثانية, فنهاه, ثم أتاه الثالثة, فقال: ((تزوجوا الودود الولود, فإني مكاثر بكم الأمم)).
وهكذا, المرأة الولود تحقق استمرار الحياة, فالولد هو الذي يحمل رسالة والده, فيرعاها ويكملها, مصداق ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولدٍ صالح يدعو له))
وكم من البيوتات الزوجية انهارت بسبب عدم توافر أسباب السعادة والزينة والرفاه,إي بسبب عدم إنجاب المرأة أولاداً؟!
|
5-6-2006
00:09
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
من أسس اختيار الزوجة:الكفاءة
تحضّ الشريعة الإسلامية الشاب على أن يختار الفتاة التي تكون متقاربة معه _خلقياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً _وذلك بهدف الوصول إلى التفاهم والسعادة الزوجية, مصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((تخيّروا لنطفكم ,وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم)).
ولا تعارض بين مسألة الكفاءة وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم:((إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه, إلا تفعلوا تكُن فتنة في الأرض وفساد عريض)).
ورحم الله الإمام الدهلوي عندما قال:(أقول ليس في هذا الحديث أن الكفاءة غير معتبرة,كيف وهي مما جُبلتْ عليه طوائف الناس ,وكاد يكون القدح فيها أشدّ من القتل ,والناس على مراتبهم ,والشرائع لا تهمل مثل ذلك ,ولذلك قال عمر رضي الله عنه:لأمنعنّ النساء إلا من أكفائهن,ولكنه أراد أن لا يتبع أحدٌ محقَّرات الأمور نحو قلّة المال,ورثاثة الحال,ودمامة الجمال,أو يكون ابن أم ولد ونحو ذلك من الأسباب بعد أن يرضى دينه وخلقه ,فإن معظم مقاصد تدبير المنزل الاصطحاب في خلقٍ حسن,وأن يكون ذلك الأصحاب سبباً لصلاح الدين).
ورضي الله عن عمر عندما أصبحت ابنته السيدة حفصة أيِّماً,راح يبحث لها عن الزوج الكفؤ,فعرضها على صاحبه عثمان رضي الله عنه,ثم عرضها على صديقه أبي بكر رضي الله عنه,حتى تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم,وكم في المحاكم من قضايا خلافية,وسببها الرئيس عدم الكفاءة بين الزوجين؟!
|
6-6-2006
00:08
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
اختيار البكر من النساء !!
حضّت الشريعة الإسلامية على اختيار البكر من النساء, مصداق ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
(( عليكم بالأبكار, فإنهنّ أعذب أفواهاً, وأنتق أرحاماً, وأرضى باليسير )).
وعلّة تفضيل البكر على الثيّب يتلخص في قول الإمام الدهلوي رحمه الله :
( والحكمة تحكم بإيثار البكر بعد أن تكون عاقلةً بالغة , فإنها أرضى باليسير لقلة خبابتها ــ خدعها ــ وأنتق رحماً لقوة شبابها وأقرب للتأدّب بما تأمر به الحكمة ويلزم عليها , وأحصن للفرج , بخلاف الثيبات فإنهن أهل خبابة وصعوبة الأخلاق وقلّة الأولاد , وهنّ كالألواح المنقوشة , لا يكاد يؤثّر فيهنّ التأديب , اللهم إلا إذا كان تدبير المنزل لا ينتظم إلا بذات التجربة كما ذكره جابر بن عبد الله ) .
وحديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ــ وذلك عندما أخبره أنه قد تزوّج ـــ (( يا جابر ! تزوّجت بكراً أم ثيّباً ؟ )
قال: ثيّباً.
فقال:((هلا تزوجت بكراً تلاعبها و تلاعبك؟))
وزاد البخاري في رواية له : (( وتُضاحكها وتضاحكك )) .
وقد كانت السيدة عائشة تفخر على قريناتها من أمهات المؤمنين بأنها البكر الوحيدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم , فعنها رضي الله عنها قالت : قلتُ يا رسول الله أرأيت لو نزلت وادياً وفيه شجرةٌ قد أكل منها , ووجدت شجراً لم يؤكل منها , في أيّها كنت تُرتعُ بعيرك ؟
قال : (( في التي لم يُرتع منها )) .
قالت: فأنا هي, تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها.
لكن هناك بعض الحالات يُفضَّل فيها الزواج من الثيب,كالحاجة إلى امرأةٍ تدبر أمور الأولاد والصغار وأمور البيت كما هي حال جابر رضي الله عنه......
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ الدكتور
محمد عمر الحاجي
|
6-6-2006
00:16
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
تفضيل الغريبات على القريبات!!
وذلك بهدف الزيادة في التعارف بين الأسر والجماعات, وتوثيق عرى الوحدة بين الشعوب والقبائل مصداق ذلك قوله تعالى :[[يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم]] (الحجرات:13).
ومن جهة أخرى فإن استمرار الزواج بين الأقارب يؤدي إلى مزيد من توريث بعض الأمراض, وبالتالي, فإنه يؤدي إلى ضعف في الأجسام, وخمود الأذهان, ويؤكد ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبني السائب:((قد ضويتم فانكحوا الغرائب)).
ويروى: اغتربوا.........ولا تضروا .
أي: تزوجوا ببعيدات النسب منكم, ولا تتزوجوا من القرابة القريبة, كبنت العم والعمة, وبنت الخال والخالة والهدف من ذلك أن لا يأتي النسل مهزولا ضاوياً ,ورحم الله الشاعر عندما قال:
تجاوزت بنت العم وهي حبيبة
********************** مخافة أن يضوي علي سليلها
لكن قد يقال :لقد تزوج علي من الزهراء رضي الله عنهما؟!
أجاب العلماء عن ذلك بأن الزهراء ليست قرابة قريبة,فهي ليست ابنة عمه,إنما هي بنت ابن عمه....
ويعتبر هذا الاختيار قديماً حديثاً, فالعرب كانوا يقولون :الغرائب من النساء,أولد للنجباء ,أصحاء القول والأجسام .
وجاء الإسلام فأيد هذا الاختيار وها هو الطب الحديث يؤكده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ الدكتور
محمد عمر الحاجي
|
7-6-2006
00:07
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
السلام عليكم،
الأخ أبو عمر: قد أكون تلميذا مشاكساً، و لكنني تلميذ جاد يعتمد على ابسط المبادئ العلمية التي اقرها العلماء المسلمون.
"الزواج أخطر مرحلة"....
و صفات الزوجة...
و ... و ....
أين زواج المسيار من كل ما كتب أعلاه؟
أتساءل لسبب واحد وهو أنني أعتقد أن الفكر الإسلامي كيان متكامل و مترابط لا تتناقض أفكاره مع بعضها. كما أن علينا أن ننتبه لموضوع الزواج من البكر ووضع هذه الأحاديث في إطارها الصحيح و إلا وقعنا في مآزق عديدة خاصة فيما يتعلق بأغلب زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم، وزواج عشرات الصحابة رضوان الله عليهم، و موضوع تعدد الزوجات. بالإضافة إلى ذلك فإن عدم وضع هذه الأحاديث في وضعها الصحيح مهين للمطلقات و المغتصبات. ما ذنب المطلقات و المغتصبات؟ كيف نوفق بين معيار "اظفر بذات الدين تربت يداك" و بين "البكر"؟ و متى كان الإسلام "جنسياً" بهذا الشكل؟ و متى استمدت المرأة قيمتها الدينية من "بكارتها"؟
|
7-6-2006
08:15
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
الأخ الحبيب ابن البيادر
صدقتَ فيما قلت (أن الفكر الإسلامي كيان متكامل ومترابط لاتتناقض أفكاره مع بعضها)
ولو رجعت في هذه السلسلة (الزواج أجمل وأخطر رحلة) إلى الوراء قليلاً لرأيت أني ذكرت:
أن من أهم الصفات المنشودة في شريكة العمر مايلي:
وذكرنا منها:المال, والولادة, والبكارة, والكفاءة, والشباب............
وبالتالي فاهم أسس اختيار الزوجة من الناحية الشرعية_:(الدين والأخلاق)
شكراً لك على اهتمامك .............. ورحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي .......... ,وانتظرنا حتى نُكمل السلسلة ثم وجّه ما تريد من الانتقادات.
_وعلى الخير نلتقي_
|
7-6-2006
10:02
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
الأخ الغالي أبا عمر،
كانت مجرد تساؤلات...ليست انتقاداٌ، و ليست "إهداء للعيوب" و أرجو التعامل معها كأسئلة و أفكار...
لنعود إلى الفكرة: السنة قول أو فعل أو اقرار... و ليس هناك دليل على تفضيل القول على الفعل. لقد تزوج الرسول صلى الله عليه و سلم 9 مرات: 8 من ثيبات ومرة من بكر. هذا يجعل النسبة 8 إلى 1. و لكن ليس هناك إلا حديثان عن موضوع البكر. لماذا التركيز على هذين الحديثين و إهمال 8 أفعال؟ و حديث جابر، هل هو تشريع أم رأي شخصي يخص جابر لما يعرف الرسول عنه؟ كيف يتناسب التركيز على الزواج من بكر مع بقية الأمور التي حض عليها الإسلام؟
|
7-6-2006
15:29
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
تزوجوا المرأة الجميلة!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((خيرُ النساء التي تسرُّه إذا نظر, وتطيعه إذا أمر, ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره))
ذلك لأن المرأة الجميلة وسيلةٌ لعفاف الزوج ,بحيث لاينظر إلى امرأة أخرى ,والعكس صحيح ,فالمرأة القبيحة وسيلة لتنفير الزوج من بيته,وبالتالي سبيلٌ للوقوع في الحرام.
ولذلك أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أن الجمال أمرٌ تألفه النفوس وترغب به,وذلك في قوله: ((تُنكح المرأة لأربع:لمالها,ولحسبها,ولجمالها,ولدينها,فاظفر بذات الدين تربت يداك))
قال الإمام الشوكاني في التعليق على هذا الحديث :(قوله صلوات الله عليه: ((وجمالها))يُؤخذ منه استحبابُ نكاح الجميلة,ويلحق بالجمال في الذّات الجمال في الصفات)
أجل!
هذه فطرة الإنسان,لكن مما يؤسف له أن بعض المتنطعين يريدون أن يُزاودوا على الإسلام !فيقولون:إن الإسلام لايهتم بالجمال أبداً,بل وصل ببعضهم الحال أن يقول:إن الإسلام يفضل الزواج من القبيحة على الزواج من الجميلة!!
وهذا يُخالف المنهج القرآني أولاً,فالله سبحانه وتعالى امتنَّ على عباده بما خلق لهم من الأنعام,ولفتَ إلى شيءٍ رائع وهو تلمُّسُ مواطن الجمال في حركتها,فقال سبحانه وتعالى:
{والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمالٌ حين تُريحون وحين تسرحون} النحل:5-6
وهو يخالف المنهج النبوي ثانياً, فالرسول صلى الله عليه وسلم نبّه إلى مسألة الجمال, وذلك في قوله: ((إن الله تعالى جميلٌ يحبُّ الجمال)).
وتحدّث الأدباء عن قبح المرأة, من ذلك قول أحدهم:
هي الغول والشيطان لاغول غيرها
......................... ومن يصحب الشيطان والغول يكمد
تعوّذ منها الجنّ حين يرونها
......................... ويـفـرق مـنـهـا كـل أفـعـى وأسـود
فأنّى لشاكيها إلى كل مسلمٍ
......................... وأدعـو عـلـيـهـا الله فـي كـل مسجد
وتبقى النظرة الوسطية هي السبّاقة إلى كل ما هو صحيح, ولا أن تكون غاية الزواج هي البحث عن الجمال فقط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ الدكتور
محمد عمر الحاجي
|
7-6-2006
18:39
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
أهم الأسس هنا: ( الدّين والخلق ).
عقد العلماء مقارنات بين من تملك مالاً وليس لديها خُلق ولا دين, وبين صاحبة الأخلاق التي لا تملك إلا المال القليل.
فرجّحوا صاحبة العقل والأخلاق والدين.
وفي القرآن الكريم توجيه رائع , وميزان عظيم , بحيث اعتبر الزواج من أمةٍ مؤمنةٍ أفضل بكثير من الزواج بالمشركة جميلة , قال تعالى : { وَلا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمةٌ مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم وَلا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبدٌ مؤمنٌ خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبيّن آياته للناس لعلَّهم يتذكرون } [ البقرة : 221] .
وفي الحديث الشريف إرشاد أفضل السبل لاختيار شريكة العمر , وذلك في قوله صلوات الله عليه : (( تُنكح المرأة لأربع : لمالها , ولحسبها , ولجمالها , ولدينها , فاظفر بذات الدين تربت يداك )) .
وعلّق الإمام النووي رحمه الله على هذا الحديث بقوله ( الصحيح في معنى هذه الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بما يفعله الناس في العادة , فإنهم يقصدون هذا الخصال لأربعة , وآخرها عندهم ذات الدين , فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين لأنه أمر بذلك , والحسب الفعل الجميل للرجل وآبائه , وفي هذا الحديث الحثّ على مصاحبة أهل الدين في كل شيء,لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وبركتهم وحسن طرائفهم , و يأمن المفسدة من جهتهم ) .
ذلك لأن المرأة الصالحة ,صاحبة الدين والخلق,تعرف واجباتها,فتحفظ زوجها وأولادها,ولا تبذر المال,ولا تترك البيت الزوجي يسير على الضلال ,انطلاقاً من الخوف من ربها سبحانه ,مصداق ذلك قوله تعالى:{فالصالحات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب بما حفظ الله} النساء:34
وإذا وُفق الرجل في اختيار ذات الخُلق والدين,فمعنى ذلك أنه نال السعادة ,وتفيَّأ في ظلال الجنة,مصداق ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاعٌ,وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة))
وهذا هو السر في تدقيق القرآن على معنى رباط الزوجية, فإما أن يكون الزواج جُنّة, وذلك إذا حَسُنَ اختيار الزوج للزوجة, و حَسُنَ اختيار الزوجة للزوج, وإما أن تكون الحياة الزوجية ناراً لا تُطاق, مصداق ذلك قوله تعالى:
{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مّودةً ورحمةً إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } الروم:21
وإذا حَسُن الاختيار امتد النعيم المقيم إلى الذريّة, ليكون ذلك في صحائف الزوج والزوجة, كما أخبر تعالى وهو يتحدث عن يوم القيامة:
{جنّاتُ عدنٍ يدخلونها ومن صَلَحَ من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } الرعد:23_24
|
7-6-2006
21:18
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
الصفات غير المرغوب بها في الزوجة !!
حذّرت الشريعة الإسلامية الشباب من الإقدام على الزواج من الفتاة التي تحمل بعض الصفات التي تعود بالأثر على السعادة الزوجية وعلى تربية الأولاد, من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( إياكم وخضراء الدّمن, فقيل: وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في المنبت السوء )) .
ذلك لأن المرأة كما وصفها أحد العلماء العاملين:
( المرأة قلادة , فانظر إلى ما تتقلّده ) .
فالعاقل هو الذي يختار القلادة المناسبة التي يضعها في عنقه, بحيث يعيش معها طيلة العمر في هناء وسعادة, أو يعيش معها في أتونٍ من النار والشقاء !!
فهذه المرأة تصبح بعد فترة أماً لأولاده ومربيّة لهم .
من هنا نعلم السر في التوجيه النبوي للشباب بأن لا يلهث وراء الرشاقة والجمال عند المرأة, إنما أن يبحث عن صاحبة الخلق والدين, ولا بأس في أن تكون جميلة المظهر, رشيقة القوام, وما إلى ذلك.
وإلا ما فائدة المظهر الجميل دون أن يصاحبه الخلق والدين ؟
إنه ليس إلا سراباً يخدع الإنسان , بحيث إذا وصل الإنسان إليه لم يجد ما كان يراه من بعيد , مصداق ذلك قوله تعالى وهو يصف أعمال الكفرة : { والذين كفروا أعملهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاء لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب * أو كظلمتٍ في بحرٍ لجيٍّ يغشه البحر من فوقه سحابٌ ظلمتٌ بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور} [ النور 39 ـــ 40 ] .
وقد تحدّث العلماء في هذا المجال كثيراً, وحدّدوا أهم صفات النساء التي تجعل الرجل يفرّ منهن, وأهمها ما يلي:
ـــ يتبع ـــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأستاذ الدكتور
محمد عمر الحاجي
|
10-6-2006
00:08
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
لا تتزوج من ......!!
1 ــ المختلعة : وهي التي تطلب الخلع في كل ساعة من غير سبب .
وبالتالي , فالمختلعة هي المرأة التي تجعل الحياة الزوجية في مهب الريح , وتُنزل بالأسرة المصائب والويلات .
مصداق ذلك المقولة المعروفة : ( وراء كل رجل عظيم مرأة ) .
فهي التي تحقق الأمن والهدوء والاستقرار, للزوج والأولاد, وبالمقابل هي التي تحوّل البيت كله إلى نكدٍ وزلازل وبراكين...
2 ــ المباهية بغيرها, المفاخرة بأسباب الدنيا: وهذا النوع من النساء يجعل الرجل طيلة حياته يلهث جرياً وراء تجميع الأموال, سواء من حلال أم حرام, والمهم أن يُرضي رغبات زوجته التي تحدثه صباحاً ومساءً عن صديقاتها وقريباتها, حيث المباراة في أمور الدنيا!!
ولعل هذا من الأسباب الرئيسية التي أتعبت الناس في هذه الأيام, بينما كان الواحد من الرعيل الأول لا يملك قوت ليلته, ويقول أمام الناس: إنا نعيش في سعادة لو علمتْ بها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف !!
3 ــ العاهرة: وذلك لأن الشريعة الإسلامية تركز على أن يختار الشاب المرأة المؤمنة المحصنة, وأن يبتعد عن العاهرة صاحبة الخلان, حتى ولو كانت جميلةً ذات مال وما إلى هنالك.
4 ــ الناشز: أصل النشوز في اللغة الارتفاع, وفي القرآن الكريم: { والّتي تخافونَ نشوزهن فعظوهن واهجروهنّ في المضاجع } [ النساء: 34 ].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ( فالمرأة الناشز هي المرتفعة على زوجها, التاركة لأمره, المعرضة عنه, المبغضة له.... ) .
وبالتالي , فالأولاد سيتأثرون بالأم كثيراً , بحيث إذا رأوا منها الطاعة للزوج قلّدوها في ذلك , فأصبحوا طائعين لأبيهم .
وإذا رأوا منها النشوز وعدم الطاعة , قلّدوها في ذلك , وأصبحوا عاصين لأبيهم ....
5 ــ الأنّانة : هي المرأة التي تُكثر الأنين والتّشكي , ولا يعجبها العجب , تظهر المرض وهي ليست مريضة , وتدعّي التعب وهي ليست متعبة , تجلب لزوجها الهموم , وتحطّم كل طموح , وتؤدّي إلى عدم الاستقرار .
ـــ يتبع ـــ
|
11-6-2006
11:16
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
يا أيها الشباب: لا تتزوجوا من...!!
6_المنانة: هي التي تقول لزوجها: أنا فعلت كذا, وأنا قدمت كذا, و..., مما يرسخ في نفس الزوج تجزيء الروح الزوجية.
وبالتالي, تؤدي المنة إلى تحطيم نفسية الزوج, مما يجعله يشعر أنه وحيد لا ناصر له على متاعب الحياة, وهذا يؤدي بدوره نحو رفاق السوء ونحو ذلك!
بينما تحدثنا سيرة السيدة خديجة رضي الله عنها أنها قدمت للرسول صلى الله عليه وسلم كل ما تملك, دون أن تمنن ولو مرة واحدة.
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها, قد آمنت بي إذ كفر بي الناس, وصدقتني إذ كذبني الناس, وواستني إذ حرمني الناس, ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد الناس)).
7_الحنانة: وهي التي تشتت حبّها وحنانها بين زوجها السابق وأولادها منه, وبين زوجها الحالي وأولادها منه.
ورضي الله عن جعفر الصادق عندما قال: (النساء ثلاث: فواحدة لك, وواحدة لك وعليك, وواحدة عليك لا لك:
فأما التي هي لك فالمرأة العذراء, وأما التي هي لك وعليك فالثيب, وأما التي هي عليك لا لك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك).
وما فائدة المرأة التي لا قلب لها؟
8_الحدّاقة: هي التي ترتمي ببصرها إلى كل شيء تشتهيه, وبالتالي تكلف الزوج ما لا طاقة له. وهذا أحد معاول تهديم الرابط الزوجي...
9_البراقة: هي التي تضيع وقتها في تزيين زوجها, لا لزوجها إنما فقط وقت خروجها من بيتها! مما يجعلها تبدو براقة, لكن في البيت تختزن سموماً قاتلة..!!
10_الشداقة: هي الثرثارة التي لا تتوقف عن الكلام, سواءً كان نافعاً أم ضاراً..
إذن: على الشاب أن يبتعد عن الفتاة التي تحمل أي صفة من الصفات السابقة, ويبحث عن الفتاة التي تكون شريكة حياته, وأماً لأولاده.
أما ما يلجأ إليه بعض الناس من زواج عن طريق الكمبيوتر, أو زواج بالمراسلة عبر بعض المجلات, أو عبر بعض القنوات الفضائية, فذاك هو السراب الذي يخلف وراءه الندم, ولكن ماذا ينفع الندم إذا فات الأوان؟!
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-6-2006 الساعة 19:48 من قبل: د.محمد عمر الحاجي
|
11-6-2006
11:50
|
|
قارية
|
شكرا لك دكتورنا المحترم على كل قلته
لكن من أين للرجل أن يعرف هذه الصفات قبل المعاشرة والزواج؟؟؟؟؟؟
|
11-6-2006
14:04
|
|
قارية
|
.
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-6-2006 الساعة 14:05 من قبل: قارية
|
11-6-2006
14:04
|
|
قارية
|
شكرا لك دكتورنا المحترم على كل قلته
لكن من أين للرجل أن يعرف هذه الصفات قبل المعاشرة والزواج؟؟؟؟؟؟
|
11-6-2006
14:04
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
مشروعية الحبّ قبل الخطبة
ليس حبّ الرجل المرأة وحبّ المرأة الرجل عاراً أو عيباً أو نجاسة يجب الابتعاد عنها , بل هو شعورٌ إنساني فطري خلقه الله وأودعه في الكيان البشري .
وبالتالي , فهو عاطفة نبيلة سامية , لكن المشكلة فيه هي الإطار الذي ينطلق فيه الحبّ .
والعجب العجاب من كثيرٍ من الناس يحملون شارات الدين والتديّن ويحرّمون الحديث عن الحبّ !!
علماً أن الشريعة الإسلامية تُبارك الحب الهادف إلى الزواج, وتعتبره أحد أهم مقدمات تأسيس البيت الزوجي.
دليل ذلك قوله تعالى: (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سراً إلا أن تقولوا قولاً معروفاً ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم){البقرة: 235}
(قال ابن عباس رضي الله عنهما: التعريض أن يقول: إني أريد التزويج, وإني أحب امرأة من أمرها ومن أمرها -يعرض لها القول بالمعروف-
وفي رواية: وودت أن الله رزقني بامرأة, ونحو هذا...)
وفي السنة المطهرة كثير من الأدلة, منها جواز إعجاب الرجل بامرأة عينها, مثال ذلك إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بجمال صفية بنت حيي بن أخطب, وفيها: قال: ادعوه بها, فجاء بها, فلما نظر إليها النبي صلوات الله عليه قال: ((خذ جارية من السبيّ غيرها)).
قال: فأعتقها النبي وتزوجها...
ومن الأدلة أيضاً, ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عندنا يتيمة وقد خطبها رجل مُعدم ورجل موسر. وهي تهوى المعدم ونحن نهوى الموسر.
فقال صلوات الله عليه: ((لم ير للمتحابين مثل النكاح)).
لكن الميل القلبي, والرغبة في الزواج, والإعجاب بامرأة بعينها, والحب قبل الخطبة يجب أن ينضبط بضوابط شرعية محكمة, أهمها أن يكون الإطار طاهراً حلالاً, وأن يكون الهدف الأعلى من ذلك كله هو الزواج...
|
12-6-2006
21:38
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
اختيار الزوج
تعتبر الشريعة الإسلامية اختيار الزوج ركناً أساسياً في بناء الأسرة, فهو موازٍ لاختيار الزوجة, بل ولعله في كثير من الأحيان يعتبر أهم وأوجب.
ذلك لأن اختيار الزوجة إن كان على أسس خاطئة, ووصل حال الأسرة إلى طريق مسدود, فإن بإمكان الزوج إنهاء ذلكم الرباط, وذلك عن طريق الطلاق وما إلى هنالك.
إذا كان اختيار الزوج على أسس غير سليمة, ووصل حال الأسرة إلى الطريق المسدود, فإن المرأة ستعيش في ظلم وندامة ونحو ذلك, ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية أسساً واضحة لتختار الفتاة مع أولياء أمورها الزوج المناسب, وخاصة مسألة الخلق والدين, دليل ذلك أن رجلاً سأل الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال: خطب ابنتي جماعة, فمن أزوجها؟ قال: زوجها من يتقي الله, فإنه إن أحبها بالمعروف أكرمها, وإن أبغضها لم يظلمها.
وصدق الله تعالى بقوله: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) {النساء: 19}
فما هي أسس اختيار الزوج؟
-يتبع-
|
14-6-2006
00:06
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
1-الشباب والقوة
تؤكد وقائع الحياة أن قوة الرجل ونضارة شبابه تثير المرأة, على عكس الرجل الذي يثيره لين المرأة ونعومتها...
وهذا الأمر لا يختلف من شعب إلى آخر, ففي قبائل استراليا يحتل القتال بين الشباب مكانة مهمة, وهو فرصة لإظهار قوتهم وشجاعتهم أما النساء الجميلات, فإذا انتهى القتال, تبع النساء الرجال الغالبين, وأعرضن عن المغلوبين.
وهكذا كان حال العرب القدامى....
وكذلك, تأتي رغبة الفتاة باختيار شاب قوي من باب أنه أقدر على حمايتها.
وبالتالي فإن الشاب القوي يخلف أبناء أقوياء, وعادة ما يكون الشاب القوي أقدر على ممارسة الأمور الجنسية من الكهل الضعيف, وكذلك فعلى الفتاة أن لا تنخدع برجالِ, ظاهرهم وأشكالهم أشكال رجال, ولكن الواقع يؤكد أنهم يسقطون من أول تجربة, وهم لا ينجحون بإدارة أمورهم الخاصة, فكيف ينجحون في أمور الحياة الزوجية؟!
وعلى الفتاة أن تسأل عن قوة الرجل ومدى رجولته, وكيفية طبيعته, لتختار الرجل الذي يحمل صفات الرجولة.
عسى أن تتضافر جهوده وجهودها, فيكمل كل منهما الآخر.
وما أجمل البيت الزوجي الذي يأخذ فيه الرجل دوره, حيث تظهر الصفة الرئيسة وهي الرجولة, وتأخذ المرأة دورها بالحنان والمودة والرحمة, وما أتعس البيت الزوجي الذي يكون فيه صراع الأدوار, أو تبادل الأدوار!!
-يتبع-
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-6-2006 الساعة 20:15 من قبل: د.محمد عمر الحاجي
|
14-6-2006
19:35
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
2- الجمال
من طبيعة الإنسان, -سواءً أكان ذكراً أم أنثى- أنه يكره القبح.
لذلك فلا ضير إذا رفضت الفتاة شاباً تقدم لخطبتها بسبب قبحه.
وهذا ما حدث مع أبي العيناء, فقد تقدم لخطبة فتاة, فرفضته, فقيل لها: إنه رجل له مكانة ونسب.
وكتب إليها قصيدة جاء فيها:
فإن تنفري من قبح وجهي فإنني ... أريبٌ أديبٌ. لا غبيٌّ ولا فدم.
فأجابته: ليس لديوان الرسائل أريدك!!
أما الشريعة الإسلامية فتعتبر أن من حق الفتاة أن تتمتع بجمال الزوج, كما إن من حقه أن يتمتع بجمالها, ورضي الله عن عمر عندما قال: (لا تُكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح, فإنهن يحببن ما تحبون).
وهذا ما فهمه الفقهاء, حيث اعتبروا اختيار الفتاة –بناء على بعض الصفات, ومنها الجمال- حقاً طبيعياً, بل وعلى ولي أمرها أن يختار ما يناسبها, مثال ذلك قولهم:
(ويستحب لمن أراد أن يزوج ابنته أن ينظر لها شاباً حسن الصورة, ولا يزوجها دميماً).
لكن يبقى مقياس الجمال أمراً نسبياً, فما تراه فتاة جميلاً, قد تعتبره أخرى غير جميل, والمهم أن لا إفراط ولا تفريط...
-يتبع-
|
15-6-2006
23:20
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
الكفاءة بين الزوجين
عن عائشة رضي الله عنها: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة –وكان ممن شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم- كان تبنى سالماً وأنكحه ابنة أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة, وهو مولى لامرأة من الأنصار.
وعلق الإمام الشوكاني على ذلك بالقول: نـُقل عن الإمام الشافعي قوله: ولم يثبت في اعتبار الكفاءة بالنسب من حديثٍ, وأما ما أخرجه البزار من حديث معاذ رضي الله عنه رفعه: ((العرب بعضهم أكفاء بعض, والموالي بعضهم أكفاء بعض)) فإسناده ضعيف.
وهناك عدة فروع للكفاءة, أهمها:
أ- الكفاءة في السنّ:
لم تحسم الشريعة الإسلامية مسألة التكافؤ في السن, إنما تركته لاختيار الزوجين, وفي السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج بمن تكبره بأكثر من عشر سنوات, وهي السيدة خديجة رضي الله عنها, وتزوج بمن تصغره عشرات السنوات أيضاً, وهي السيدة عائشة رضي الله عنها.
لكن الوقائع تؤكد على احترام شعور الفتاة واحترام طبيعتها, فهي مكرمة كما هو مكرم, لذلك فمن حقها الطبيعي أن تستمع بشاب يكافئها في السن.
كذلك فمن الأفضل للأولاد أن يكونوا ثمرة زواج أبٍ شابٍ من أمٍ فتاة, أما الزواج من رجل عجوز, فذلك يؤدي إلى إنجاب أولاد ضعاف وشبه أيتام.
لكن هناك ظاهرة زواج الفتيات من رجال طاعنين في السن, والغاية من ذلك هي الحصول على الثروات, كما قال الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله:
(لقد كثر في الأيام الأخيرة تزويج فتيات في مقتبل العمر طمعاً فيس ثروة الأزواج وجاههم, ووراثة ممتلكاتهم, ومن المؤسف أن الفتيات أنفسهن قد يكُنّ راغبات بهذا الزوج للبواعث ذاتها, وهذه البواعث غير كريمة في نظر الخلق ولا مرضية في نظر الشريعة, ومثل هذا الزواج لا يعصم الزوجة الفتاة ولا يحقق لها الهناء والاستقرار, لذلك وجب أن يتدخل القضاة في منعه عملاً بالسياسة الشرعية, فلولي الأمر منع المباح إذا نشأت عنه مفسدة فكيف إذا كان حراماً؟
وبذلك أخذ قانون الأحوال الشخصية في وجوب تقارب الزوجين في العمر, ونصّ على أنه إذا كان الفارق كبيراً ولا مصلحة في هذا الزواج, فللقاضي أن لا يأذن به, ونعم ما فعل, غير أن القانون لم يحدد للفارق سناً معينة, وقد جرت محاكمنا الشرعية على اعتبار الفارق المسموح به ما كان دون العشرين عاماً, فإذا زاد على ذلك كان غير مسموح به, وقد يكون هذا مقبولاً على وجه العموم)
إذن: المهم هو التآلف والانسجام, سواءً أكان بينهما فارق في السن, أم تقارب...
-يتبع-
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 18-6-2006 الساعة 13:20 من قبل: د.محمد عمر الحاجي
|
18-6-2006
13:18
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
ب- الكفاءة في النسب
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تخيروا لنطفكم, فانكحوا الأكفاء, وأنكحوا الأكفاء, وأنكحوا إليهم)).
وليس بينه وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه, إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)).
ليس بينهما تعارض أبداً, قال الإمام الدهلوي:
(أقول: ليس في هذا الحديث أن الكفاءة غير معتبرة, كيف وهي مما جبلت عليه طوائف الناس, وكاد يكون القدح فيها أشد من القتل, والناس على مراتبهم, والشرائع لا تهمل مثل ذلك, ولذلك قال عمر رضي الله عنه: لأمنعنّ النساء إلا من أكفائهن.
ولكنه أراد أن لا يتبع أحد محقرات الأمور, نحو قلة المال ورثاثة الحال, ودمامة الجمال, أو يكون ابن أم ولد, ونحو ذلك من الأسباب بعد أن يرضى دينه وخلقه, فإن أعظم مقاصد تدبير المنزل الاصطحاب في خلق حسن, وأن يكون ذلك الاصطحاب سبباً لصلاح الدين)
والنظرة الصحيحة لمسألة الكفاءة في النسب تتركز في أن الإسلام أبطل التفاخر بالأنساب والأحساب, مصداق ذلك قوله تعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) {الحجرات: 13}.
وإلا ماذا استفاد أبو لهب من قرابته ونسبه, وما ضر سلمان أنه ينحدر من فارس؟!
ورحم الله القائل:
عليك بتقوى الله على كل حالةٍ .... ولا تترك التقوى اتكالاً على النسبِ
فقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ ..... وقد وضع الكفرُ الشريف َ أبا لهـبِ
إذن: النسب مع التقوى لا بأس, أما التفاخر بالنسب فلا يفيد شيئاً.
وتروي كتب التراجم والتاريخ هذه الحكاية الرائعة: (ذات يوم, كان عمر رضي الله عنه يتفقد أحوال الرعية, فسمع امرأةَ تقول لابنةِ لها: يا بنيّة, قومي إلى ذاك اللبن فامذقيه بالماء –أي امزجيه بالماء-!
فقالت الفتاة: أوَمَا علمتِ أن أمير المؤمنين قد اصدر قراراً ب
أن لا يشاب اللبن بالماء؟!
فقال المرأة: يا بنية! قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء, فإنك في موضع لا يراك عمر, ولا منادي عمر!
فقالت الفتاة: يا أماه! إن كان عمر لا يرانا, فأين رب عمر!
فانطلق عمر رضي الله عنه إلى بيته, فقال لابنه عاصم: اذهب إلى مكان كذا وكذا, فإن هناك صبية, فإن لم تكن مشغولة فتزوج بها, لعل الله أن يرزقك منها نسمة مباركة)
وبالفعل تزوج عاصم بن عمر من بنت بائعة اللبن, فولدت له أم عاصم, فتزوجها عبد العزيز بن مروان, فولدت له عمر بن عبد العزيز رحمه الله..
-يتبع-
|
19-6-2006
11:37
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
أنواع أخرى للكفاءة
ج- الكفاءة من خلال عدم الزواج بالأقارب:
تركت الشريعة الإسلامية الباب هنا مفتوحاً, لكن وضعت بعض الاقتراحات والتوصيات, وذلك بهدف أن لا تخطب الفتاة من شاب قريب –قرابة قريبة- جداً منها, كابن العم وابن الخال وما إلى هنالك.
وقد أثبت الطب الحديث أن الزواج من الأقارب يؤدي إلى ضعف الأجسام, ونقل الأمراض وخاصة المُعْدية منها..
د- الكفاءة في المال:
من طبيعة الإنسان أن يحب المال والغنى, قال تعالى: (وإنه لحب الخير لشديد) {العاديات: 8} ذلك لأن المال ضروري لقيام الحياة واستمراريتها, ولا بأس من أن يكون الشاب مالكاً للمال, وهذا ما يطلق عليه في الشريعة (الباءة).
لكن الشريعة لم تعتبر المال أصلاً من أصول تحقيق الكفاءة, فرب فقير أفضل عند الله من ألف غني, وذلك لأن الله سبحانه قد ضمن الرزق للراغب في الزواج, قال تعالى:
(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) {النور: 32}
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
((ثلاثةٌ حقٌ على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله, والمكاتب الذي يُريد الأداء, والناكح الذي يُريد العفاف)).
إذن: لم تهتم الشريعة الإسلامية كثيراً بالمال الذي يملكه الشاب الذي يُريد الخطبة, ولم تهتم أيضاً بمسألة الأنساب والأحساب, وأصت بالابتعاد عن الزواج بالأقارب, وفضلت التقارب في السنّ.
فإذا لم تلك الشروط, فيحق للفتاة أن تعرض, بل وأن ترد الخاطب, وإذا حاول ولي أمرها أن يجبرها, فإن لها الحق في أن ترفع أمرها للقاصي..
-يتبع-
|
20-6-2006
14:10
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الاثنين
18/8/2025
02:13
|
 |
|
|
|
عدد الصفحات=2: 1
2
›
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|
|