أبو محمد علي
عضو مميز
|
مقام الشيخ بركات
(قصة قصيرة)
مقام الشيخ بركات
كـان الأسـتـاذ عـادل يـتـبادل الحـديـث مع الأستاذ سعيد وهما في طريقهما إلى المدرسة في الكَفْرْ، عندما صعد الحافـلـة متسـول نصف معـتوه، كبير في السن يهتز ويتأرجح، ويمسح لعابه بكمه المتهدل المتسخ، يستجدي الركاب ويتهدد ويتوعد، يهددهم بأنه سيدعو عليهم بأن تنقلب الحافلة بهم في عرض الطريق.
ويبدو أن الأستاذ سعيد من منبت متأثر كثيراً بالـكـرامـات والأولـيـاء، والأبدال والأوتـاد! حيث إنه طلب من الأستاذ عادل أن يبادر إلى إعطائه بعض الدراهـم خـشـيـة أن تنـقـلـب الحافلة فعلاً. لأن المتسول المذكور (عبد الكريم أبو شطة) من المباركين المستجابي الدعوة.
أجابه الأستاذ عادل: هل تتكلم من كل عقلك يا أستاذ؟
- طبـعـا ولـم لا؟ فـإن الأحاديـث عـن الخـوارق التي جـــرت على يديه يتناقلها الصغير والكبير، وسترى بعد قليل أنه سينزل ونمضي نحن في الحافلة، ويسبقنا إلى القرية التالية ماشياً، حيث سينتظرنا هناك.
- لا حول ولا قوة إلا بالله!
- ماذا يا أستاذ عادل ؛ أو تنكر الكرامات؟
- وهل قلت لك أني أنكر الكرامات؟
- لا لم تقل ولكن لسان حالك يقول هذا.
- أنا لا أنكر الكرامات بشكل مطلق يا أستاذ سعيد. فالله قادر أن يكرم من شاء من عباده، لكن أن تصبح الكرامات طعامنا وشرابنا وتدخلنا في باب إشراك هؤلاء العبيد والأموات مع الله سبحانه وتعالى في الخلق والأمر فلا.
- يعني أنت لا تصدق أن الشيخ أحمد أبو سـرود قـد جـاء من عرفات إلى استانبول وأكل الكبة المشوية عند أهله وعاد ليلاً إلى عرفات؟
- يا أستاذ سعيد، بارك الله في عقلك أهذا الذي تعلمته في الجامعة؟
- بدأنا بأسلوب السخرية!
- لا يا أستاذ سعيد أنا لا أسخر منك، ولكن أن يكون كلام العوام وخرافاتهم كلاماً منزلاً محكماً لا يقبل النقد، وتناقشني شهراً كاملاً حول حجية حديث الآحاد، وأنه لا يجوز أن نأخذ به في العقيدة لأنه ظني فهذا غير معقول.
- ولكن هذه الكرامات لا ينقلها العوام فقط، بل إن ساداتنا المشايخ ينقلون كثيراً منها عن أصحاب المقامات والأضرحة.
• طيب يا أستاذ سعيد ما رأيك لو برهنت لك برهاناً عملياً أن أغلب هذه المقامات
• والأضرحة خلط بخلط؟
• أعوذ بالله! أعوذ بالله!
(وكانت الحافلة قد وصلت بهم إلى الدوار الموصل إلى الكَفْرْ)
• هل هنا على هذا الدوار مقام أو ضريح يا أستاذ سعيد؟
-لا.
• إذاً ما رأيك لو أشعنا في الكفر أن على هذا الدوار قبراً قديماً لأحد الصالحين قد اندرس وضاعت معالمه؟
• لماذا ؟
- لأريك بأم عينك أن الناس ستحمل هذه الإشاعة محمل الجد، وربما يقيمون في العام القادم مقاماً كبيراً للشيخ المزعوم!
• دعك من هذا يا رجل، وهل تظن الناس مجاذيب إلى هذا الحد؟
• طيب، أنت ماذا تخسر إذا تعاونت معي؟ أم أنت خائف من النتيجة.
- لا لست خائفاً، ولكن!
• وبما أنك نصف موافق فما رأيك أن نطلق على الشيخ المزعوم اسم: الشيخ بركات؟
- طيب،كما تشاء.
واتفقا على إشاعة الأمر بأسلوب هادئ في المدرسة وعند الحلاقين باعتبار أن دكان الحلاق من أهم وسائل الإعلان.
• أجاب الحلاق (سليم أبو لسان) موافقاً على كلام الأستاذ عادل: طبعاً لابد أن يكون الأمر صحيحاً. وهل من المعقول أن الجديدة وأم الكوسا عندهم عشرات الصالحين، ونحن لا يوجد عندنا ولا مقام واحد؟
- الشيخ بركات يا حاج سليم كان من كبار الصالحين وكانت له مكانته عند الباب العالي.
• إذاً أنت تعرف كل هذه المعلومات عن الشيخ بركات قدس الله سره وتسكت.
• لا والله أنـا لـسـت سـاكـتـاً ولكن المسألة غابت عن ذهني في زحمة المشاكل. (وانتشر الخبر في الكفر انتشار النار في الهـشـيم. ورآه عـدد من الـناس في المنام، وتحدثوا عن طوله الفارع، وعمامته الضخمة وكراماته التي
لا تحصى، وكيف أن المئذنة كانت تنزل إليه عندما كان يريد أن يؤذن.. و.. و..).
(وبدأ الحديث في المدرسة بين أخذ ورد بين الأساتذة جميعاً).
- دعوكم من هذه الخرافات يا ناس.
• يعنى تريد أن تقول أن الشيخ بركات غير موجود؟
- طبعاً غير موجود.
- ما الذي تقوله يا رجل؟ ولماذا تريد مسخ الصورة الجميلة للشيخ بركات رحمه الله، وكيف تجرؤ أن تقول هذا؟ وهل تستطيع أن تثبت ذلك؟
- قبل أن تؤكد أن الشيخ بركات لم يوجد، وأنه لم يكن قـط. عـلـيـك أن تـعـتـبر ظـروف الوجود، وأنواع الوجود. وأنا متأكد من أن الشيخ بركات كان موجوداً لكنه وجود من نوع شاعري خاص غريب.
- ولكن يا إخوة كيف انفجر الينبوع الغربي في الكفر على يديه إذا لم يكن موجوداً؟!
-لا، لا، هو موجود، لقد وجد على وجه ما.
• أجاب المدير باستخفاف. تعني أنه وجود ذهني في الخيال؟
- أو ليس الوجود الخيالي وجوداً ؛ أو ليس الأشخاص الأسطوريون موجودين؟
صحيح إنه ربما يكون وجود الشيخ بركات خيالياً، لكن افتـراض وجـوده، وتـأكـيـد هذا الوجود، هو تأكيد على وجود الأشخاص الذين يمثلون الخير والصلاح في هذا المجـتمع.
- لقد كان الشيخ بركات موجوداً. إنني أصر على ذلك، تفكروا أيها الأخوة قليلاً تصلوا إلى نتيجة تقول بأن شرط الوجود لا يشمل المادة فقط، إنه يعني فقط العلاقة بين الصـفة والموضوع، إنه يعبر عن علاقة فقط، حتى الصفات يمكن أن تأتي بعـد ذلك. والمـهـم هـو الجوهر وبعض الصفات الذاتية كالوجود. وقضية الوجود مفروغ منها بالأدلة المنطقية.
• وكيف ذلك يا أستاذ؟
- القضية بسيطة: - كل ما يقول عنه العلماء والمشايخ موجود فهو موجود.
- قال العلماء إن الشيخ بركات موجود.
- إذاً فالشيخ بركات موجود.
- المصيبة أن الذين قالوا بعصمة الأئمة أدى بهم هذا إلى التطرف فكيف بمن يقول بعصمة كل من وضع على رأسه خرقة ملفوفة؟!
- أتكفرني يا أستاذ السند والدليل؟!
- هو لا يكفرك يا أستاذ! طول بالك!
- ولكن لابد من الإقرار بأن الوجود من دون صفة هو - عملياً - عدم وجود شيء .
- ولكن صفات الشيخ موجودة وأكيدة. ألم تقرأ ما كتبت عنه الجريدة البارحة؟ - وماذا كتبت؟
- تحت عنوان »اكتشاف مقام الشيخ بركات « كتبت تقول:
ولد الشيخ بركات قدس الله سره في قرية الكفر عام 1100هـ وهو من سلالة سيدنا خالد بن الوليد، وقد درس على عدد كبير من العلماء منهم فلان وفلان، ولقد اشترك مع الجيش التركي في إحدى معاركه مع الصليبيين. وما إن استبد به الحماس حتى نفخ عليهم، فآثار زوبعة ضخمة، رفعت الجيش المعادي مسافة مائة متر في الهواء، وسقطوا جميعاً مضرجين بدمائهم...
• ومن أين جاء الصحفي بهذه المعلومات؟
- وهل جاء بها من بيت أبيه ؛ هذا تاريخ. ووالله أنت لا تصدق ولو رأيت الشيخ بركات بـأم عـيـنـيك. وهـل عـدم معرفـتـك لدلـيل على صحة المعلومات يعني أن المعلومات غير صحيحة؟
- ولكن هذه دعوى وتحتاج إلى دليل، فالبينة على من ادعى، وعلي وعليك التثبت من صحة أي دعوى، وإلا ادعى كل واحد منا ما يحلو له.
- هذه ليست دعوى، إنها حقيقة، وأنت الذي تدعي عدم صحة الخبر، وعليك البينة.
- يا رجل لا تحمل الأمر أكثر مما يحمل، وتستخدم كل وسائل الجدل في إثبات قضية اخترعها خيال الأستاذ عادل، ليثبت بها غوغائية الجمهور، والسير بلا تثبت وراء كل ناعق.
- الأستاذ عادل اخترعها!؟- أولاً: الأستاذ عادل يحب الجدل مثلك، وكل قضية يطلب عليها دليل، ودعواه عندنا غير مقبولة. فإنه من حقده على الأولياء والصالحين يدعي أنه هو الذي اخترع وجود الشيخ بركات، والـشـيخ بـركـات قـدس الله سـره مـوجود من زمن أجداده، ولن تنفعه دعـواه شيـئـاً. وثـانـيـاً: فـإن هـذا الادعـاء يزرع الشك في كل الأولياء والصالحين ومقاماتهم وكـأن الـدنـيـا خلـت تمامـاً من الصلاح والصالحين. أعوذ بالله !!
وقرع الجرس وانصرف الأساتذة إلى الدروس، وسار الأستاذ سعيد مذهولاً مما رأى يحدث نفسه: معقول؟ غير معقول!. أيمكن أن تكون كل هذه الناس مجاذيب؟ والجريدة؟ أيمكن أن تردد ما يقوله الناس بدون تمحيص؟ غريب !!!
إن في الأمر لغزاً ما، كيف اجتمع المشايخ بالأمـس في الـدوار وأقـاموا الحضـرة (احتفال) للشيخ بركات؟ والشيخ بركات اخترعه الأستاذ عادل!! أيمكن أن يكون الخرف أصابهم جميعاً؟ غير ممكن !! غير ممكن !!
وبدأت تتسرب إلى ذهنه فكرة جديدة تحل له اللغز. وهي أن الشيخ بركات موجود فعلاً، وأن الأستاذ عادل يعلم ذلك مسبقاً وقد خدعه وأوهمه أنه هو الذي اخترع وجود الشيخ بركات.
وحاول الأستاذ عادل أن يزيل هذه الفكرة من رأسه لكنه لم يفلح.
واستمر النقاش في المدرسة على هذا المنوال عدة أيام، وكان العام الدراسي في أواخره، وقد انتهت المناقشات بذهاب كل أستاذ إلى بلده عندما حانت العطلة الصيفية.
* * *
وفي العام التالي ركب الأستاذ عادل والأستاذ سعيد الحافلة ذاهبين إلى المدرسـة في الـكـفر، وكان الأستاذ عادل قد نسي الموضوع لكنه انتبه إلى الأستاذ سعيد وهو يتمتم في سره ببعض العبارات عندما أصبحوا على مقربة من الدوار. وكم كانت دهشتهم كبيرة عندما وجدوا بناءاً جميلاً لمقام الشيخ بركات ينتصب شامخاً على الدوار وبجانبه مسجد كبير فخم على الطراز المعماري التركي.
ابتسم الأستاذ عادل ونظر إلى الأستاذ سعيد.
لكن الأستاذ سعيد لم يعره كبير انتباه، بل طلب من السائق أن يتوقف قليلاً، ورفع يديه وقرأ الفاتحة على روح الشيخ بركات.
|
|
17-1-2004
00:15
|
|
القاضي
عضو مميز
|
السلام عليكم
شو هالحظ الحلو نزلت مشاركتك أمام عيني فعلمت أنك تسهر معنا في الموقع
ماهذا الجفاء يا شاعرنا ولم هذا البعد إشتقنا لك ولأشعارك ومقالاتك
لا تحرمنا أنسك بارك الله فيك
ومحبة للجميع بلا استثناء
----------------------------------
اللهم استعملنا ولاتستبدلنا...واجعلنا من قوم تحبهم ويحبونك
|
|
17-1-2004
00:22
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
حضرة الأخ الحبيب
أنا أكثر شوقا وحرقة للتواصل معكم ، ولم يمنعني إلا بعض المشاكل الفنية
تقبل أزكى تحياتي
وجمعنا الله بكم وعرفنا على شخصكم الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله
|
|
17-1-2004
00:31
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
حضرة الأخ الحبيب
أنا أكثر شوقا وحرقة للتواصل معكم ، ولم يمنعني إلا بعض المشاكل الفنية
تقبل أزكى تحياتي
وجمعنا الله بكم وعرفنا على شخصكم الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله
|
|
17-1-2004
00:35
|
|
أبوعبدو
عضو مميز
|
الأخ أبومحمد علي المحترم
أعتقد أن هذه القصة بمضمونها مثار جدل بين فئات كبيرة من هذه الأمة
وكان الأولى أن لا تذكر لكي لا يثار الجدل العقيم وهي تؤذي مشاعر الكثيرين
وقد يخرج من يألف قصة في الإتجاه المعاكس لفكرتك ونعيش بين أخذ ورد
وخاصة أن الخلاف في مثل هذه المسألة قديم فعلام ننبش خلافات قديمة
لك مني كل المودة والإحترام وكلي رجاء ألا تثار مثل هذه القضايا هنا
ومحبتي للجميع
----------------------------------
لا تقل أصلي وفصلي دائماً.....إنما أصل الفتى ماقد فعل
|
|
17-1-2004
00:47
|
|
|
المجنون
|
اعذرني أنا لا أعتقد أن هذه القصة مثار جدل واعتراض إلا عند أصحاب الهوى والخرافات .
وأبو محمد علي ناقش مسألة من أهم المسائل الخطيرة التي تعترض طريق هذه الأمة ألا وهي التعلق بهذه المسائل إلى أن تصبح خانقاً للتفكير والإبداع وتبقينا في القاع .
|
|
17-1-2004
01:07
|
|
|
المجنون
|
ولماذا عندما يتطرق أحدهم إلى موضوع يتعلق بمحاربة خرافة متمكنة من الأمة تقوم عليه القيامة وكأنه مثير للفتنة ، أم تريدنا أن نظل نناقش مسألة الزواج بغريبة عن الضيعة ليوم القيامة ؟؟؟؟
|
|
17-1-2004
01:11
|
|
أبوعبدو
عضو مميز
|
السلام عليكم
الأخ مجنون مشكور على ماقلته وإن كان الأولى أن تكون عباراتك أكثر تنميقاً
وتهذيباً لا من جهة المبنى ولكن من جهة المعنى
إن وصمك لمن يخالف هذالرأي ويعترض ويثير الجدل بصاحب هوى وخرافة يدل على
عمق تفكير لديك بما تعنيه هذه الكلمات الملقاة
أرجوا أن يكون الأخ الذي أورد القصة قد عرف مقصودي وأدرك حرصي بسعة صدره
ومحبة للجميع
----------------------------------
لا تقل أصلي وفصلي دائماً.....إنما أصل الفتى ماقد فعل
|
|
19-1-2004
17:52
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
التصوف
تحياتي للجميع ..
لو أردنا الدخول في صلب موضوع قصة الأستاذ أبو محمد ، فسنجد أنفسنا مباشرة بشكل أو بآخر في وسط الجدل القائم بين الصوفية والسلفية ، حتى لو لم يكن ذلك قصد الأستاذ .
هارباً من إبداء قناعتي الشخصية ومن الخوض بما خاضه قبلي وقبلكم من هو أكثر مني كفاءة وعلماً ، يهمني أن أبدي بعض الملاحظات تاركاً لكم الحكم والاستنتاج ، وأرجو أن تقدروا معي حجم القضية من خلال هذه الملاحظات:
** ما يميز الإسلام عن معظم الديانات قربه من المنطق واعتماده على العقل والفكر وتركيزه على العلم وحثه عليه ويمكن لكل من لديه كومبيوتر أن يحصي تكرار الكلمات التالية في القرآن الكريم ليكتشف ذلك ( يتفكرون ، يعقلون ، يفقهون .... الخ ) .
** زمننا تحاك فيه آلاف المؤمرات على الإسلام والمسلمين ، وتنتشر فيه الفتن كقطع الليل المظلم ، وآخر ما نحتاجه في هكذا زمان المزيد من الفتن والاختلافات.
** بنظرة خاطفة للخريطة سنجد أن معظم مساحة خريطة العالم الإسلامي ملونة بألوان التصوف على اختلافها ( بعض الأمثلة: مصر، السودان ،اندونيسيا ،دول آسيا الوسطى، تركيا ..... الخ ).
اغفروا لي .. واستنتجوا ما شئتم ..
--------------------------------------------------------------------------------------------
masoud_hamoud@hotmail.com
----------------------------------
مدونتي
|
|
19-1-2004
20:58
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة الأخ أبو عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فقد سررت بردك الجميل ومداخلتك اللطيفة ، وإلا فكيف سأستفيد منك وتستفيد مني،ويستفيد منَّا الإخوة القرَّاء، ونرتقي جميعاً فكرا ومنهجا وسلوكا،- رغم تحفظي على غموض ردك وضبابيته وغرابته- ، لأنني لاأعرف ، ولا أتوقع أنَّ أحداً من أهل العلم في بلدنا الحبيبة يخالف فكر الأئمة الأربعة أو عقيدة أهل السنة والجماعة ، فأهل قارة الأفاضل أبعد الناس عن الغلو أو الخرافة ، فالكل والحمد لله ملتزم بالوسطية التي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ، وصحابته الكرام ، وسلف الأمة وخلفها ، وأنا تلميذهم البار الذي يريد أن يعمق هذه المفاهيم ، ويجعلها سلوكا عمليا سليما من خلال قصة قصيرة، أو قصيدة ، أومقال ، سائلا المولى عزَّوجل التوفيق والأجر والثواب.
فإذا أخطأت في عبارة ما ، أو مفهوم معين ، فأرجو من الأفاضل من أمثالك ، أن يدلني إلى ذلك الخطأ ،لأننا رواد للحق ، نحرص كل الحرص أن نلقى الله عزَّ وجل ونحن على الفكر والعقيدة الإسلامية الصحيحة ، التي تؤهلنا لرضى وعفو المنعم الواهب ، والفوز بالجنة ، إنَّه نعم المولى ونعم المجيب .
ولا أطلب منك أيها الأخ الفاضل إلا أن يكون كلامك واضحا مدعَّما بالحجة والدليل العلمي الشرعي، حتى نستفيد من نقدكم البناء الهادف ،-فإن أكثر ما يفسد المودة،ويزرع الخلاف هو العبارات العامة الفضفاضة الموهمة- .
بالإضافة إلى النظر لخصوصية العمل الفني وطبيعته .
أرجو من الأخ الفاضل إعادة قراءة القصة بهدوء وروية ونفس نقدي بنَّاء ، حتى تثري منتدانا بنقدك الفني الجميل ، فالنقد الفني الأدبي والعلمي للنص الأدبي ، أكثر فائدة ، للنص وللكاتب وللقراء.
وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعلنا من أهل الحق ، الذين يحبون الحق ، ويصوغونه عقيدة وفكرا وسلوكا.
وتقبل شكري وأزكى تحياتي
كما أشكر الأخ ( العاقل) على مداخلته وحرارته وحبه الواضح للفكر االصحيح ،والرغبة الواضحة لتحريك العقل العربي ، وجعله أكثر جرأة في طرح أي شيء على بساط البحث والتحليل ، ضمن شرط العلمية والوسطية.
أخوكم
أبومحمد علي
|
|
19-1-2004
21:41
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
مع احترمي للأخ الحبيب الشعلة الدائمة التي تعطي للمنتدى جاذبيته وفاعليته ونشاطه، فإني أقول باختصار ومع كل الحب : لقد ظلمتني وظلمت أهل التصوف.
لك مني كل الشوق والحب.
|
|
19-1-2004
21:55
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
عفوا أخ مسعود كان من غير اللائق عدم ذكر اسمك صراحة،مع أن رائحة الورد تدل عليه دلالة كافية.
|
|
19-1-2004
22:00
|
|
الأسير
عضو مميز
|
العقل والقلب
بسم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي مداخلة صغيرة لو سمحتم لي بها,وهذا من رأيي ومتابعة لآرائكم
وهي :أن نبحث على أمور أو مواضيع تحببنا ببعض وتجمعنا على رأي موحد ولا تثير جدالاً بيننا ,لأنه يكفينا بعد وفرقة .
أما بالنسبة للتميز بإسلامنا فهو عقل وقلب وهما متساويان في كيفية الوصول إلى رب العالمين,,يذكر الله آياته لنتفكر ونعقل ونفقه,,,ويذكر أيضاً ما يحب وما لا يحب,,
إذاً العقل لمعرفة الله وصنعه ,,وأما القلب لحب عبادته
مثالاً::أنا تعلمت الصلاة وأحكامها وشروطها ومبطلاتها كيف أصل إلى الخشوع بها إذا ما أديتها عن حب لله ومحبة برضاه ,,
وإلا فسوف تصبح عندي عادة أو سرعان ما أملها!!
وكلام الله للنبي "أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" (علم)
وقال أيضاً"ولو كنت فظاً غليظ القلب لنفضوا من حولك"(عطف وحنان)
وتقبلوا مني خالص محبتي للجميع ,,,,,,,,الأسير
__________________________________
اللهم أعز الإسلام والمسلمين,,واجعلنا من عبادك المخلصين,,,,آمين
|
|
21-1-2004
08:59
|
|
أبو محمد علي
عضو مميز
|
تعقيبات
كيف يتشكل الوعي ؟
هل ينفرد التفكير وحده في تشكيل الوعي ؟
ما هو أثر المجتمع في تشكيل الوعي؟ وهل صحيح أنَّ الإنسان ابن بيئته ؟ وهل صحيح ماقاله دوركايم عن العقل الجمعي ؟
بالعودة قليلاً إلى قصة ( مقام الشيخ بركات ) نرى أنَّ وعي النَّاس لم يتشكل من خلال التفكير وحده ، بل شارك في تشكيل الوعي: الحدس، والخيال، والأحاسيس ، والمشاعر، والإرادة، والمبادئ، والقيم، ومرتكزات الفطرة ،وحوادث الحياة ،والنِّظام الاجتماعي.
وإنَّ هذا الخليط الهائل من مكونات الوعي يعمل على نحو معقد جداً ، ويسهم كل مكون بنسبة تختلف من شخص إلى آخر ، مما جعل لكل شخص نوعاًمن الوعي يختلف عن وعي الآخرين.
لذا ألا يمكن أن يكون وعي ايَّ واحد منَّا مشوشا؟ بما يحمل من برامج غير متقنة ، ومعلومات غير دقيقة , وتصورات غير واضحة،ودوافع ورغبات غير نقية، وتمنيات وأحلام غير واقعية ؟ ونحن نظنَّ أننا الأفضل وعيا ، والأحسن فكراً وتصوراً ؟
فكيف نستطيع أن نضمن أو نغلِّب الظنَّ أنَّ وعينا هوالأقرب إلى الصحيح ؟
يتبع---------------
|
|
21-1-2004
10:33
|
|
طفيلي
عضو مميز
|
الحكمة في العقــل .!.
السلام عليكم جميعاً .. وتحية للأستاذ أبو محمد علي ..
ولعل موضوعك فيه الكثير من التعقيد في ظل تعدد النظريات وتشتت الآراء في ساحة الفكر الكبيرة .. ومما لا شك فيه بأنه موضوع يحمل في طياته الكثير من الحساسية والدقة في المعانــي ..ولكنه موضوع هام وجدير بالمتابعة وتزايد الأراء.. على أن تكون مجرد أراء ووجهات نظر ليس بالضرورة أن تأخذ طابــع التعنت والتشبث أو عدم الاحترام .. ولكننا نتحاور في درب الحقيقة .. والله من وراء القصد..
ورأي البسيط في الموضوع وما فهمته من قصة ( بركات ) بأن لا ننغمس كثيراً في مثل ذلك وفي شرور أنفسنا .. وألا نتعرض في طرق معالجتنا للأمور بالتقليد والإنجراف وراء سيل عارم من الأهواء لبعض أصحاب الطُرق و( نتغطى ) بجلابيبهم ..!!.. ولطالما كانت الشريعة الإسلامية السمحة والسليمة والصحيحة تمثل الجوهر والفاصل وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهذا هو الفيصل .. وإن ما يقوم به البعض من المغفلين والمنحرفين ليس إلا ضرباً من ضروب اللامبالاة بالحقيقة الإيمانية والفكرية لحياتنا وديننا ..( هداني الله سبحانه وهداهم )
وهي تُحسب في صف الخرافة.. فيصبح أحدنا إذا ما اتبعها يدور كما قال أحـــــــدهم ( كالحبة في مسبحة الإمام ) ولو كان من قالها ( زنديق ) .. لكن التعبير في محله..
إن الله عز وجل وكما نعلم خالق الكون والمخلوقات كلها بما فيها الإنسان وقدر له الحياة على هذه الأرض ووفر له كل ما يحتاجه ويساعده على البقاء والتعمير .. والمهم هو السعي .. وذلك كله بعقله وفكره الذي يستمد طاقته من إيمانه بالله سبحانه وتعالى وأوامره ونواهيه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
وإذا كنا نعتقد ذلك فلا طائل مما فعله أبطال قصــة ( الشيخ بركات ) ..
وأحتفظ بهذا الرأي لنفسي إذا ما وجد طريقاً إلى فهم أحد ..
لأنه مجرد تطفُــل ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 16-2-2004 الساعة 23:31 من قبل: حسن البريدي
|
|
6-2-2004
19:08
|
|
|
radwank4
|
إن القصة التي صاغها الأستاذ أبو محمد علي- مشكوراً- ، تجعلنا نضع أيدينا على مشكلة جد عويصة، من مشكلات كثيرة تعاني منها أمتنا المسلمة، ألا وهي مشكلة التفكير الخرافي الواهم..
وعلى الرغم من أني لست ناقداً، ولكني أحببت أن أعرض بين يدي القراء الكرام ،ما دار في خلدي بعد فراغي من قراءة القصة، وما لها من إسقاطات عديدة، في واقع حياتنا، وإن كان المعنى المباشر ، قريباً من متناول كل قارئ كريم..، فالأستاذ عادل، يمثل الفكر الواعي المستنير ، الذي يربط الأشياء بمسبباتها، في حين يمثل زميله الأستاذ سعيد ،الإنسان ذا التفكير السطحي الساذج( إمعة)، ويمثل كل من الحلاق والمدرسة، أبواق الدعاية والإعلان الفاعلة في المجتمع، كما تشير القصة إلى سلطة المشايخ، (ومن في حكمهم..) ونفوذهم وهيمنتهم على أفكار الناس، وقد جاءت نهاية القصة قاتمة ، لأنها لم تترك لنا أملاً في الإصلاح- في ما أرى- سوى ما كان من ثبات الأستاذ عادل على الحق الذي آمن به.
قصة جميلة، وجهد مشكور من أستاذنا، ونحن بانتظار إبداع جديد، يجلو الحق، ويرصد الحقيقة،ويزيدنا نوراً وبصيرة..
|
|
19-5-2004
20:59
|
|
بدر الليل
عضو مميز
|
لا عبثية في الاسلام
اتخاذ مقام ابراهيم مصلى
هنا تسكب العبرات يا عمر
قبر أبي أو جدي يخصني وحدي
أما مقام الشيخ القصاب......والشيخ محمد سليم الرفاعي.....
ومقام حرب الشديد.....وسيدي خالد بن الوليد.....
رموز تذكر وإعتبار للامة
بقية الملل تعبد الطرق لبقايا دير او معبدأو مغارة
ويباد شعب بشكل منهجي على أمل أن يقام هيكل......
وبحجة إزالة البدع تدرس رموز الأمة وتخرب معالمها
مع المحافظة جهد المستطاع على رموز أخرى ...كإشارة لحصن خيبر....
|
|
20-5-2004
23:42
|
|
|
radwank4
|
بارك الله فيك أخي بدر الليل، ولقد أصبت كبد الحقيقة، إذ تدور حياتنا بين الإفراط و التفريط..نسأل الله أن يصلح أحوال هذه الأمةالتي ما سادت العالم إلا بفهم صحيح لدينها.تقبل حياتي والسلام.
|
|
21-5-2004
08:09
|
|
