VIP
عضو مميز
|
طهِّر صفوفك
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حدثنا (مشكوراً ) الأخ الدكتور أبو عمر في خطبة الجمعة الماضية عن القائد صلاح الدين الأيوبي وعن جهاده المظفر في سبيل الله لتحرير بيت المقدس من الصليبيين الحاقدين
هي قصة فيها الكثير من العبر و الفوائد ولا سيما إذا أسقطنا وقائعها على واقع الأمة الراهن
ويمكن الحديث عن بعض هذه الفوائد بعد الإذن من الأخ الدكتور أبي عمر :
إن أول شيءٍ قام به القائد صلاح الدين قبل محاربة الصليبيين هو أنه لجأ إلى العالم التقي الورع و شرح له نيته و سأله النصيحة
فأجابه قائلاً : ( طهِّر صفوفك ) ورددها عليه ثلاثاً وفي كل مرة كان صلاح الدين يعمل بجدٍّ و إخلاص حتى أصبح الجيش جاهزاً للقتال
ولو أردنا أن نسقط هذه الحادثة على واقع الأمة الإسلامية اليوم لما وجدنا إلا القلة القليلة من حكام و قادة المسلمين الذين يعودون إلى العلماء الثقاة ليعلموا حكم الشرع و أوامر الله عز و جل فيما يعترضهم من أمور
وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل إن ما يحدث هو أسوأ بكثير فالعلماء الثقاة الذين لا يقولون إلا الحق غير مرغوبٍ بهم لدى الحكام فتُكمُّ أفواههم بطرقٍ مختلفة
ولكي لا تبقى مراكز الإفتاء شاغرةً يعين بها من يعلن ولاءه المطلق للحاكم طمعاً بمنصب أبدي ثمنه تفضيل رضا الحاكم على رضا الله عز وجل
أليس هذا ما يحدث ؟ و ما مر و يمر به المسلمون منذ عشرات السنين ألا توجد به الأدلة على ذلك؟
هذا من جهة و من جهة أخرى لو عدنا إلى نصيحة ( طهر صفوفك) و تخيلنا أن صلاح الدين موجود الآن وأنه يريد تطهير صفوف الأمة
ترى كم من الوقت سيستغرق حتى يطهر الصفوف ؟
وهل سينجح ؟
..
|
3-8-2006
01:38
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
حتى لا تتعارض الشواهد و الأدلة و يصل البعض إلى استنتاجات خاطئة:
و استلزم هذا التطهير محاربته للعبيدين (الفاطمين الشيعة في مصر) حيث قضى عليهم قبل القضاء على الصليبين عندما عين وزيراً على مصر. و قام بتأسيس المدارس على طريقة أهل السنة و الجماعة حتى أعاد مصر الشيعية إلى حظيرة أهل السنة.
لماذا تعرض هذه القصص لتخدم أفكاراً معينة و نتجاهل القصص التي تتناقض مع هذه الأفكار؟ لماذا نركز على حطين، و ننسى الإعداد لحطين. يرى بعض العلماء أن جيل صلاح الدين استغرق إعداده عدة قرون، ولم يدع صلاح الدين إلى الجهاد حتى رأى المساجد تعج بالشعر الأسود بدلاً من الشعر الأبيض (كناية على أنه عندما بدأ كان لا يرتاد المساجد إلا الكبار في العمر، و بعد اكثر من عشرين سنة امتلأت المساجد بالشباب).
و قد عرف بسماحته حتى في الحرب. و من أشهر ماقام به تقديم الأطباء و العقاقير إلى قاz] الصليبين ريتشارد قلب الأسد عندما سمع أنه مرض. لم يرسل له فرقة انتحارية، أو سم، أو قنابل نووية!
ابن البيادر
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 3-8-2006 الساعة 07:33 من قبل: ابن البيادر
|
3-8-2006
04:31
|
|
السيد بطاطا
عضو مميز
|
تحياتي لكم كلكم... لكلا الفريقين.. مناصر لحزب الله أو معارض...
أحاول أن أتحدث الآن معكم بصفتي (سابقاً) صامت من بعيد... متابع للمنتدى...
الحوارات رائعة.. ولكن المشكلة تزداد تعقيداً بالفعل.. إذ أنّ الوضع يبدو كأن هناك فريقان... فريق الدكتور(الذي أحترمه)... وفريق ابن البيادر (الذي أحبه).. وكأن هناك خلافات شخصية ما........
أخي ابن البيادر... ليس من الضروري معارضة كل فكرة لا تعجبك.. أو لا توافق رأيك... المهم أنك أبديت رأيك أنت في مكان ما... الأفضل أن يكون في موضوع تنشئه أنت... أما أن يكون هناك خلافات في كل موضوع.. فهو أمر تكرهه نفوس القراء... ولا أبالغ حين أقول أنها تنفرهم أيضاً...
ولنمشي على مبدأ الجزيرة {الرأي#والرأي#الآخر}
وتحياتي الشهية المُحبة لكم...
|
3-8-2006
14:10
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
أخي الكريم السيد بطاطا،
سامحك الله مسامحة تدخلك الجنة! اتهامات وشك و استنتاجات خاطئة و افتراضات غير صحيحية و تشتيت للمواضيع، كل هذا في مقطع صغير! أعتقد أنك ستكون إعلامياً موفقاً لو اخترت هذا المجال، ربما في "الجزيرة"!
مع خالص المحبة
ابن البيادر
|
3-8-2006
15:35
|
|
ابو مصطفى
|
عزيزي ابن البيادر
اتفق معك تماما"في ردك على السيد بطاطا واعتمادا" على مهجيتك الملموسة اقترح عليك وعلى رواد المنتدى العمل على وضع اسس منهجية للحوار الحر
وسأقوم قريبا" ان شاء الله بطرح موضوع الحوار ((للحوار))
تحياتي للجميع
ابومصطفى
|
3-8-2006
16:22
|
|
خير انشالله
عضو مميز
|
بيان رقم 56
السلام عليكم
تحياتي للجميع
شكراً لجميع المشاركين والمتحاورين
المعارضة _حيٍَيَّة_ تورد رأيها فيما كتب أعلاه فقط حالياً:
إن الدعوة إلى تحويل منتدى الحوار إلى منتدى تكديس للمشاركات والمعلومات يفقد روحه و طبيعته وصفته الأساسية كمنتدى للحوار وتعاقب الآراء والمشاركات بغرض الوصول إلى درجة فكرية أعلى وإلى إغناء أكبر للموضوع, وهذا لن يتم إلا من قبل أكثر من رأي وأكثر من زاوية نظر وأكثر من فكرة وأكثر من شخص يسلطون الضوء من زوايا مختلفة على المسألة المطروحة وكل هذه الحركات تسمى جملةً "حــــــوار"..
لذلك المعارضة تؤكد معارضتها الشديدة لتحويل منتدى الحوار إلى منتدى مشاركات منفصلة الرد عليها ممنوع إلا بطريقة التفافية أو عن طريق مشاركة أخرى فيها الرأي الآخر مستتراً وغير مباشر..
المعارضة أيضاً تتحفظ على كل محاولة اقحام أمور شخصية في المشاركات, وتتمنى على جميع الأعضاء عدم رؤية أي خلاف في الفكرة على أنه خلاف شخصي, و ذلك كي لا يتم اقصاء الكثير من الأفكار الأخرى والتي قد تكون مفيدة جداً وبناءة بادخال فكرة الخلافات الشخصية للموقع,
المعارضة لا تعترف ولن تعترف أن هناك خلاف شخصي ما في الموقع لأنها لا ترى خلفية المشاركين أبداً و تعتبرهم _مجرد_ مجموعة "رائعة جداً" من الافكار والآراء والأدوات الحوارية والتعبيرية والمعلومات والأدلة والبراهين والاثباتات و الاستنتاجات العلمية والتحليلات الذكية والابداعات الأدبية والفكرية, ولذلك فهي تحاكمهم أو تحكم عليهم حسب ما ترى من آراء وردود فقط __و هي تناضل من أجل ترسيخ هذه الفكرة في الموقع__تتمنى على الجميع أن يتم الحوار بناءً على الفكرة المطروحة أو الرأي المكتوب وبدون تحميل المشاركة ما ليس فيها وبدون اعتبار رأي قريب من توجه ما على أنه التوجه كله,
شكراً لكم ولرحابة صدركم
----------------------------------
انشالله خير.....
|
5-8-2006
04:41
|
|
محمد ربيع الشيخ
مشرف
|
بيان 57-15
الموالاة - وللمرة الأولى في التاريخ - تدعم بشدة رأي المعارضة..
وتؤكد أن المستوى الراقي من الآراء التي يحتويها منتدانا ما كان ليكون لولا العقول النيرة لأصحابها والمستوى الرفيع للمشاركات، وما اختلافها وتمايزها عن بعضها إلا علامة غنى وتنوع ودونه ستصبح مجرد ثرثرة في الفضاء الإنترنتي الرنان..
الموالاة تؤكد: في ظل احترام قواعد التحاور في منتدانا، فإن الاختلاف شيء مرحب به، عدا عن أنه الأصل في التحاور بين أصحاب الأفكار النيرة...
وبآرائكم يتشكل وجه الحقيقة...
|
5-8-2006
09:01
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
يبدو ان الأخ ابو عمر مشغول في بحوث الغناء و ليس لديه وقتأً للإجابة عن الأسئلة السابقة أو إجراء حوار حولها رغم وجودها لعدة ايام، مع أن الباب صمم أصلاً للحوار، و ليس للسرد. العرف العلمي و الاجتماعي يقتضي رده على ذلك...ولكن!! أرجو أن يكون المانع خيراً.
بصراحة، كل مايهمني في الأمر هو أن نكون منطقيين مع أنفسنا وديننا و مجتمعنا، وهو مطلب إسلامي ووطني وقومي.
على كل حال: الأسئلة مازالت نفسها، و لايوجد في الأدلة ادناه دليل واحد على جواز قتل الأبرياء، خاصة من النساء و الأطفال.
آداب الحرب في الإسلام
(منقول)
تعني كلمة "آداب" في اصطلاح فقهاء الإسلام وغيرهم ما نعبر عنه نحن اليوم بـ "أخلاقيات". والمقصود بها بيان الوجه الأفضل في كل سلوك والحث عليه. فللأكل آداب، وللسفر آداب، وللوضوء والصلاة والصيام والزكاة الخ آداب (زيادة على فرائضها وسننها ومستحباتها...).
من آداب الحرب وأخلاقياتها التي أولاها الفقهاء عناية خاصة (علاوة على ما سبق ذكره بخصوص الصلح والأمان) ما يتعلق بتصرفات المسلمين أثناء الحرب مع الكفار، مثل من يقتل ومن لا يقتل، وما يجوز إتلافه وما لا يجوز الخ، كل ذلك نظمته أحاديث كثيرة وأفعال صدرت من النبي والصحابة وبنى عليها الفقهاء حكم الشرع فيها. من ذلك ما روي عن النبـي (ص) من أنه نهى عن قتل النساء والصبـيان فـي دار الـحرب. واعتمد الفقهاء هذا في فهم هذه الآية : "وَقَاتِلُوا فِـي سَبِـيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (البقرة -190)، فقالوا إن من لا يقاتل من أهل دار الحرب لا يجوز قتله مثل النساء والصبـيان، وأضاف الإمام مالك والإمام أبو حنيفة : الأعمى والـمعتوه والـمقعد وأصحاب الصوامع الذين طينوا الباب علـيهم ولا يخالطون الناس. وأضاف الإمام مالك أنه يجب أن يترك لهم من أموالهم ما يعيشون به. ومن خيف منه شيء قتل. وقال الإمام الأوزاعي : لا يقتل الـحراث والزراع، ولا الشيخ الكبـير، ولا الـمـجنون، ولا راهب، ولا امرأة. وهذا لأن المعروف عادة أن هذه الأصناف لا تشارك في القتال لأنها لا تقوى عليه. والمبدأ هو : لا يجوز قتل من لا يقاتل. "فإذا قاتلت المرأة استبيح دمها" وكذل الشأن في غيرها ممن ذكر.
ومن ذلك أيضا قول عمر بن الخطاب للجند من المسلمين : "لا تغلو (لا تخونوا، لا تسرقوا من الغنيمة)، ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين". وذكروا أن النبي (ص) وأصحابه مروا على امرأة مقتولة فوقف رسول الله عليها ثم قال : "ما كانت هذه لتقتل، ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم: الحق بخالد بن الوليد فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا (أجيرا) ولا امرأة".
أما تحريق العدو بالنار أثناء الحرب فقد رووا في شأنه حديثا عن النبي قال فيه :"...ولا تحرقوا بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار". وأجاز بعض الفقهاء ذلك إذا لم يُقدَر على العدو إلا بذلك. أما قطع الشجر والثمار وتخريب العامر (البيوت والمنازل وسائر مظاهر العمران) وقتل المواشي و تحريق النخل فقد عبر كثير من الأيمة عن كرههم لذلك : فقد كره الأزاعي قطع الشجر المثمر وتخريب العامر كنيسة كان أو غير ذاك. وقال الشافعي: تحرق البيوت والشجر إذا كانت لهم معاقل. وكره تخريب البيوت وقطع الشجر إذا لم تكن لهم معاقل. ويروى عن أبي بكر: "لا تقطعن شجرا ولا تخربن عامرا". وقالوا: أحسن الناس قتلة: أهل الإيمان. أي الذي يلتزمون بالأخلاق الكريمة التي تميز المؤمن. وفي هذا الإطار أكد فقهاء الإسلام تأكيدا خاصا على أن المسلم إذا دخل دار الحرب بأمان فعليه أن لا يتعرض لهم بغدر ولا لما في أيديهم بدون رضاهم، فإذا أخذ برضاهم أخذ مالاً مباحاً بلا غدر فيملكه بحكم الإباحة السابقة...
فأين هذا مما تمارسه إسرائيل اليوم في الضفة والقطاع من حرق لأشجار الزيتون وغيره، وهدم للمنازل وتخريب للعمران وقتل للأطفال والنساء والعجزة الخ. وأين من ذلك أيضا ما قامت به القوات الأمريكية في العراق 1991 حيث وجهت صواريخها وأدوات التدمير الجهنمية إلى العمران بدون استثناء، إلى الجسور وقنوات مياه الشرب وشبكات الإنارة وإلى الملاجئ ودور المدنيين، فضلا عن إحراق الحرث والنسل. وقد فعلت مثل ذلك في أفغانستان وتستعد اليوم لتكراره في العراق. إن أقل ما يمكن قوله في هذا الصدد هو أن إسرائيل وأمريكا تمارس الحرب بدون أخلاق، بدون آداب. حرب الجهالة الجهلاء، حرب الإرهاب بالمعنى المعاصر للكلمة.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فلنغتنم هذه المناسبة لتوضيح المقصود بعبارة وردت في آية قرآنية استغلها خصوم الإسلام للطعن في أخلاقياته. والغريب أن بعض المتطرفين من المنتسبين إلى "الإسلام السياسي" قد تبنى المعنى نفسه الذي يريد خصوم العرب المسلمين إلصاقه بالإسلام زورا وبهتانا!
|
6-8-2006
22:15
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
تابع لما قبله
يتعلق الأمر بعبارة "ترهبون به عدو الله وعدوكم" الواردة في قوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم، الله يعلمهم، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون. وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" (الأنفال 60-61).
فخصوم العرب والمسلمين عندما يقرءون هذه الآية أو يسمعون عنها يرمون الإسلام بالدعوة إلى "الإرهاب" ويقصدون بذلك المعنى المعاصر للكلمة. وقد قبل بعض المتطرفين هذا المعنى، ولسنا ندري لماذا؟
المهم بالنسبة إلينا هو أن نقرر أنه ليس فيما ذكره جميع المفسرين ما يفيد أن عبارة "ترهبون به عدو الله" الواردة في الآية المذكورة، تعني "الإرهاب" بالمعنى المعاصر للكلمة. بل كلهم مجمعون على أن معناها هو التخويف، وهو معناها في جميع قواميس اللغة. والفعل من "رهب، يرهب" بمعنى خاف. وفي هذا المعنى ورد قوله تعالى: "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون" (البقرة 40) وقوله" إنما هو إله واحد فإياي فارهبون" (النحل 51)
وإذن فعبارة "ترهبون به عدو الله..." لا تحتمل إلا معنى واحدا هو تخويفه. وقد شرح الفخر الرازي المقصود بالآية فقال: "وذلك أن الكفار إذا علموا كون المسلمين متأهبين للجهاد ومستعدين له مستكملين لجميع الأسلحة والآلات خافوهم، وذلك الخوف يفيد أموراً كثيرة: أولها: أنهم لا يقصدون دخول دار الإسلام. وثانيها: أنه إذا اشتد خوفهم فربما التزموا من عند أنفسهم جزية. وثالثها: أنه ربما صار ذلك داعياً لهم إلى الإيمان. ورابعها: أنهم لا يعينون سائر لكفار. وخامسها: أن يصير ذلك سبباً لمزيد الزينة في دار الإسلام". وإذن فالهدف من إرهاب العدو وتخويفه بإظهار الاستعداد والقوة ليس من أجل التغلب عليه في الحرب وحسب، بل أيضا من أجل حمله على ترك الحرب واللجوء إلى "الحلول السلمية" بعبارتنا المعاصرة. ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى مباشرة، بعد آية "ترهبون به عدو الله وعدوكم": " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم". فكأن نتيجة إرهاب العدو بمعنى تخويفه ستكون : جنوحه للسلم، وإذا حصل هذا صار التخلي عن الحرب واجبا.
وقصارى القول إن "دار الحرب" في التصور الإسلامي ليست دار قتال دائم، كما يتصور خصوم الإسلام. بل هي "دار الآخر" الذي يقاتل المسلمين، أما من يقوم بينهم وبين المسلمين صلح أو أمان (أي ما نعبر عنه اليوم بـ"العلاقات الديبلوماسية" فالمسلمون معهم في حالة سلم مؤقت أو دائم، حسب الأحوال وما تقتضيه المصلحة. وأما عبارة "ترهبون" في الآية المذكورة فمعناها التخويف.. ليس من أجل كسب الحرب وحسب بل أيضا من أجل الاستغناء عنها إذا أدى التخويف دوره.
***
وبعد فقد اضطررنا إلى هذا الاستطراد الذي عرضنا فيه لمفهوم "دار الحرب" في الإسلام، لنزيل لبسا كرسه بعض المستشرقين بإقامتهم نوعا من التطابق بين عبارة "الإسلام الغرب" التي نبتت في الفكر الأوربي وتكرست فيه، وبين عبارة "دار الإسلام ودار الحرب" التي هي عبارة إسلامية فقهية. أما وقد ارتفع هذا اللبس –فيما نعتقد- فلنعد الآن إلى موضوعنا ولننظر إلى مقولتي "الغرب" و"الإسلام" كما يتحدد معناهما في المرجعية الأوروبية. ولنبدأ بمقولة "الغرب".
في المعاجم الأوربية المعاصرة يتم التمييز بين "الغرب”occident كجهة جغرافية وبين "الغرب" Occident (بحرف O الكبير للدلالة على العلمية) كاصطلاح جيوسياسي يطلق على: 1) "جزء العالم القديم الذي يقع غربا في الأمبراطورية الرومانية". 2) أوربا الغربية والولايات المتحدة، وبكيفية عامة الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي 3) بلدان أوربا الغربية والولايات المتحدة بالتحديد. وقد تختص بهذا المعنى كلمة West ( Ouest بالفرنسية).
يتبع
|
6-8-2006
22:16
|
|
ابن البيادر
عضو مميز
|
ويتضح هذا المعنى الاصطلاحي لكلمة "غرب" باستحضار المقابل الخاص بها في اللغة السياسية الأوربية. فـOccident استعملت أولا في مقابل الـ "لوفان" Levant (المشرق = جهة شروق الشمس)، وذلك منذ أوائل القرن السادس عشر، وكان يقصد به الدول التي توجد في الشرق بالنسبة لفرنسا، وخاصة منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. ثم استعملت في مقابل Orient (جهة مشرق الشمس) ويشار بها إلى آسيا وأحيانا إلى دول البحر الأبيض المتوسط وأوربا الوسطى. ويصنف الشرق إلى شرق أقصى وشرق أوسط وشرق أدنى حسب قربه أو بعده من أوربا. وأما كلمة Est, East وتعني في الأصل الشرق الجغرافي فقد تخصصت خلال الحرب الباردة في الدلالة على دول المعسكر الشيوعي، وذلك في مقابل "الغرب" Ouest , West الذي يراد به، في هذا السياق، دول المعسكر الرأسمالي.
واضح إذن أن التقابل بين أوربا/المشرق Europe/Levant من جهة والشرق/ الغرب Orient/ Occident من جهة أخرى، تقابل يعكس التصنيف السائد في مرحلة التوسع الاستعماري وبالخصوص خلال النصف الثاني من القرن الماضي وأوائل هذا القرن، بينما يعكس التقابل بين الشرق/الغرب Est/Ouest الصراع بين الرأسمالية والشيوعية خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية.
وهكذا فكلمة "غرب"، في المرجعية الأوربية غنية بالدلالة، فهي تشير إلى "أنا" تتنوع هويته بتنوع الأطراف التي يتخذها مقابلا له: شرق (أدنى أو أوسط أو أقصى)، أو معسكر شيوعي (سابقا)، هذا بينما لا تحمل هذه الكلمة في المرجعية العربية غير معناها الجغرافي الذي يشير إلى جهة غروب الشمس. وهي لم تستعمل في العربية بنفس المضامين التي تحملها في المرجعية الأوربية إلا في وقت متأخر نقلا عن هذه المرجعية نفسها.
تبقى بعد هذا مقولة "الإسلام" في المرجعية الأوروبية…!
|
6-8-2006
22:17
|
|
د.محمد عمر الحاجي
عضو فائق التميز
|
(وتعيها أذن واعية)
يروي صاحب كتاب (الروضتين) وغيره: أن الشرارة الأولى التي قد فجرت نار الحرب بين صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وبين قوات الفرنجة, أن رجلاً يدعى (أرناط) كان حاكماً على الكرك, فسولت له نفسه سوءاً,فقام بالاعتداء على قافلة تجارية تابعة للمسلمين, فغنم أموالها وأسر رجالها.
فأنذره صلاح الدين, لكنه ركب رأسه وتمرد على الحق,فأقسم صلاح الدين إن ظفر به ليقتلنه بيده, وكان ذلك في عام (582 هـ).
ودار الزمن دورته,وكانت معركة حطين, حيث انتصر المسلمون, وكان عدد القتلى من الأعداء عشرة آلاف,إضافة إلى كمية كبيرة من الأسرى, على 0رأسهم ملك بيت المقدس,وحاكم الكرك (أرناط)!.
فماذا فعل صلاح الدين بهما؟.
أما أورناط حاكم الكرك,فقد احضره أمام الناس, ثم وبخه وذكره بإنذاره إياه, ثم ضرب عنقه أمام الأشهاد ,وبذلك بر قسمه رحمه الله تعالى.
أجل!
هذا هو الحل مع قتلة الأنبياء... مع المتطاولين على الذات الإلهية... مع أولاد القردة والخنازير...؛
وهذا هو الدواء لأمراضنا اليوم, وقد وصفه صلاح الدين.. وهو صالح ٌ اليوم لأن يكون وصفة سحرية, لقد قالها رحمه الله ذات يوم: (إنما أشعر بالمرض حين أترك ظهر جوادي!!)
- وعلى الخير نلتقي -
|
9-8-2006
13:14
|
|