مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الثلاثاء   19/8/2025  الساعة  01:49 صباحاً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  قرأت لكم ...

عدد الصفحات=30:   « 17 18 19 20 21 »
الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز
.


مقال رائع يغني عن قراءة الكثير من التحليلات و عن متابعة الكثير من المقابلات المتلفزة .

شكراً جزيلاً لحمود .. وللأستاذ الدكتور أنس .

وأرجو أن يكون الدكتور متابعاً للموقع وأن يتفضل بشرح آثار هذه الأزمة علينا كأفراد سواء المغتربين في دول الخليج أو المقيمين في سوريا ، وأن يفيدنا عن صحة التصريحات التي تلغي تأثير الأزمة المالية الحالية على الاقتصاد السوري .



----------------------------------
مدونتي
6-10-2008    17:51
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الأسد 1985

عضو مميز
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من بساطة القصة تفهم بسرعة وقد كنت أشرحها للأصدقاء مع أني غير خبير
بالأمور السياسية وهناك مقالة ثانية للأخ العزيز تشرح سهولة الحصول على
السيولة
على هذا الرابط

توضح سهولة الحصول على كل شيء عن طريق البنك وبسهولة كبيرة وفي الاخر ستجد أنك لا تملك شيء مع أنك أنفقت كل ما تملك ستجد نفسك محاصرا بدائرة الفائدة والديون وغير قادرا على الثبات والغريب وصول مثل بعض هذه الحالات لبلداننا العربية (((( الإسلامية )))

----------------------------------
ولا تجزع لحادثة الليالي ______________ فما لحوادث الدنيا بقاء
6-10-2008    20:26
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ الحبيب مسعود، أسعد الله أيامك، وأيام من تحب.
أنا دائما هناك، في الزاوية، وراء المدفأة، أندب بيادر احتلها الباطون.

وحيالله أسدنا الغالي.

شكرا لكم على كلماتكم اللطيفة.

الأزمة ليست كما يصورها الإعلام، وليست كما يصورها البعض. فهي لاعلاقة لها بالرأسمااية، ولاعلاقة لها بحرية الأسواق، ولاعلاقة لها بحرية التجارة. الأزمة سببها تبني بعض حكومات الولايات المتحدة قوانين اشتراكية تتنافى مع الراسمالية وتتنافى مع قواعد السوق الحرة.

الأزمة ممكن أن تحصل في اي بلد إسلامي.

أثر الأزمة على الاقتصاد السوري محدود، مقارنة بدول الخليج، و لكن هذه سلبية وليست إيجابية بسبب محدودية الاقتصاد السوري من جهة، وانعزاله من جهة أخرى.
مثلا، الموازنة السورية للقطر كله أقل من أرباح شركة إكسون موبيل في العام الماضي! وتمثل الموازنة أقل من 2 في المائة من الكمية المخصصة من الحكومة الأمريكية لإنقاذ مصارفها. بعبارة أخرى، الدول تتأثر بالأزمة حسب حجمها ومقدار انفتاحها على العالم.
ولكن ستتأثر سوريا بأزمة السيولة الحالية لأن الحكومة وشركاتها، بالإضافة إلى الشركات الخاصة والأجنبية، تحتاج إلى سيولة لعمليات التصدير و الاستيراد. هذا يعني أن المواطن السوري قد يرى شحا في بعض المواد المستوردة. كما قد يتأخر إنجاز بعض المشاريع التي تتطلب معدات وأدوات من الخارج.
وقد يكون هناك تأثير غير مباشر عن طريق تأثر الاقتصاد الأردني وبعض الاقتصادات الخليجية.

وأثرت الأزمة على بعض كبار الأغنياء السوريين الذين لديهم سندات بنكية أمريكية.

على كل حال هناك تتمة لهذه المقالات سيظهر واحد منها غدا تحت عنوان "إنه القانون ياشمعون".

مع خالص المحبة والتقدير
بيدرجي
6-10-2008    21:48
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الأسد 1985

عضو مميز
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي بيدرجي ذكرت التأثر الذي حصل والذي قد يحصل لبعض الأغنياء هنا وهناك
وهو تأثير التعامل بالفائدة على أقل تعبير لن أقول أنه هل يمكن تجاوز هذا الأثر
ولكن يمكن تجاوزه لو كان الموضوع يتعلق باستخدامات بنكية اسلامية لما فيه من
حفظ لإستثمارات الفردية والجماعية فما الطريق الصحيح لتجاوز مثل هكذا أزمات
أو بمعنى اخر ما السبيل ليكون تأثيرها علينا قليلا أو حتى معدوما


والسلام

----------------------------------
ولا تجزع لحادثة الليالي ______________ فما لحوادث الدنيا بقاء
6-10-2008    23:11
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حنظلة القاري

عضو مميز
عضو مميز


يا سلام ..

لم نتأثر لأننا معزولون...وفقراء بلا حدود..

إنما تأثر فقط بعض كبار أغنيائنا ملاكي السندات الأميركية...

....

يا مجير..

سنتأثر بأزمة السيولة..

أي أن إشاعة انخفاض أسعار الاسمنت والحديد بعد فترة أصبحت في مهب الريح...

...

لا أدري بعد قراءة هذا الكمّ الهائل من الإبداع ..والاختزال العميق والمبسط لاصطلاحات الشارع الاقتصادي..لماذا تخطر على بالي تلك الأغنية الغبية التي كنا نرددها ونحن صغار والتي مازلت أذكر خاتمتها:

"...والخباز بدو مفتاح ..والمفتاح عند الحداد ...والحدَّاد بدُّو بيضه...والبيضه عند الجاجه..والجاجة بدها قمحه..والقمحه بالطاحونه ..والطاحونه مســكّــــره..فيها مي معكـــــــــــــــــــــــــــــــــره...".



شكراً ابن البيادر ..أنتظر مقالتك الجديدة بكل شغف ..على أمل ألا تكون محجوبة..هذه المرة.


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 7-10-2008 الساعة 06:54 من قبل: حنظلة القاري
7-10-2008    02:46
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


أخي حنظلة،
أرى في اسمك "الحنين" و "الظل" وكلاهما عندي أحلى من العسل. و أشكرك على الإطراء اللطيف، وماعندي إلا نقطة في بحركم.
هذا هو الرابط لمقال اليوم يعنوان "إنه القانون ياشمعون"

http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=10709





تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 7-10-2008 الساعة 19:58 من قبل: محمد حمود
7-10-2008    06:08
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


أسدنا الغالي،
المشكلة في التدخل الحكومي في الأسواق. المعاملات الإسلامية لن تحل المشكلة في ظل تدخل الحكومات. المشكلة يمكن أن تحصل في أي بلد إسلامي، حتى لو كانت التعاملات غير ربوية.
وعلينا هنا أن نتذكر أن أتعس البلاد في العالم هي بلاد إسلامية ابتداء من بنغلاديش و انتهاء بالصومال. هذا يعني أن المشكلة أكبر من الربا، و أكبر من مجرد تطبيق القوانين الإسلامية.
وعلينا أن نتذكر أمرا مهما وهو أن آثار تحريم الربا الإيجابية لاتظهر إلا في مجتمع يطبق الزكاة! هذا يعني أن تحريم الربا يأتي ضمن نظام كامل وشامل لايمكن أخذ بعضه وترك البعض الآخر.
7-10-2008    06:14
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن القلمون

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم

شكرا لكم على هذا الشرح
وسؤالي الى أي مدى يمكن ان تصل هذه الأزمة
وهل صحيح ان الأزمة الحالية سلبية لفئات وايجابية لأخرة
باعتبار اني سمعت محلل لا اثق بكلامه وكان يقول
إن حبيبات الرز في القدور نفسها لكن اختلف التوزيع



----------------------------------
لست آيس أو أمل لن تحطمني الهموم .... لن أعيش بلا أمل فالندى نبت الغيوم
7-10-2008    09:46
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ العزيز ابن القلمون،
لا أحد يعرف أبعاد الأزمة، خاصة بعد أزمة السيولة التي جعلت البنوك و الشركات والناس تحتفظ بالكاش ولاتقرضه لأحد أو تستثمره خوفا من خسارته بغض النظر عن العائد.
تصور ماذا يحصل للإنسان لو تم تجفيف دمه! السيولة هي دم الاقتصاد، وتجفيف الدم قد لايقتل الشخص بسرعة، ولكن قد يؤدي إلى مشاكل دائمة في بعض الأعضاء، إذا تم انقاذ الشخص قبل موته، وكذلك الاقتصاد.
وكأي أزمة، هناك ضحايا وهناك من ينتفع منها. البعض يخسر كل شيء، بينما يخسر البعض بغض ثرواتهم. مثلا، انخفاض أسعار الأسهم أدى إلى فقد الملايين لجزء كبير من ثرواتهم تجاوز 20 في المائة، كما يخسر أصحاب الشركات التي تم إشهار أفلاسها تقريبا كل شيء.
ولكن هناك فرصة للمستثمرين الذي ينقضون على الأصول الرخيصة ويشترونها بثمن بخس كما حصل في الأيام الأخيرة. أصحاب البيوت وجدو أسعار بيوتهم تنخفض، بينما هناك آخرون يرون أنها أفضل فرصة لشراء البيوت.

ونظرا لأن البنوك تحتفظ بالكاش ولاتقدم أي قروض، فإن هناك فرص ممتازة لشركات توظيف الأموال لأنهت تستطيع دعم ومشاركة المستثمرين الجادين الذي لايمكنهم الحصول على أموار من البنوك.
وهي فرصة للرساميل الخليجية أن تشتري أصولا أمريكية بسعر رخيص.
7-10-2008    14:57
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


شكراً لابن البيادر.

لدي سؤال أتمنى أن أجد الإجابة عليه عندك.

أليس من المفروض أنه إذا خسر شخص ما لمبلغ من المال أن يربح شخص آخر نفس المبلغ؟

نسمع كثيراً هذه الأيام أن مجموع خسائر البورصة في بلد ما وفي يوم ما يبلغ كذا مليار، فأين انتقلت تلك المليارات؟ هل تبخرت أم أنها ذهبت إلى مكان محدد؟
7-10-2008    19:51
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
قارة دوت كوم

إدارة الموقع
إدارة الموقع
تتمة لشرح أزمة المال الأمريكية: إنه القانون يا شمعون!

تتمة لشرح أزمة المال الأمريكية: إنه القانون يا شمعون!
د. أنس الحجي - أكاديمي وخبير في شؤون النفط

صرخ شمعون أبو الذهب، رئيس بنك "التسليف للتنمية"، في وجه كبير المحاسبين عارف الصالح: هل أنت مجنون، ما هذه الخسائر؟ كيف تسجل أن ما لدينا من أصول عقارية هو ثلاثة مليارات فقط؟ ألم ندفع 70 مليارا لشراء هذه الأصول؟ هل تريد أن تدمر البنك في ظل الأزمة الحالية؟" ثم هجم عليه ومسكه من تلابيب قميصه وهزه بعنف "قل لي، لماذا تريد أن تُدمّر سمعتي، هل تريد أن تجعلني مسخرة في أمرستان؟" وتناثرت الأوراق التي كانت في يده على الأرض.

حاول عارف، وهو رجل خمسيني عرف بنزاهته وإخلاصه، أن يلجم غضبه وهو ينظر إلى الموظفين والموظفات الذين وقفوا وراء جدار مكتبه الزجاجي ينظرون إليهما. بلع ريقه عدة مرات، حاول أن يتكلم، ولكن صوته اختفى. تراخى على الكرسي بعد أن أفلت من يد شمعون، ثم نظر إليه وقال: "إنه القانون يا شمعون". خرج شمعون من مكتب عارف وعروق رقبته تكاد تنفجر، دخل مكتبه وأغلق الباب وراءه. جلس على كرسيه وهو يرتجف، دار بكرسيه الدوار في الاتجاه المعاكس باتجاه النافذة الضخمة، وبدأ ينظر إلى المدينة بعمائرها الشاهقة، والبحر يملأ الأفق. لكم أراحه هذا المنظر من قبل. هذه محاسن العمل في الطابق التسعين.

فجأة أفاق من أحلام اليقظة، واكتشف أنه مر عليه أكثر من نصف ساعة على هذه الوضعية. أدار الكرسي، نظر إلى الأوراق المرتبة بعناية على المكتب، كبس زرا وقال مخاطبا سكرتيرته "لميس، قولي لعارف أن يأتي إلى مكتبي حالاً… ها.. آ… آ…و… وقولي له أن يجلب معه الأوراق التي كانت معي". قام بسرعة، دخل إلى حمامه الخاص، نظر في المرآة، مسح بيده على رأسه لتمسيد بعض الشعرات الناتئة، ثم عاد وجلس على كرسيه بهدوء.

دخل عارف والتوتر ظاهر على وجهه وهو يمسك الأوراق في كلتا يديه. رحب به شمعون بشكل مصطنع ثم قال بسرعة، آسف لما حصل هناك، إن مهمتي أن أحمي البنك، وهذه الخسائر غير معقولة. اجلس واشرح لي كيف وصلت إلى هذه الأرقام. ما علاقة القانون بذلك؟
اختار عارف أحد الكرسيين أمام المكتب، وضع الأوراق أمامه بشكل منحرف بحيث يستطيع هو وشمعون النظر إليها. حاول أن يفكر بما سيقول، ولكن الغضب والخوف أطارا كل الأفكار من رأسه، حاول مرة أخرى، ولكنه لم يستطع. عندها سحب شمعون الأوراق باتجاهه ثم قال: "لقد استعاد البنك ملكية 20 بيتا في مدينة سمافيل، متوسط تكلفة البيت مليون دولار، كيف تكتب هناك أن قيمتها كلها ثلاثة ملايين دولار، هكذا بشخطة قلم انخفضت قيمتها من 20 مليون دولار إلى ثلاثة ملايين دولار؟ عارف، أنت تعلم أننا مازلنا نملك هذه البيوت، كيف حصل هذا؟".
كان هذا الوقت كافيا لعارف أن يلملم أشلاء الأفكار التي تناثرت في تلافيف دماغه. نظر إلى شمعون وقال: "كما تعلم فإن حكومة أمرستان غيرت القوانين المالية منذ فترة وطالبت الشركات والبنوك بأن تقدم تقاريرها المالية وفقا لمبدأ "التسعير حسب سعر السوق" وليس حسب مبدأ "القيمة العادلة" الذي كان يستخدم سابقاً". هز شمعون رأسه بشكل يوحي بأنه تذكر هذا القانون، وأنه بدأ يتفهم ما يحصل. ثم تابع عارف "وفقاً لهذا فإن علينا تسعير الأصول وفقا لسعر السوق، فإذا انخفضت أسعار العقارات التي نملكها فإن علينا أن نعكس هذا التغير في دفاترنا المحاسبية، بغض النظر عن تكلفتها أو قيمتها العادلة، وهذا يفسر خسائرنا الكبيرة.

بدأ الغضب يلوح في وجه شمعون مرة أخرى ثم قال: "وماذا سيحصل لو ارتفعت أسعار العقارات وبعنا هذه البيوت العشرين بعشرين مليوناً أو أكثر، ربما ثلاثين"، أجاب عارف بسرعة وهو يبتسم "عندها، وفقا لهذا القانون، سنسجل كل الفرق على أنه أرباح صافية"! نظر شمعون إلى عارف بتعجب، ثم شاركه الابتسام وتابع قائلا، يعني أن أغلب خسائرنا هي على الورق فقط! هل هذا يعني أن الأزمة الحالية مبالغ فيها؟".

----------------------------------
نتمنى لكم تصفحاً ممتعاً...
7-10-2008    19:56
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
قارة دوت كوم

إدارة الموقع
إدارة الموقع
تتمة:

قلب شمعون الصفحة ونظر إلى الصفحة الثانية "وماذا عن استثماراتنا في شركة "مرطان للاتصالات"، لقد استثمرنا 100 مليون، وأعطيناهم المبلغ منذ أسبوعين، ويتوقع للشركة نجاح باهر، كيف تسجل هنا هذا المبلغ خسائر؟ أجاب عارف بسرعة "إنه القانون، مرة أخرى، يا شمعون" الشركة جديدة وليس لديها أي أصول، وقيمتها السوقية صفر، لذلك فإن هذا الاستثمار يُسجّل الآن في الدفاتر المحاسبية على أنه خسائر". ردد شمعون نظره بين الأوراق وعارف ثم قال، هذا يعني أيضاً أن خسائرنا على الورق فقط، وماذا لو نجحت الشركة في الربع المقبل أو ... حتى العام المقبل، ماذا يحصل؟ تنهد عارف ثم قال "عندها سنسجل الزيادة في قيمة الشركة والاستثمارات على أنها أرباح! عندها قال شمعون بوجه صارم يوحي لعارف بأن اللقاء انتهى "إنه قانون مثير للسخرية، إنه لعبة غير معقولة، ولكنه القانون، كيف تتحول الاستثمارات إلى خسائر ثم إلى أرباح؟"؟

خرج عارف من المكتب وأغلق الباب وراءه بلطف. أدار شمعون كرسيه وبدأ ينظر إلى الأفق البعيد، وبدأ يفكر: يا له من قانون عجيب، بنكي يساوي يوما 40 مليارا، ويوما 200 مليار، وربما 500 مليار، ولكن الأصول نفسها والتكاليف نفسها! لا بد أن سياسيي أمرستان فقدوا عقولهم. رن جرس الهاتف بشكل مفاجئ جعله ينتفض، أدار كرسيه، حمل السماعة ليسمع لميس تقول: السيد "شرتوح أبو فضة"، رئيس بنك "الأمانة والصدق والإخلاص"، على الخط رقم 2. رفع السماعة، وبعد عبارات ترحيبية مألوفة قال السيد شرتوح إن حكومة أمرستان تجري معه تحقيقا لأن بنكه ثمّن العقارات التي يملكها بأعلى من قيمتها، رغم أنه ثمّنها بسعر السوق وفقا للقانون وليس بقيمتها العادلة. احمر وجه شمعون وقال "كيف حصل هذا، هذا غير معقول". وتابع شرتوح قوله "بما أن القانون يركز إلى "سعر السوق"، وسعر السوق يتحدد من قبل البائعين والمشترين، فإن أي أصول، بما في ذلك البيوت، لا قيمة لها إذا لم يكن هناك أي مشترين، لذلك فإن الحكومة تطالبنا بأن نثمّن البيوت التي لم يتقدم أحد لمحاولة شرائها في تقاريرنا المالية بصفر. نعم، بصفر! بيت سعره أكثر من نصف مليون دولار علينا أن نظهره كخسائر في دفاترنا! تنهد شمعون وقال "لا تهتم كثيرا، أخبرني كبير المحاسبين اليوم أنه متى تحسن السوق فإن أي ارتفاع في قيمة هذه البيوت سيسجل أرباحاً صافية"، ولكن شرتوح قاطعه بحدة "ولكني لم أتصل بك لهذا السبب، اتصلت بك لسبب آخر". اعتذر شمعون عن المقاطعة وقال تفضل، تفضل".

مرت لحظات قبل أن يبدأ شرتوح بالكلام ثم قال "كما تعلم فإن هناك مشكلة سيولة في أمرستان، وحاولنا الاقتراض من عدة بنوك ولكنهم رفضوا لأن تقريرنا المالي يوضح أننا حققنا خسائر كبيرة وفقا لقانون التسعير حسب السوق، مع أن خسائرنا، حسب القيمة العادلة للأصول، محدودة جدا، وما زلنا نملك هذه الأصول وهذه العقارات. حاولنا أن نضع البيوت رهنا، ولكن لأن القانون جعل بعضها بلا قيمة، وبعضها بأقل من قيمته بكثير، رفضت هذه البنوك إقراضنا. وها أنا أتصل بك للحديث عن إمكانية الحصول على قرض منكم".
جاء جواب شمعون سريعا وتلقائيا دون تفكير "كلنا في الهوا سوا، كلنا لدينا المشكلة نفسها، آسف لا أستطيع مساعدتك"، قال ذلك وهو يتذكر مقولة سمعها منذ زمن بعيد "إن أغلى ما تملك وقت الأزمات هو الكاش، فلا تفرط فيه مهما كانت المغريات"، ثم أردف "ولكن لماذا لا تتصل بمندوب مجلس الشعب في منطقتك وتطالبه بتغيير القانون! أعتقد أنه لو تم تغيير القانون فإن أسعار العقارات سترتفع. عندها ستوافق البنوك على أخذها رهنا مقابل القرض الذي تحتاج إليه". سمع شمعون صوت تنهيدة عميقة، ثم حشرجة، ثم سعال عنيف، ثم جاء صوت شرتوح مبحوحا "إلغاء القانون لن يغير شيئا، لأن الأزمة الحالية أزمة ثقة، وإذا أُعْطِيَتْ الحرية للشركات بأن تسعر أصولها فإن هذا سيعمق هذه الأزمة، لأنه يمكن لبعض الشركات أن تُثمّن أصولها بأعلى من قيمتها".

انتهت المكالمة، تنهد شمعون بعمق، مسك رأسه بين يديه بعد أن أحس بوجع فيه. مد يده إلى الدرج، أخرج علبة البندول، بلع أربع حبات مرة واحدة، دون ماء. أدار الكرسي، وهو يتمتم، "الحكومة هي السبب، إنه القانون يا شمعون"، ثم نظر إلى الأفق البعيد .. إلى المجهول!

----------------------------------
نتمنى لكم تصفحاً ممتعاً...
7-10-2008    19:57
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


اهلا بالغالي،
إذا اشترى ابن البيادر بيتا من محمد حمود ب 100 ألف درهم، فإن محمد حمود سيحصل على 100 ألف درهم. فإذا انخفض سعر البيت إلى 50 ألفا، وباعه ابن البيادر بذلك السعر إلى أبو عبدو، فإن ابن البيادر يخسر 50 ألفاً. نفس الطريقة تنطبق على الأسهم. هل ربح أحد 50 ألف التي خسرها ابن البيادر؟ لا أحد لأن أبو عبدو لن يربح إلا إذا انتظر وارتفعت الأسعار، وإدخال الوقت في المعادلة يغير النتائج.

المشكلة في أمريكا أن أغلب الخسائر ورقية لسبب التالي:
مع ارتفاع أسعار العقارات، قامت البنوك برفع قيمة أصولها. فإذا كان لدى البنك ماقيمته 100 مليون دولارعقارات، وارتفعت قيمة العقارات 10 في المائة في الربع الأول، فإن البنك سيسجل أرباحا ناتجة عن هذا الفرق في قيمة الأصول بمقدار 10 ملايين دولار لأن قيمتها الحالية 110 مليون. فإذا انخفضت الأسعار وعادت قيمة الأصول إلى 100 مليون، فإن البنك سيسجل خسائر في الربع الثاني بمقدار 10 ملايين. لاحظ هنا أن العقارات بقيت نفسها. هذا يعني أن القيمة "انتفخت" ثم "فشّت"

مثال آخر: إذا ارتفع الدولار بشكل كبير فإن سعر أي سيارة يابانية في الخليج سينخفض بنفس النسبة. قيمة السيارة إذا أردت بيعها أقل بكثير من قبل. ولكن إذا لم تبعها فإنه مازال لديك السيارة نفسها.

الخلاصة: التبخر ليس عملية فيزيائية فقط، بل هو عملية مالية أيضاً!

7-10-2008    20:10
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
محمد حمود

مشرف
مشرف


شكراً جزيلاً لك على الإجابة الوافية.

وإنني معجب بقدرتك على عرض الأمور المعقدة بطريقة سهلة وسلسة.
7-10-2008    21:05
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الأسد 1985

عضو مميز
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلامات أخي ابن البيادر والله شرح جميل وملفت حتى تشعر بأنك تقرأ قصة

هذا التبادل على المستوى الداخلي في البلاد شراء وتبادل وتسهيل وتمليك
هل كان الوضع على مستوى التجارة الخارجية بنفس المنوال أم أن التجارة الخارجية
لم تتأثر بالإقتصاد الداخلي مما يعزز إمكانية تجاوز الأزمة بالنسبة للأمريكيين بالإعتماد
على مرددوات قوية من هذه التجارة أم الحبل عالجرار أم لا علاقة لهذا بذاك
وإن كان فكيف يمكن لأمريكا تجاوز هذه الأزمة


والسلام

----------------------------------
ولا تجزع لحادثة الليالي ______________ فما لحوادث الدنيا بقاء


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 8-10-2008 الساعة 20:58 من قبل: محمد حمود
8-10-2008    06:29
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


أسدنا الغالي،
أولا علينا أن لانشمت بأحد حتى لايشمتوا بنا، ولاننسى أن هناك حوالي 10 ملايين مسلم في أمريكا، أغلبهم من زبدة العقول الإسلامية. مهمة المسلم أن يكون داعيا و ليس قاضيا، والباقي على الله. الأسلوب الصحيح هو أنه يمكن للمسلمين أن يوظفوا الأزمة لصالح الدعوة.

ثانيا، التجارة الخارجية وضعها مختلف لأن انخفاض الدولار نشّط الصادرات الأمريكية بشكل كبير، لكن قطاع الصادرات صغير جدا مقارنة بحجم الاقتصاد الأمريكي.

ثالثا، لا أحد يعرف كيف يمكن الخروج من الأزمة وكل من يدعي أنه يعرف فهو مجرد إدعاء. ولكن على الأقل نعرف أن الخطوات الأولى يجب أن تركز على زيادة السيولة، والخطوات الثانية يجب أن تركز على حل مشكلة الإئتمان العقاري.

رابعا، لاشك أن الانتخابات الأمريكية أسهمت في تفاقم المشكلة لأنه لا أحد يعرف من سيربح الانتخابات. بشكل عام فإن الشركات ورجال الأعمال خائفين جدا من فوز أوباما بسبب سياساته المعادية للشركات بالإضافة إلى زيادة الضرائب.

خامسا، رغم أن الدول الصديقة لأمريكا ستتأثر باتأكيد، إلا أن الدول المعادية لأمريكا ستتأثر أيضا لأنها تحتاج إلى السيولة آكثر من غيرها، مثل إيران.


8-10-2008    14:30
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
حمود

عضو مميز
عضو مميز


أولاً يبدو أن الموضوع صار أكثر من مجرد "قرأت لكم" لذا أقترح على إدارة الموقع نقل المشاركات الخاصة بموضوع الأزمة المالية إلى موضوع جديد بعنوان مناسب مع الشكر والتقدير

ثانياً
الشكر الجزيل إلى الدكتور أنس لمشاركاته الرائعة كالعادة لكن لدي مجموعة أسئلة أعتقد أنها تدور بخلد الكثيرين

- ما هو التدخل الذي قامت به الحكومة الأمريكية الذي أدى إلى الأزمة وماذا كان هدفها منه؟ فهمت من مقال شمعون أن تدخلها أدى إلى تضارب القوانين ولكن لم أعرف لماذا فعلت ذلك

- حسب ما فهمت يزعم أوباما في حملته أن علينا أن ننقذ الناس لا الشركات. فهل هذا ممكن؟ ولماذا لم تقم الحكومة بتخصيص هذه المبالغ المهولة (700 مليار دولار في أمريكا و500 مليار جنيه في بريطانيا) لمساعدة الناس مباشرة دون تدخل المصارف التي ستقرضها للناس في النهاية ولكن مع فوائد؟ أليس مفهوم أموال دافعي الضرائب من مقدسات الديمقراطية الغربية؟ فكيف يتم صرف مثل هذه المبالغ وبهذه الطريقة؟

- ثم من أين أتت الحكومات بكل هذه الأموال بهذه السرعة؟

- ببساطة هل نسحب أموالنا من المصارف؟


ودمتم

حمود
10-10-2008    14:11
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابن البيادر

عضو مميز
عضو مميز


الأخ الغالي حمود حفظه الله،
اتفق معكم. سأنتظر نقل الموضوع إلى باب مستقل وسأجيب عن الأسئلة إن شاء الله، وشاء الله أن مقال الثلاثاء القادم في "الاقتصادية" يتناول هذا الموضوع بالذات وعنوانه "الأزمة لاعلاقة لها بالرأسمالية أو حرية الأسواق".

أخوك
بيدرجي


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-10-2008 الساعة 19:43 من قبل: ابن البيادر
10-10-2008    19:42
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
د.محمد عمر الحاجي

عضو فائق التميز
عضو فائق التميز
اقتراح .

سلامات للأخ الغالي / د. أنس /
وللأخ العزيز / حمـّود /

ولكل المشاركين والمستفسرين حول الإعصار المالي الحالي .
لذلك أقترح فتح ركن مستقل يختص بالأمور الاقتصادية , وليكن تحت عنوان :
( خواطر اقتصادية ) , أو ( خواطر اقتصادية ساخنة )
عسى أن يعمّ النفع الجميع ...........

- وعلى الخير نلتقي -




تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-10-2008 الساعة 14:51 من قبل: د.محمد عمر الحاجي
11-10-2008    14:47
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
jassas

عضو مميز
عضو مميز



بعد إذن الدكتور ، فليكن الركن باسم ........ الزاوية الإقتصادية

----------------------------------
.....الحياة.... كلمة....
11-10-2008    20:47
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
الأسد 1985

عضو مميز
عضو مميز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سلامات أخي العزيز أنس

بالنسبة للشماتة فبعتقد مو أكتر من هيك ذكرت اخي أنو ما بدنا ما نشمت فيهن لحتى ما يشمتوا فينا فبعتقد أنو اكتر من ما وصلوا إليه بطرق الشماتة بالعرب ما صار وبعدين بتقولولنا أنو لا نشمت ولا نحكي لا وبتنحذف المشاركة كمان
بس يمكن كلامك في شوية من الصحة وعلينا بالهجاء وليس الشماتة وأنا سأكون أول الهاجين لأمريكا وأوروبا وكل الدول الي علاقاتها وثيقة معهن إذا إعانني الله

لك في أكتر من الحصارات على مدى التاريخ لسورية اقتصادية وسياسية وحتى تكنلوجية وكلامية كمان

أنا سمعان الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { : تعوذوا بالله من جهد البلاء , ودرك الشقاء , وسوء القضاء وشماتة الأعداء }

ولكن قد شمتوا كثيرا وما زالوا فأنا لن اشمت ولكن الأفضل أن أهجي



والسلام

----------------------------------
ولا تجزع لحادثة الليالي ______________ فما لحوادث الدنيا بقاء


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 12-10-2008 الساعة 03:24 من قبل: الأسد 1985
12-10-2008    02:13
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابو المجد

عضو مميز
عضو مميز
كثيرٌ عليكم

قرأت هذه القصيدة للشاعر عبد الرحمن ابن الشيخ يوسف القرضاوي وأحببت أن أعرضها عليكم والتي أخذ فيها منهج الوسطية الضائعة كما اعتبرها أنا كذلك:

وهذا المسار لمن يريد تفصيل أكثر :

http://www.alarabiya.net/articles/2008/10/14/58227.html


وفيما يلي نص قصيدة الشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوي :

كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ..!


فَرِيقَانِ يَخْتَصِمَان..

وَبَيْنَهُمَا شَاعِرٌ حِينَ يَهْجُو سَتُفْضَحُ طَائِفَتَان

وَحَوْلَ الْجَمِيعِ بَدَا أُفْعُوَان

أُقَاومُ فَكًّا لِذَا الأُفْعُوَانِ وَحِيدًا

فَتَلْعَنُنِي جِهَتَان

وَيَنْسَى الْفَرِيقَانِ أَنَّ قَرِيضِي صِمَامُ الْأَمَان..!

أَرَى مَنْجَنِيقًا يُكَشِّرُ فِي وَجْهِ تِلْكَ الْمَدِينَه..

أَرَى أَلْفَ خَرْقٍ بِجِسْمِ السَّفِينَه

أَرَى أَلْفَ أَلْفِ دَعِيٍّ يَبُثُّ الضَّغِينَه

أَرَى مُرْجِفًا يَسْتَحِثُّ خُطَاهُ لِقَتْلِي

وَإِبْلِيسُ صَارَ قَرِينَه

أَرَى أَلْفَ أَلْفِ اتِّهَامٍ بِدُونِ قَرِينَه

أَرَى فِي الظَّلامِ الْتِمَاعَ الْخَنَاجِرِ تَزْحَفُ نَحْوِي

(لأَنِّي عَلَى عِزَّتِي ثَابِتٌ)

وَغَيْرِي يُبَدِّلُ وَفْقَ الْمَصَالِحِ دِينَه

أَرَى الْحُزْنَ فَوْقَ قِبَابِ الْمَرَاقِدِ فِي كَرْبَلاء

كَمَا قَدْ رَأَيْتُ مَآذِنَ مَسْجِدِ عَمْرٍو حَزِينَه..!

خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَا مَنْ تُعَادُونَ شِعْرِي يَذُوبُ حَزِينا

يَكَادُ خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَلْطِمُ

لَكِنْ يَخَافُ اتِّهَامًا سَخِيفًا مِنَ الْحَاقِدِينا..!

خَيَالُ الْقَصِيدَةِ يَحْتَارُ أَيَّ الْفَرِيقَيْنِ يَهْجُو..؟

وَفِينَا مِنَ الْخِزْيِ مَا هُوَ فِيكُمْ

وَفِيكُمْ مِنَ الْخِزْيِ - يَا عِتْرَةَ الْبَيْتِ – ما هو فينا

ويبدو كلانا بعين المعادين صَيْدًا سمينا

فَصَبْرًا جَمِيلا




----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-10-2008 الساعة 20:35 من قبل: ابو المجد
14-10-2008    20:07
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابو المجد

عضو مميز
عضو مميز
تتمة قصيدة : كثيرٌ عليكم

فَأَنْتُمْ بِنَا - وَبِكُمْ - قَدْ بُلِيتُم

وَنَحْنُ بِكُمْ - وَبِنَا - قَدْ بُلِينَا

فَلَعْنَةُ رَبِّي عَلَيْنَا إِذَنْ أَجْمَعِينا..!

أَرَانَا شُغِلْنَا بِفِقْهِ الْعَفَن

بُحَيْرَةُ أَفْكَارِنَا فِي عَطَن

أَرَى طَائِرَاتِ الْعَدُوِّ تُحَلِّقُ فَوْقَ رُبُوعِ الْوَطَن

حمولتها جهزت ألف ألف كَفَن

وَيَشْغَلُهُمْ كُلَّ وَقْتٍ حَدِيثُ التَّجَارِبِ وَالْعِلْمِ

لَكِنْ أَرَانَا شُغِلْنَا بِبَثِّ حَدِيثِ الْفِتَن..

سَتَسْقُطُ تِلْكَ الْقَنَابِلُ فَوْقَ الْجَمِيع

عَلَى الْحَقْلِ وَالْبَادِيَه

قَنَابِلُ أَعْدَائِنَا لا تُفَرِّقُ بَيْنَ الْمَذَاهِبِ

فَالْكُلُّ فِي دَاهِيَه

وُجُوهُ الْعَدُوِّ بِفُرْقَتِنَا رَاضِيَه

وَأَجْهِزَةٌ لِلتَّخَابُرِ تَسْكُنُ فِي حَوْزَةِ الْعِلْمِ

تَسْكُنُ صَحْنَ الْمَسَاجِدِ

تَدْفَعُ لِلْهَاوِيَه

قَنَابِلُهُمْ سَوْفَ تَسْفَعُ بِالنَّاصِيَه

تَمُوتُ بِهَا فِرَقُ الْكُفْرِ

وَالْفِرْقَةُ النَّاجِيَه..!

يُذِلُّ الْعَدُوُّ الْجَمِيعَ وَنَدَّخِرُ الْكِبْرَ

كَيْ نَتَكَبَّرَ فِي وَجْهِ إِخْوَانِنَا

وَرَبِّي لَهُ الْكِبْرِيَاءُ

كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ الْجَاثِيَه.!

وَلَسْتُ أُحَوِّلُ شِعْرِي لِدُفٍّ..

وَلَسْتُ لآمُرَ نِصْفِي لِيَقْتُلَ نِصْفِي..!

وَلَسْتُ خَصِيًّا

لأَعْجَزَ عَنْ رَدِّ مَنْ قَدْ يُحَاوِلُ بِالزُّورِ قَذْفِي..

عَلَى أُهْبَةِ الْجَهْرِ حَرْفِي..

سَأَخْتَارُ أَشْنُقُ نَفْسِي

وَلَسْتُ لأَجْدَعَ أَنْفِي..

وَلَسْتُ بِمُتَّهَمٍ بِالْمُرُوقِ لأَنْفِي..!

وَلَسْتُ أَخَافُ أُوَاجِهُ فِي الْحَقِّ

سَيْفَ الْغَرِيبِ

وَسَيْفَ الْقَرِيبِ

وَلَسْتُ أَخَافُ أُوَاجِهُ فِي الْحَقِّ حَتْفِي ..

أَرَى مُهْجَتِي نَحْوَ بَيْتٍ حَرَامٍ تَطِيرُ كَلَحْنٍ

وَلَسْتُ لأُوقِفَ عَزْفِي

وَلَمْ يَكُ يَوْمًا فُؤَادِي مَعَ الْحَقِّ

لَكِنْ عَلَى الْحَقِّ سَيْفِي..!

وَلَسْتُ أَرَى بَيْنَكُمْ ذَا الْفَقَارِ

وَلَيْسَ يَزِيدُ بِصَفِّي..!

أَنَا شَاعِرٌ مَا أَعْتَذِر..

أُجَاهِدُ قَدْرَ اسْتِطَاعَةِ شِعْرِي

وَأَرَضَى بِحُكْمِ الْقَدَر..

تُصَوَّبُ نَحْوِي السِّهَامُ مِنَ الْجِهَتَيْنِ

كَأَنَّ السِّهَامَ مَطَر

أَصُدُّ السِّهَامَ مِنَ الْجِهَتَيْنِ وَأَكْتُبُ شِعْرَ الظَّفَر..

وَفِي الْفَمِ مَاءٌ..

سَأَبْصُقُهُ نَحْوَ كُلِّ الْجِهَاتِ

فَيَلْعَنُنِي لاعِنُونَ..

وَيَغْفِرُ لِي مَنْ غَفَر..!

أَيَا سَادَتِي..

بَعْضُ حِلْمٍ..

فَجُلُّ عَمَائِمِكُمْ قَدْ تَبَرَّأَ مِنْهَا عَلِيّ

وَجُلُّ عَمَائِمِنَا قَدْ تَبَرَّأَ مِنْهَا عُمَر..!

وَلَوْ كُنْتُ مُنْتَظِرًا لِلإِمَامِ كَغَيْرِي

لَمَا صُغْتُ شِعْرَ الْهِجَاءِ..!

وَلَوْ كُنْتُ أَعْبُدُ رَبِّي بِبِرْمِيلِ نِفْطٍ

لأَتْقَنْتُ شِعْرَ الْمَدِيحِ مَعَ الأَدْعِيَاءِ..!

وَلَوْ كُنْتُ أُسْلِمُ أَمْرِي لأَمْرِ وَلِيٍّ فَقِيهٍ

لَجَاهَرْتُ صُبْحًا لَهُ بِالْوَلاءِ..!

وَلَوْ كُنْتُ بَدَّلْتُ مَا أَرْضَعَتْنِيهِ أُمِّي

لأَعَلَنْتُ جَهْرًا بَرَائِي..!

أَنَا شَاعِرُ الْكُلِّ أُومِنُ بِالشِّعْرِ رَغْمَ ابْتِلائِي

تَشَيَّعْتُ لِلْحَقِّ..

لا لِلْمَذَاهِبِ فَهْيَ أَسَاسُ الْبَلاءِ..

أَنَا شَاعِرٌ لِلْجَمِيعِ

وَلَسْتُ أُشَارِكُ - مِثْلَ الْجَمِيعِ - بِمَعْرَكَةٍ لِلْفَنَاءِ

تَحَيَّزْتُ لِلْحَقِّ لا الأَصْدِقَاءِ وَلا الأَقْرِبَاءِ

أُصِيبُ وَأُخْطِئُ مِثْلَ الْجَمِيعِ

فَلَسْتُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ..!

أَحِنُّ عَلَى الْبُسَطَاءِ..

وَأُوغِلُ فِي الْعُمَلاءِ ..

عَنِيدٌ أَمَامَ الْعَنِيدِ

رَقِيقٌ مَعَ الضُّعَفَاءِ ..

قَوِيٌّ أَمَامَ الطُّغَاةِ..

ضَعِيفٌ أَمَامَ النِّسَاءِ..

كَرِيمٌ مَعَ الْكُرَمَاءِ..

صَفِيقٌ مَعَ السُّفَهَاءِ..

أَشِفُّ إِذَا مَا تَغَزَّلْتُ يَوْمًا

وَأُفْحِشُ عِنْدَ الْهِجَاءِ..

بِيُسْرَاي كَفْكَفْتُ دَمْعَ الْفَقِيرِ

وَيُمْنَاي تَطْعَنُ فِي الرُّؤَسَاءِ..

أُحِبُّ أَبَا بَكْرٍ

لَكِنْ تَوَجَّعْتُ مِنْ حَالِ قومي

فَأَجْهَرُ بِالْوَجَعِ الْكَرْبَلائِي..!

وَأَمْنَحُ شِعْرِي لأَرْضِي طَاقَةَ وَرْدٍ

(بِلا أَيِّ سِعْر)

وَأَعْجَزَ أَلْفَ رَئِيسٍ شِرَائِي..

فَيَا مُغْرَمِينَ بِسَفْكِ الدِّمَاءِ بِحُجَّةِ حَقْنِ الدِّمَاءِ..

وَيَا مَنْ تَحُطُّونَ مِنْ قَدْرِ شِعْرِي

حَذَارِ حَذَارِ مِنَ الشُّعَرَاءِ..

وَيَا مَنْ حَلُمْتُمْ بِأَنَّكُمْ قَدْ تَمَسُّونَ عِرْضِي

صِغَارًا أَرَاكُمْ حِذَائِي..

لِذَاكَ..

كَثِيرٌ عَلَيْكُمْ حِذَائِي..!



----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 14-10-2008 الساعة 20:20 من قبل: ابو المجد
14-10-2008    20:10
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
ابو المجد

عضو مميز
عضو مميز
التشبث بالكراسي

هل من المعقول أن يكون في بلادنا من يحب ذلك .

وهل من المعقول غياب الشفافية أيضاً .

هذه الوصلة فيها مقال عن هذا العنوان لمن يهتم :

http://www.champress.net/?page=show_det&select_page=3&id=31201





----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 15-10-2008 الساعة 16:36 من قبل: ابو المجد
15-10-2008    16:33
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
د.محمد عمر الحاجي

عضو فائق التميز
عضو فائق التميز
بين الصقر والعصفور .


لما قدم نصر بن منيع بين يدي الخليفة , وكان قد أمر بضرب عنقه , قال : يا أمير المؤمنين اسمع مني كلمات أقولها , قال : قل , فأنشأ يقول :

زعموا بأن الصقر صادف مرةً ........................ عصفور بر ساقه التقديرُ
فتكلم العصفور تحت جناحه ......................... والصقر منقضٌّ عليه يطيرُ
إنـّي لمثــــــلك لا أتمَّم لقمةً ......................... ولئن شـُويتُ فإنني حقــيــر
فتهاون الصقر المدلّ بصيده ......................... كرماً وأفلت ذلك العصفور .

قال فعفى عنه وخلى سبيله .
18-10-2008    15:25
مشاهدة اللمحة الشخصية تحرير/حذف الرسالة
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الثلاثاء   19/8/2025   01:49 لكتابة موضوع جديد   
عدد الصفحات=30:   « 17 18 19 20 21 »

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل