الصفحة الرئيسية للمنتدى
|
التسجيل في المنتدى
|
تعديل البيانات الشخصية
|
قواعد الكتابة في المنتدى
|
بحــث
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
>>
" سنة الطوفة "
الكاتب |
الموضوع |
 |
|
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
" سنة الطوفة "
تحياتي للجميع ..
خطر لي أن أكتب هذا الموضوع لأقترب معكم أكثر مما أبعدتنا عنه الغربة والحضارة وتعقيدات الحياة ..
كلنا سمع عبارة " من سنة الطوفة " والتي تُقال للتعبير عن حدث جرى منذ زمن بعيد ..أو سمع حواراً بين عجوزين قاريين وقد اختلفا على تحديد من منهما أكبر عمراً من الآخر مستشهدين بأن ولادتهما كانت قبل أو بعد سنة الطوفة بكذا ...
وأغلبنا يعرف بأن لتلك " الطوفة " حكاية ما جرت في تاريخ بلدتنا الحبيبة ، وأنها كانت من الأهمية لدرجة أنها استخدمت للتأريخ ..
ولكن غالبيتنا وانا منهم لا يعرف حادثة " الطوفة " تلك ، كيف كانت ، ماذا جرى بالتحديد يومها ، وفي أي عامٍ حدثت ؟؟؟؟؟؟؟
أرجو من الأحبة أن يدرجوا هنا ما يعرفونه عن هذه الحادثة ، لنشبع فضولنا ولنتقترب من تاريخ بلدتنا الحبيبة ....
وأرجو أن لا يبخل أحبتنا في قارة بأن يسألوا معارفهم وخاصة من كبار السن ، وأن يفيدونا بالإجابة ...
ودمتم سالمين 
----------------------------------
مدونتي
|
8-11-2003
02:27
|
|
فضولي
|
حكمة( سنة الطوفة)
عاد أحمد ملحم من الأرجنتين منتفخ الجيوب ، منتفشاً بالثقافة المنحرفة الوافذة ، التي اكتسبها في المهجر تحت وطأة الإنبهار بمنجزات المدنية الغربية ، وكأنه هو الذي انتج تلك الثقافة وبنى تلك المدنية ، متعالياً على أبناء قريته (ديرعطية) يسخر من معتقداتهم ودينهم. وعمد إلى مجرى السيل في القرية فبنى فيه بناءً شامخاً راسخاً ، ضارباً عرض الحائط بآراء ونصائح أهل البلد.
وماهي إلا شهور حتى بدأت نذر الشتاء تهدد وتتوعد ، وصاحبنا(أحمد ملحم) غير مبال بالعواصف والرعود يردد في سره (( ما أظن أن تبيد هذه أبداً )) ، إلى أن حمل السيل زبداً رابياً واقتلع في طريقه ذلك البنيان القزم.
فثارت ثائرة المنتفش بالباطل وأرغى وأزبد وأقسم بما استجد عنده من معتقدات ، أن يبني في نفس المكان بناءً يتحدى فيه قدرة الله عز وجل .
وبالفعل فقد تم بناء قلعته الحصينة ، بعد أن غرس قواعدها بعيداً في باطن الأرض ، ووضع العوائق والسدود ونسي ذلك اليوم الموعود ، وقال على الملأ (إن كان الله قادراً على أن يدمر هذا البناء فليدمره) ، ومرت الأيام والأعوام بطيئة متراخية أنست (أحمد ملحم) وأهل القرية تلك المقولة البغيظة وذلك التحدي اللئيم.
وكان في تلك القرية عالم جليل أضاء معالم القلمون بعلمه الغزير وأدبه الجم.
ودعوته الدائمة إلى الخير والعلم والمعرفة ، وبنى مدرسة سميت باسمه ( مدرسة الشيخ عبد القادر القصاب ) تخرج فيها مئات المثقفين والعلماء الذين كانو بركة على قراهم وبلداتهم حيث تابع أكثرهم مســــــيرة شيخهم الفاضل في نشر العلم والدعوة إلى الله .
وذات يوم من عام 1936 زار الشيخ عبد القادر البلدة المجاورة ( قارة ) ملبياً دعوة صديقه الحاج( أبو عبدو الزكي ) ( وكان بيته مقابل المسجد العمري )
وقبل أن يذهب إلى بيت صديقه يمم شطر دار مختار القرية ( المرحوم الحاج أبو صائب الحجي رحمه الله رحمة واسعة) للسلام عليه – في داره الفسيحة وسط القرية، والتي تعود ملكيتها لكل من ( أبي عبد الله فرهودة ، ,وأبي محمد الشيخ- رحمه الله- ) فأقبل النَّاس من كل حدب وصوب ترحيباً بالشيخ المبارك .
ورغم كلَّ هذا الحشد الكبير استأذنت الحاجة ( أم صائب حفظها الله ) من الجمهور ، ودخلت إلى الشيخ ، ووضعت في حجره ابنها ( فيصل) سائلة الشيخ أن يرقيه، حيث كان دائم المرض معلول الصحة ، قد يئس الأطباء من شفائه وحددوا له مدة أربعين يوماً على الأكثر حتى توافيه المنية ، ولكن ما إن وضع الشيخ المبارك يده على رأس الصبي ، ورقاه الرقية الشرعية المعروفة هدأ الصبي ، وتغيرت حاله ، وانطلق كأنما نشط من عقال ( وهو حي للآن ، ومن كبار الشعراء الذين يشار إليهم بالبنان ) ، فطمع أهل القرية في دعاء الشيخ علَّ السماء تمطرهم بعد سنوات من القحط الشديد،فرفع الشيخ المبارك يديه إلى السماء ، وانطلق في الدعاء ، والنَّاس تلبي من القلوب والأفئدة فتلبدت السماء بالغيوم الداكنة السوداء المخيفة المرعبة.
وابتدأ قصف الرعود وكأنَّه اليوم الموعود، فانهمرت الأمطار بإذن ربِّها، وسالت الأودية والبطاح ، فخاف النَّاس من شدة الأمطار وكثرتها ، وصاروا يصيحون خائفين : يكفي يا شيخينا يكفي ، ودلفت المياه إلى بيت أبي صائب رحمه الله ،وصارت بحدود 60سم ، فخاف النَّاس على الشيخ ، فحملوه على أعناقهم إلى بيت م الحاج أبوعبدو الزكي رحمه الله ،واتجهوا به غربا عبر شارع القرية ، وهو يلوح بعصاه ويدعو الله عزَّ وجلَّ : حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام ومنابت الزرع ، اللهم احم هذه القرية من هذا السيل ، وكانت المياه قد شكلت سيلاً مخيفاً مرعباً كان من الممكن أن يخترق القرية من منتصفها فيدمرها تدميراً كاملاً ، وبفضل الله ورحمته استجاب الله دعاء الشيخ المبارك ، وانقسم السيل إلى فرقتين واحدة نحو الشمال مروراً بوادي بصل ، والأخرى نحو الجنوب مروراً بوادي حيون ، وحمى الله القرية من دمار وشيك .
ولكن السيل الأكبر والأخطر كان متجهاً صوب ديرعطية ، التي ابتلاها الله بأمثال ذلك الدَّعي الذي تحدى ربَّه جهاراً نهارا – رزقنا الله وإياكم التواضع والإخبات والتذلل للَّه عزَّ وجلَّ – وتابع السيل طريقه إلى أن وصل إلى تلك القلعة الحصينة ، فجعل عاليها سافلها واقتلعها من جذورها مفتتاً إيَّاها إلى فتات وقطع متناثرة ، وأصيبت البلدة المسكينة بأكبر دمار وخراب في حياتها .
( إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ( سورة ق 37 )
|
9-11-2003
17:16
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
لا فُضَّ فوك ..
نعم الفضوليون أنت ..
جزاك الله خيراً ، توضيح وتأريخ رائع ومفيد ، وأسلوب مشوق في السرد ..
أدعو السادة المشرفين لاتصال بأخونا الفضولي ، ووضع هذه الحادثة في فقرة قارة في التاريخ ، تحت عنوان من تاريخ قارة الحديث ...
ودمتم سالمين 
----------------------------------
مدونتي
|
9-11-2003
18:55
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
الأصلــــي وليس الفضولــي
إن ما كتبه السيد / فضولي .. ومشاركاته في المنتدى وخاصة ً الأدبية والتربويــة إنما هي أصليــة وليست فضوليــة .. وهو ينم عن انفتاحه على بحر من الثقافــة والتاريخ حتى جذور الجذور ، واهتمامه بها..
فكل التقديــر لك أيها الفضولــي لأنك كبير بمعانيك ومبادئك ومفرداتك وردودك ..
ولعل الإحساس المتأصل في دمــك عن حب قــــــارة والبلد ودفء الشوق وغليانه بين ضلوعك لهو السبب مع إبداعك في كل المشاركات..
وفقك الله .. ورعاك .. ذخراً ورافداً من روافد الفكــر العربي .. الأصلي والأصيــل.. وليس الفضولــي ... ولك حب قـــارة .. وحب الأمــة ..
حسن .. رأس الخيمــة
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
9-11-2003
21:39
|
|
قاري
|
معلومات قيمة يااخ فضولي ممكن تعطينا مصدر هذه المعلومات وهل هي مدونة في كتاب معين ام هي من ذاكرة الاباء الى ذاكرة الابناء
وهذه القصص اعتبرها قصص شيقة فهل من مزيد من هذه القصص ارجو ان توردها
لنا ولا تبخل علينا بهذه القصص مثل صلاة الاستسقاء على زمان الشيخ محمد سليم الرفاعي الله يرحمه او عندما دخل الفرنسيون قارة او عن معركة عين العلق
هذه القصص سمعنا بها ولكن معلوماتنا عنها قليلة مرة ثانية ارجو ان لا تبخل علينا
وارجو ذكر مصدر هذه المعلومات ولك الشكر والتحية
|
9-11-2003
22:57
|
|
قارة دوت كوم
إدارة الموقع
|
الرجاء مراسلتنا
نشكر الأخ (((((((( فضولي ))))))))))))))!!!!!! على مشاركته إيانا هذه الحقائق
ونرجو منه مراسلتنا على بريد الموقع.
ونحن بالانتظار
----------------------------------
نتمنى لكم تصفحاً ممتعاً...
|
10-11-2003
11:02
|
|
محمد حسين الشيخ
عضو مميز
|
جزاك الله خيراً
الله يجزيك الخير على هذه المعلومات القيمة التي لايعرفها سوى القليل القليل
وكلمة الحق تقال ان أسلوبك في سرد القصة أدخل في قلبي القشعريرة من هول ذلك الموقف والفخر بطيبة أهل الضيعة التي ما زالت حتى يومنا هذا
نرجو منك أن تمدنا بمثل هذه المواقف دائما حتى تعم الفائدة
ولك الشكر أخ مسعود على الفكرة الطيبة والعظيمة
ودمتم
|
10-11-2003
22:11
|
|
فضولي
|
(عيون العلق)
نشأ (توفيق هولو) في مناخ من الإباء ،والعزةوالكبرياء، ومبادىء الكرامة التي غرسها الدين الحنيف في نفوس العرب والمسلمين ، في كل صقع ، وكل ناحية، وكل ركن.
وتنامت إلى مسامعه أخبار الغزو الفرنسي الغادر، والمواقف البطولية الرائعة التي وقفها يوسف العظمة في معركة الشرف والعز والكبرياء ، الذي أبى هو ومن معه من الأبطال الميامين أن يدنس الغزاة المجرمون ثرى وطن الأحرار . الأحرارالذين نشروا العلوم والمعارف في كل أصقاع المعمورة ، الأحرار الذين فتحوا بوابة العلم
والثقافة عبر أول أبجدية (رأس شمرا) اخترعها عقل بشري. الذين مدنوا الدنيا منذ فجر الحضارة الأول ،والذين أعزهم الله بالإسلام ورسالة الحق.
أبوا إلا أن يُرَوُّوا ترب هذا الوطن الغالي بالدماء الزكية الطاهرة ، رغم المعرفة الكاملة والواعية بالتفوق العددي والحربي للغزاة الأشرار، فاستشهدوا على أبواب ميسلون شهداء لله وللحرية وللوطن.
فتساءل توفيق في سره ، وهل نحن أقل من يوسف العظمة ؟هذا البطل الشهيد العملاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل يكفي مثل واحد حتى نبرهن للدنبا أننا أحرار أباة لانرضى الدَنِيَّة.
شعارنا ( المنية ولا الدنية) .
ثم أليس الذي يقا تل دون عرضه فهو شهيد ؟ ومن يقاتل دون ماله فهو شهيد ؟ فما بالك بمن يقاتل دون وطنه الذي خصَّه الله به وأكرمه بأن نعم بالأمن والأمان في وهاده وشعابه ، بأن رأى نور الحياه يتهادى إلى روحه من نافذة بيت من بيوته الحبيبة الغالية ؟.
أليست فرصتنا الغالية حتى نطرق أبواب الجنان بأيدينا الملطخة بدماء الغزاة المجرمين ؟ أليس الشهيد هو الشخص الوحيد الذي يتمنى أن يعود إلى الدنيا فيقتل، ثم يقتل، ثم يقتل، من روعة ما أكرمه الله به في الجنَّة ، وأحاطه بالحبِّ ، والرعاية ، والإنعام .والتقى( توفيق هولو ) بأغلب الشباب الأحرار من مدينة النبك الممتلئة بالحقد على الفرنسيين الغادرين ، واجتمع فيه عدد كبير من أبطال النبك الأحرار ، وبدؤوا بدراسة الواقع الحربي ، وإمكانية الواجهة مع العدو لإفشال خططه وتلقينه درساً لا ينساه حتى وإن احتل بلادنا أخيراًً ، لأن هذا الدرس سيبقى محفوراً في ذاكرة الباغي فيحسب الحساب لأولاد وأحفاد الأبطال ، فلا يمعن في إذلالهم وقهرهم خوفاً ورهبة من أبناء وأحفاد الليوث الأشاوس.
ومما أشعل نار الأمل في نفوسهم وصول الأخبار السارة من قارة الخير والبطولة حيث الغليان الحقيقي والنفوس المؤمنة المتصلة بربها ، والتي تنتظر بفارغ الصبر لحظة المباغتة وساعة الشرف والكرامة على ثرى هذه البلدة الطاهرة الأبية ،فاتصل بأبطال قارة الميامين الذين تقاطروا من كل أحيائهاليرفعوا لواء الشرف والكرامة على ثرى هذه البلدة الطاهرة الأبية، وصاحوا صيحة رجل واحد : يا خيل الله اركبي الله أكبر الله أكبر. وتم الاتفاق على أن يكون موقع معركة الشرف في قارة عند التل الكبير بالقرب من (عيون العلق ) .
وهل يكون الشرف والكبرياء إلا في قارة ؟!
وهل يكون الفخار والبطولة إلا هناك ؟!
وقام أفاضل البلد فجمعوا ما بذلته نساء القرية ورجالها وأولادها من زاد وطعام وعتاد وجهزوا أمورهم وأوضاعهم لكل إمداد مطلوب فداء للإسلام والحرية والأوطان.
دماؤنا وأموالنا وأبناؤنا ترخص في سبيل الذود عن حياض هذا الوطن الغالي .
أقول لها وقد طارت شعـــــاعاً من الأبطال ويحك لن تراعي
فصبراً في مجال الموت صبراً فمـــــــــا نيل الخلود بمستطاع
وتم توزيع المقاتلين الذين تجمعوا من كل روابي القلمون على المواقع المحددة في جبهة القتال وخلف التحصينات والمتاريس التي أقاموها فشكلوا كميناً حصيناً لا يمكن اكتشافه من قبل العدو الغاشم ، ومرت الساعات بطيئة والأبطال تتلمظ للِّّقاء. وتنتظر بفارغ الصبر ساعة النزال وبرزت للعيان طلائع الفرقة الفرنسية القادمة من لبنان عن طريق حمص فأعطيت الأوامر بالاستعداد والتهيؤ لفرصة الانقضاض على العدو .
وفجأة فوجئ الثوار الأشاوس بفرقة فرنسية أخرى جاءت من الغرب فأخذوا على حين غرة .
وبدأ شيء من الحذر يتسلل إلى النفوس وكادت الأوامر تصدر بالانسحاب إلى مكان آخر ، لكن أحد الحراس الأماميين لفت نظره عدد من الملاحظات وأدرك أن الفرقتين الفرنسيتين لا تعرف إحداهما الأخرى وأقنعهم بصحة المعلومات التي أوردها ، فتم اجتماع سريع ومصغر بين( توفيق هولو ) وبعض القادة الميدانيين واتفقوا على خديعة العدو وإشعال المعركة بين الفرقتين الفرنسيتين فأرسلوا مجموعتين متقدمتين كل مجموعة تذهب إلى مكان قريب من إحدى الفرق ثم جاءت الأوامر بأن تطلق كل مجموعة النار على الفرقة الأخرى ، وقد وقعت الخديعة ووقع العلوج بالفخ واشتعلت المعركة بين العلوج والطراطير وأوقعهم الله في أسوأ مصير ، حتى استمر القبل في صفوف الجانبين وخسروا كثيراً من المعدات والأفراد والإمكانيات واستغل الثوار الأشاوس الفرصة وانسحبوا بشكل عسكري منظم كي لا يقعوا بين فكي كماشة العدو وبعد أن رووا بدماء عدد من الشهداء تراب تلك الأرض الطاهرة المباركة .
وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها ، فتقدمت مجموعةأبطال قارة الميامين بخطة الانسحاب والتحصن مرة أخرى في( ضهرة المكتب ) لمتابعة معركة الشرق والكرامة. وبالفعل فقد تحصنوا وثقبوا حوائط المدرسة ثقوباً كثيرة ليتمرتسوا خلفها ويقاتلوا العدو داخل تحصيناتهم .
وبالفعل فقد وقع العلوج بالفخ الجديد واستعصت عليهم التحصنات الرائعة والتكتيك الجيد في القنص والاختباء وعدم السماح للعدو بالالتفاف حيث كانت الأجنحة تلقى ناراً حامية الوطيس من الثوار المتحصنين في المزارع الجانبية .
استشاط القادة الفرنسيين غيظاً وأعطوا الأمر بالتراجع للملمة الصفوف ،وإخلاء الخسائر الفادحة، ودراسة الحالة الميدانية .
ومرت عدة أيام دون أن يجرؤ العدو على التقدم إلى أن استجمع العدو قواه ونظم صفوفه مرة أخرى.
وكان الفارق بين قواه وقوى المقاتلين الأشاوس فارقاً كبيراً جداً ، والثوار مدركون أنهم لن ينتصروا وإنما يريدون أن تسطر أسماؤهم في سجل التاريخ والبطولة والشهادة .
ودارت المعركة وحمي الوطيس وتكبد العدو الغاشم عشرات القتلى وأعطبت له كثير من الآليات ، وتهدمت أجزاء كثيرة جداً من أسوار ضهرة المكتب وسقط الشهداء شهيداً إثر شهيد دون أن يتراجع أحد ، أفزعت العدو صيحات الله أكبر الله أكبر فضيق الخناق على الضهرة بعد أن سقط كل حراس الميمنة شهداء ضرجوا بدمائهم تراب قارة الطاهرة .... وأصبح الأمل بالصمود شبه ميئوس ، فتم إصدار الأوامر من جديد لمن بقي من شرفاء هذه الأمة أن ينسحبوا انسحاباً تكتيكياً إلى مكان حصين آخر، وكان ذلك المكان في بساتين النبك البطلة مخرجة الأبطال حيث تم أكبر كمين للقوات الفرنسية في طريقها إلى دمشق.
فقد تم إيقاف الحملة الغاشمة 40 يوماً تم خلالها تكبيده عشرات القتلى ومئات الجرحى ، وكادت الحملة تبوء بالفشل والخزي والعار إلا أن القيادة العليا للعلوج الفرنسيين أرسلت لهم المدد تلو المدد حتى أصبحوا قوة لا يستهان بها .
لكن شوق الأبطال إلى الجنة ثبتهم على الحق وثبتهم على الأرض حتى سقط أغلبهم شهداء لله شهداء للحرية دفاعاً عن كرامة هذه الأمة المغلوبة المنصورة بإذن الله .
فحيا الله ( توفيق هولو) وأهل القلمون الأشاوس، وحيا الله شهداء قارة الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا وقدموا لنا درساً يجب أن لا ننساه مهما طال الزمن. لنكون على أتم الاستعداد للدفاع عن كرامة هذه الأمة وعزتها ومنعتها .
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم .
(عيون العلق)
نشأ (توفيق هولو) في مناخ من الإباء
والعزةلكبرياء، ومبادىء الكرامة التي غرسها الدين الحنيف في نفوس العرب والمسلمين ، في كل صقع ، وكل ناحية، وكل ركن.
وتنامت إلى مسامعه أخبار الغزو الفرنسي الغادر، والمواقف البطولية الرائعة التي وقفها يوسف العظمة في معركة الشرف والعز والكبرياء ، الذي أبى هو ومن معه من الأبطال الميامين أن يدنس الغزاة المجرمون
ثرى وطن الأحرار الذين نشروا العلوم والمعارف في كل أصقاع المعمورة ، الأحرار الذين فتحوا بوابة العلم
والثقافة عبر أول أبجدية (رأس شمرا) اخترعها عقل بشري. الذين مدنوا الدنيا منذ فجر الحضارة الأول ،والذين أعزهم الله بالإسلام ورسالة الحق.
أبوا إلا أن يُرَوُّوا ترب هذا الوطن الغالي بالدماء الزكية الطاهرة ، رغم المعرفة الكاملة والواعية بالتفوق العددي والحربي للغزاة الأشرار، فاستشهدوا على أبواب ميسلون شهداء لله وللحرية وللوطن.
فتساءل توفيق في سره ، وهل نحن أقل من يوسف العظمة ؟هذا البطل الشهيد العملاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل يكفي مثل واحد حتى نبرهن للدنبا أننا أحرار أباة لانرضى الدَنِيَّة شعارنا ( المنية ولا الدنية) .
ثم أليس الذي يقا تل دون عرضه فهو شهيد ؟ ومن يقاتل دون ماله فهو شهيد ؟ فما بالك بمن يقاتل دون وطنه الذي خصَّه الله به وأكرمه بأن نعم بالأمن والأمان في وهاده وشعابه ، بأن رأى نور الحياه يتهادى إلى روحه من نافذة بيت من بيوته الحبيبة الغالية ؟.
أليست فرصتنا الغالية حتى نطرق أبواب الجنان بأيدينا الملطخة بدماء الغزاة المجرمين ؟ أليس الشهيد هو الشخص الوحيد الذي يتمنى أن يعود إلى الدنيا فيقتل، ثم يقتل، ثم يقتل، من روعة ما أكرمه الله به في الجنَّة ، وأحاطه بالحبِّ ، والرعاية ، والإنعام .والتقى توفيق هولو بأغلب الشباب الأحرار من مدينة النبك الممتلئة بالحقد على الفرنسيين الغادرين ، واجتمع فيه عدد كبير من أبطال النبك الأحرار ، وبدؤوا بدراستها الواقع الحربي ، وإمكانية الواجهة مع العدو لإفشال خططه وتلقينه درساً لا ينساه حتى وإن احتل بلادنا أخيراًً ، لأن هذا الدرس سيبقى محفوراً في ذاكرة الباغي فيحسب الحساب لأولاد وأحفاد الأبطال ، فلا يمعن في إذلالهم وقهرهم خوفاً ورهبة من أبناء وأحفاد الليوث .
ومما أشعل نار الأمل في نفوسهم وصول الأخبار السارة من قارة الخير والبطولة حيث الغليان الحقيقي والنفوس المؤمنة المتصلة بربها ، والتي تنتظر بفارغ الصبر لحظة المباغتة وساعة الشرف والكرامة على ثرى هذه البلدة الطاهرة الأبية ، وصاحوا صيحة وتم الاتفاق على أن يكون موقع المعركة في قارة عند التل الكبير بالقرب من (عيون العلق ) وهل يكون الفخار والبطولة إلا هناك ؟
وقام أفاضل البلد فجمعوا ما بذلته نساء القرية ورجالها وأولادها من زاد وطعام وعتاد وجهزوا أمورهم وأوضاعهم لكل إمداد مطلوب فداء للإسلام والحرية والأوطان دماؤنا وأموالنا وأبناؤنا .
أقول لها وقد طارت شعـــــاعاً من الأبطال ويحك لن تراعي
فصبراً في مجال الموت صبراً فمـــــــــا نيل الخلود بمستطاع
وتم توزيع المقاتلين الذين تجمعوا من كل روابي القلمون على المواقع المحددة في جبهة القتال وخلق التحصينات والمتاريس التي أقاموها فشكلوا كميناً حصيناً لا يمكن اكتشافه من قبل العدو الغاشم ، ومرت الساعات بطيئة والأبطال تتلمظ للّقاء وتنتظر بفارغ الصبر ساعة النزال وبرزت للعيان طلائع الفرقة الفرنسية القادمة من لبنان عن طريق حمص فأعطيت الأوامر بالاستعداد والتهيؤ لفرصة الانقضاض على العدو .
وفجأة فوجئ الثوار الأشاوس بفرقة فرنسية أخرى جاءت من الغرب فأخذوا على حين غرة ن وبعد شيء من الخدر يتسلل إلى النفوس وكادت الأوامر تصدر بالانسحاب إلى مكان آخر ، لكن أحد الحراس الأماميين لفت نظره عدد من الملاحظات وأدرك أن الفرقتين الفرنسيتين لا تعرف إحداهما الأخرى وأقنعهم بصحة المعلومات التي أوردها ، فتم اجتماع سريع ومصغر بين توفيق هولو وبعض القادة الميدانيين واتفقوا على خديعة العدو وإشعال المعركة بين الفرقتين الفرنسيتين فأرسلوا مجموعتين متقدمتين كل تذهب إلى مكان قريب من إحدى الفرق ثم جاءت الأوامر بأن تطلق كل مجموعة النار على الفرقة الأخرى ، وقد وقعت الخديعة ووقع العلوج بالفخ واشتعلت المعركة بين العلوج والطراطير وأوقعهم الله في أسوأ مصير ، حتى استمر القبل في صفوف الجانبين وخسروا كثيراً من المعدات والأفراد والإمكانيات واستغل الثوار الأشاوس الفرصة وانسحبوا بشكل عسكري منظم كي لا يقعوا بين فكي كماشة العدو وبعد أن رووا بدماء عدد من الشهداء تراب تلك الأرض الطاهرة المباركة .
وكما يقال أهل مكة أدرى بشعابها ، فقدمت خطة الانسحاب والتحصن مرة أخرى في( ضهرة المكتب ) من قبل أبطال قارة الميامين لمتابعة معركة الشرق والكرامة وبالفعل فقد تحصنوا وثقبوا حوائط المدرسة ثقوباً كثيرة ليتمرتسوا خلفها ويقاتلوا العدو داخل تحصيناتهم .
وبالفعل فقد وقع العلوج بالفخ الجديد واستعصت عليهم التحصنات الرائعة والتكتيك الجيد في القنص والاختباء وعدم السماح للعدو بالالتفاف حيث كانت الأجنحة تلقى ناراً حامية الوطيس من الثوار المتحصنين في المزارع الجانبية .
استشاط القادة الفرنسيين غيظاً وأعطوا الأمر بالتراجع للملمة الصفوف ، ودراسة الحالة الميدانية ، ومرت عدة أيام دون أن يجرؤ العدو على التقدم إلى أن استجمع العدو قواه وكان الفارق بين قواه وقوى المقاتلين الأشاوس فارقاً كبيراً جداً والثوار مدركون أنهم لن ينتصروا وإنما يريدون أن تسطير أسمائهم في سجل التاريخ والبطولة والشهادة .
ودارت المعركة وحمي الوطيس وتكبد العدو الغاشم عشرات القتلى وأعطيت له كثير من الآليات ، وتهدمت أجزاء كثيرة جداً من أسوار ضهرة المكتب وسقط الشهداء شهيداً إثر شهيد دون أن يتراجع أحد ، أفزعت العدو صيحات الله أكبر الله أكبر فضيق الخناق على الضهرة بعد أن سقط كل حراس الميمنة شهداء ضرجوا بدمائهم تراب قارة الطاهرة .... وأصبح الأمل بالصمود شبه ميئوس ، فتمت الأوامر من جديد لمن بقي من شرفاء هذه الأمة أن ينسحبوا انسحاباً تكتيكياً إلى مكان حصين آخر، وكان ذلك المكان في بساتين النبك البطلة مخرجة الأبطال حيث تم أكبر كمين للقوات الفرنسية في طريقها إلى دمشق حيث تم إيقاف الحملة الغاشمة 40 يوماً تم خلالها تكبيده عشرات القتلى ومئات الجرحى ، وكادت الحملة تبوء بالفشل والخزي والعار إلا أن القيادة العليا للعلوج الفرنسيين أرسلت لهم المدد تلو المدد حتى أصبحوا قوة لا يستهان بها .
لكن شوق الأبطال إلى الجنة ثبتهم على الحق وثبتهم على الأرض حتى سقط أغلبهم شهداء لله شهداء للحرية دفاعاً عن كرامة هذه الأمة المغلوبة المنصورة بإذن الله .
فحيا الله توفيق هولو وأهل القلمون الأشاوس وحيا الله شهداء قارة الأبطال الذين وفعوا رؤوسنا وقدموا لنا درساً يجب أن لا ننساه مهما طال الزمن لنكون على أتم الاستعداد للدفاع عن كرامة هذه الأمة وعزتها ومنعتها .
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم .
|
14-11-2003
00:35
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
متعة حقيقة
إن قراءة موضوعك أيها الفضولــي المبدع .. فيه الكثير من المتعة..
لأنه غني من كل الجوانب .. وحتى السطور غنية فيما بينها والكلمات ثرة جداً.. وتخبىء استعارات واسعة ..
فشكراً .. لك أن تسافــر بنا بعيد إلى حيث التاريخ المشرق وإباء الأجداد والأبطال إلى قارة الأصيلــة ..
وانتظر مني هدية متواضعة..
وأنتظر مع أخوتي في المنتدى فضولك دائماً..
حسن
رأ س الخيمة..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
14-11-2003
00:54
|
|
مازن بدوي
عضو مميز
|
ونعم الفضولي المؤرخ
الذي شدنا بسرده الرائع للقصص التاريخية الخاصة والخاصة جدا بتاريخ بلدتنا
وقل في هذه الايام أن تجد من يغنيك بهكذا معلومات
جزاك الله خيرا وبانتظار قصة جديدة من روائعك
ولكم الفضل..
.........
----------------------------------
رأيي خطأ يحتمل الصواب * ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ
|
14-11-2003
01:31
|
|
عامر هاني الحجي
عضو مميز
|
بعد الســــــــــلام أيها الفضــولي
ما شاء الله على معلــــوماتك بدأت أحس بأنني لا أعرف تاريخ قارة كل هذه المعلومات هي معلومات جديدة بالنسبة لي ولكثير من زوار الموقع على ما أظن
أســــــــــلوب رائــــــــــــــع
معلومــــــــــات قيمــــــــــة
وغنيـــــــــــــــــــــــــــــــــة
جزيت خيرا على جميع ما تكتبه وما ستكتبه ولا تحرمنا من المزيد
وأطلب من المشرفين وضع بعض الصور للنصب الخاص بموقعة عين العلق
فهي متوفرة
أبـــــــــــــــــــــوهانــــــــــي
|
14-11-2003
11:29
|
|
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:
الثلاثاء
19/8/2025
01:44
|
 |
|
|
|
منتدى الحوار
>>
منتدى الحوار العام
|