مرحباً بكم في مدينة قارة السورية الثلاثاء   19/8/2025  الساعة  07:15 مساءً Welcome to the Syrian city of Qarah
المنتدى
الصفحة الرئيسية للمنتدى  |  التسجيل في المنتدى  |  تعديل البيانات الشخصية  |  قواعد الكتابة في المنتدى  |  بحــث

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام  >>  في مدائن العشق والحكمة.;.

عدد الصفحات=3:    1 2 3
الكاتب
الموضوع لكتابة موضوع جديد   
أبو عبادة

عضو مميز
عضو مميز
وماالحب


وماالحب حتى يلصق الجلد بالحشا .....وتحرس حتى لا تجيب المناديا

وتضعف حتى لا يبقي لك الهوى ....... سوى مقلة تبكي بها وتناجيا

هل تريدون أكثر من هذا يا أهل هذه المدائن!!؟؟

----------------------------------
بركة يومك في علم نافع تنهله
24-11-2008    22:24
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم
أخي أبو عبادة ما قلته جميل ومثير للاهتمام ولكن..عندي لك وللجميع أكثر فاسمع لهذه القصة :

كان الأصمعي يسير في بادية الحجاز فمرّ على حجر كتب عليه:

يا معشر العشاق بالله خبروني ........ اذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ

فكتب الأصمعي تحت ذلك البيت جوابا له:

يداري هواهُ ثمّ يكتم سرّهُ........... ويخشع في كلّ الامور ويخضعُ

وعاد الأصمعي في اليوم التالي فوجد بيتاً أخر تحت بيته:

وكيف يداري و الهوى قاتل الفتى..... وفي كل يومٍ قلبه يتقطعُ

فكتب الأصمعي تحته:

اذ لم يجدْ صبراً لكتمان سرّه...... فليس له شيء سوى الموت ينفعُ

فعاد في اليوم الثالث فوجد شاباً فارق الحياة ويحمل رقعةً كتب فيها:

سمعنا وأطعنا ثم متنا فبلغوا.......سلامي الى من كان للوصل يمنعُ

هنيئاً لأرباب النعيم نعيمهم........... وللعاشق المسكين ما يتجرّعُ

..

فما تقولون بهذا؟
وهل في زماننا عاشق؟
رعاكمُ الله..........















----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 25-11-2008 الساعة 22:52 من قبل: البشر
25-11-2008    15:34
مشاهدة اللمحة الشخصية
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز



الحمد لله أنه لا يوجد في زماننا مثل هذه الأنواع من (العشق) القاتل الممرض الذاهب بالعقول !!

----------------------------------
مدونتي
25-11-2008    23:05
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو عبادة

عضو مميز
عضو مميز



الحمد لله أنه لايوجد في زماننا ولا بلادنا الكثير من الأشياء (موبس العشق)

----------------------------------
بركة يومك في علم نافع تنهله
25-11-2008    23:27
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم:
الحمد لله أنه لايوجد في زماننا مثل هذا العشق القاتل

----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب
26-11-2008    01:56
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

ولكن

في زماننا أرجو الله أن يموت العشق المزعوم..

ويعود العشق الذي كان

فمهما كان يبقى أفضل ألف مرةٍ من عشق هذا الزمان إلا ما ندر

رام العواذل سلواني وكيف لهم.. والحب ينشرني والشوق يطويني

قالوا وهل لك وصلٌ من حبيبك قل..قلت الخيالُ مع الأسحار يكفيني

قالوا فإن لم تنم كيف السبيل له .....قلت التخيّل والأفكار تغنيني

قالوا شفاؤك في السلوان عنه اذن... قلت السلو عن السلوان يشفيني

قالوا محال الهوى كم ذا تلازمه.... قلت اتركوا عذلي انّ الهوى ديني

لو ذقتم الهجر بعد الوصل ويلكمُ...... ما لمتمُ أبداً فعل المجانينِ
...


----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 26-11-2008 الساعة 15:20 من قبل: البشر
26-11-2008    02:08
مشاهدة اللمحة الشخصية
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز
..


السلام عليكم ..

كأنني ألمس في ما يذهب إليه الأعزاء في هذا الباب ميلاً إلى تمجيد نوعين من العشق :

1- عشق مقترن بالمرض والسقم والضعف والنحول ، ومن ثم بالموت :

كما فعل صاحب الأصمعي.

2- وعشق مقترن بالجنون وضياع العقل :

"لو ذقتم الهجر بعد الوصل ويلكمُ...... ما لمتمُ أبداً فعل ( المجانينِ ) "

وحيث أن عنوان هذا الباب يقرن العشق بالــ ( الحكمة ) ، وحيث أنه ليس من الحكمة في شيء أن يُذهب المرء عقله أو صحته ، أو أن يُزهق روحه بداعي ( العشق ) ، فإنني قد وقعت في حيرة من أمري:

أتراني قد دخلت هنا مدائن العاشقين أم مدائن الحكماء ؟






----------------------------------
مدونتي
26-11-2008    07:08
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو خالد

عضو مميز
عضو مميز





فـي حبّـه يُســتعذَبُ التعذيبُ ------------ وبذكـرِه يَحلـو الهوى ويَطيـبُ
يـا لائمـي فـي حبّـهِ مُتَعَسِّفاً ------------ أَقصِر فمالَكَ من هواهُ نَصيبُ
ما كلُّ من يهوى يُحبُّ ولا الذي ----------- يُقصى بعيدُ ولا القريبُ قريبُ
مـن لم يكن أهلاً لحضرةِ قُربهِ ------------ ذاك الذي فـي حالتيهِ غريبُ







----------------------------------
إلهي إن كان هذا حلمك على من طغى و قال أنا ربكم الأعلى ! ............................................. فكيف حلمك على من سجد لك و قال سبحان ربي الأعلى ؟ ................................................... أبو خالد
26-11-2008    10:31
مشاهدة اللمحة الشخصية
النحْوي

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم.

أخي البشر أعتقد أن "الذي" تُكتب هكذا وليس "اللذي" .

الرجاء التصحيح إن أمكن.

----------------------------------
Qarahmedia on Facebook
26-11-2008    13:38
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم:

شكراً أخي النحوي على ملاحظتك الجميلة وأرجوأن تُكثرَ منها في كل موضع تراه مناسباً.

وشكراً سيدي مسعود على ملاحظتك هذه ولكنني في كلا الحالتين أسعى الى ايضاح الفرق بين العشق المعاصر والعشق في الماضي .
حيث أن الجنون في الحب لا يأتي إلا بعد الصبر والمعاناة

هاك قيس بن الملوح ..

أشعاره لم تكن تضنّ بالحكمة وتنساب في روعة العشق _وان لم تخل بعض أبياته من اللاعذرية_

ولكن جنونه في محبوبته غلب عقله ..

وفي ذلك قوله:

ومن أجلها سُمّيت مجنون عامرٍ.....فداها من المكروه نفسي وماليا

وفي جمال العشق وحكمته أبياتٌ للتلمساني:

تملَّكتموا عقلي وطرفي ومسمعي....وروحي وأحشائي وكلّي بأجمعي

وتيّهتموني في بديع جمالكم.......ولم أدرِ في مجرّ الهوى أين موضعي

وأوصيتموني لا أبوح بسرّكم...........فباح بما أخفي تفيّض أدمعي

ولمّا فنى صبري وقلّ تجلّدي....وفارقتني نومي وحرّمت مضجعي

أتيت لقاضي الحبّ قلتُ أحبتي...جفوني وقالوا أنت في الحبّ مدّعي

وعندي شهودٌ للصبابة والأسى..يزكّون دعوايَ اذا جئتُ أدّعي

سهادي ووجدي واكتئابي ولوعتي..وشوقي وسقمي واصفراري وأدمعي

ومن عجبٍ أني أحنّ اليهمُ.......وأسأل شوقاً عنهم وهم معي

وتبكيهم عيني وهم في سوادها...ويشكو النوى قلبي وهم بين أضلعي

فإن طلبوني في حقوق هواهم.... فإني فقيرٌ لاعليّ ولا معي

وإن سجنوني في سجون جفاهمُ.... دخلتُ عليهم بالشفيع المشفّع





----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 26-11-2008 الساعة 21:24 من قبل: البشر
26-11-2008    16:06
مشاهدة اللمحة الشخصية
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز
.

السلام عليكم ..

أخي البشر ،

بخصوص الفرق بين العشق المعاصر والعشق القديم ، ما الذي تقصده بالضبط ، أتُراك تُلمّح إلى أن العشق في الماضي كان عذريًا (وملائكياً) وخالياً من المجون ، وأن عشق عصرنا عشق زائف ماجن ؟؟

لو نظرتَ إلى معنى كلمة (عشق) في معاجم العربية لوجدت أن العشق يحتمل الوجهين: الطهارة والدعارة ، وهذا منهجه في كل زمان .. ولو شئت لأتيتك بأبيات عشق تراثية يستحي من جرأتها ومجونها أكثر المعاصرين جرأة!

وأما عن الجنون من بعد الصبر ،فاسمح لي أن أخالفك ، فإنني ما وجدت في التراث الإسلامي إلا حضّاً على الصبر وتبشيراً بعظيم ثوابه ، وما وجدت من يُبشر الصابر بالجنون !!


ثم أني قرأتُ ما كتبتَ من نظم التلمساني فما وجدتُ فيه سوى نظم بديع ،وتصوير جميل و تمثيل رقيق وغزل شجي ..

فرحت أبحث عن قصائد أخرى له ، أتلمس فيها معاني الحكمة وضروب الفكر فوقعت عيني على أبيات لعفيف الدين التلمساني يغازل فيها الخمر:

يَا حَبَذَا الكاَسُ بِكَفِّ الحَبِيبْ أَذَابَت الأَنَوْارَ وَسْطَ اللَّهِيبْ

وحَبَذَا الرَّاحُ الَّتِي لَمْ تَزَلْ تَصْرِفُنِي بِالسُّكْرِ حَتَّى أَغِيبْ

فأيقنتُ أن عفيف الدين ليس التلمساني الذي نخوض فيه ، وواصلت بحثي عن شعراء التلامسة إلى أن وصلت إلى أبي مدين التلمساني وقرأت له غزلاً خمرياً آخر:

أَدِرْهَا لَنَا صِرْفًا وَ دَعْ مَزْجَهَا عَنَّـا فَنَحْنُ أُنَاسٌ لاَ نَعْرِفُ الْمَزْجَ مُذْ كُنَّا

وَ غَنِّ لَنَا فَالْوَقْتُ قَدْ طَابَ بِاسْمِهَا لأِنَـا إِلَيْهَا قـَدْ رُحـْنَا بِهَا عَـنَّا

فأيّ التلامسة شاعرنا؟

ألتمس العذر منكم سادتي ، لكنه باب شائق ذاك الذي فتحه إقبال هنا

.

----------------------------------
مدونتي


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 27-11-2008 الساعة 12:43 من قبل: مسعود حمود
27-11-2008    12:41
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم
أخي مسعود قدمتَ فأحسنتَ
أما بالنسبة لما أقصده بالفرق بين العشقين هو الصدق النابع من المشاعر في الزمن الماضي حتى وأن لم يكن عذرياً تامّاً
أما في زماننا الحاضر فقلما أجد حباً كذاك الحب صادقاً بكل معانيه
وان وُجد فإنه يحيا ويموت ولا تسمع له أنيناً
والشاعر الذي تسأل عنه هو نفسه أبو مدين التلمساني الذي ذكرت.
وأنا لم أصوّر عذرية الشاعر أو عدمها ولكنني اقتبست بعض من أبياته الغزلية التي لا تحمل أيَّ معنىً يدلُّ على المجون أو سواه
وفيها من الرقة ما فيها ومن الروعة كذلك
وفيها من الحكمة أن عشقه لم يقدهُ الى الجنون أو الموت
________________
يا سامعاً قلبي وإنّي في الهوى.......كلَفٌ وروحي تستشفُّ مدامعي
والمقل من ذكر الأحبة سائحٌ.........وعساه دمعٌ يوم هجري نافعي
ما لي على نحر الفؤاد صلابةٌ..........فالموت بينٌ بعد بينك قاطعي
والفكر يسرح في الجمال منعّماً...... فلما الجنون ؟ عساه طيفكِ راجعي



----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب
27-11-2008    16:41
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو عبادة

عضو مميز
عضو مميز
محب ديبلوماسي


أنا أسألك أيها البشر : هل أنت محب ديبلوماسي ؟؟

أو أن السؤال: لماذا تعتذر عن المجانين في الحب ؟؟

وهل كلمة مجنون في مصطلحاتهم هي نفسها عند غيرهم؟؟

( الجنون فنون)



----------------------------------
بركة يومك في علم نافع تنهله
30-11-2008    16:59
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم.

أهلاً وسهلاً بكم في هذه المدائن .. مدائن المعاني اللطيفة والأحاديث الطريفة والأشعار الغضة الظريفة.

أخي البشر كنتَ قد سألتَ سؤالاً مفاده : هل الحب فطريٌ أم مكتسب؟

وبدهيٌّ أن يكون إحساس الحب غريزة فـُطر الإنسان عليها .. وإلا فما هو تبرير حبِّ النفس والمال والولد ..؟!

قال تعالى:(( زيِّنَ للناس حبُّ الشهواتِ من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث .. ذلك متاع الحياة الدنيا .. والله عنده حسن المآب)).

وقال صلى الله عليه وسلم:"جبلت القلوب على حبِّ من أحسن إليها"....

واعلم أخي البشر أنَّ كلَّ ما هو طبعٌ في الإنسان .. يستطيع بدوره اكتسابه أو زيادة تأصيله في النفس بالتطبع والتعوُّد .. كالرجل يعاف مأكلاً معيناً .. ثمَّ يداوم على أكله حتى يعتاده فيحبَّه ..

و الحبُّ بمعناه الجنسي قائمٌ أيضاً على أساس فطري هو غريزة الميل إلى الجنس الآخر ..

---------------

أيضاً أرحب بالأخ حاكم الهوى في مدائنه مدائن الهوى .. الذي سأل عن معنى قولي "العشق موجودٌ ولكنه ليس عذري "..

وشرح ذلكَ أن العشق موجودٌ دائماً في هذا الزمان وفي كلِّ زمان .. لكنه فقد معناهُ العذري في زماننا هذا ...

--

وأحيي أيضاً الغالي مسعود حمود على تفاعله الطيب وحماسه في الحوار هنا .. وأقول له : عندما بادرت إلى فتح هذا الموضوع كانت الغاية توصيف أحوال العشق وتصنيفها وشرحها إن أمكن ..ولم يكن القصد دعويَّاً أو فيه تحيُّز وتمجيدٌفي حالة من حالات العشق أيها كانت ..

وأرى أن الأخ البشر حاد عن موضوع الحب العذري الذي طلب الحديث عنه بادئاً .. وذلك حين عمَّم المقارنة بين العشق في الزمن المعاصر والعشق قديماً ..

ولابدَّ أيضاً أن نفصل الشعر الذي هو بيانٌ توصيفي .. عن العشق الذي هو واقعٌ مجسَّد ..فليس كلُّ شاعر ٍ حكى غزلاً صار عاشقاً ..

واللغة توافقك الرأي -أخي مسعود- في أن العشق بمعناه العفيف وجميع اشتقاقاته .. هي أدواءٌ تصيب المرء فتسقمه ..

ومن يتصفح معاجم اللغة يجد أن العشق مرض وسواسي يجلبه الإنسان إلى نفسه بتَسْليطِ فِكرِهِ على استِحسانِ بعضِ الصُّور...

فإذا بحث عن اشتقاقاته وضروبه وجد مثل ذلك ..

فالدَّنفُ: "هو المرض الملازم ",

والشغف : "قيل هو داء يكون في الجوف ..والمشغوف هو المجنون",

والجوى: "هو هوى باطنٌ، والحزنُ، والماء المنتن، والحرقةُ، وشدَّة الوجْدِ، والسّلُّ، وتطاولُ المَرَضِ، وداء في الصَّدرِ",

والهَيامُ: "التُّراب الذي لا يتماسكُ أَن يسيلَ من اليد",

والوَلَهُ، " الحزْنُ، أو ذهابُ العقلِ حزْناً، والحيْرة، والخوفُ" ..

والتَّيمُ: "هوالعبدُ" .. أي في المصطلح الحديث "المدمن".....الخ

وإذا تحدثت عن شهادة المقتول عشقاً هنا ,فهي من باب شهادة المبطون والمطعون والغريق ..أي شهادة أنتجها شدة البلاء ثمَّ الصبر عليه ومكابدته..

والتطرف في حالة العشق هو جنونٌ مرضيٌّ يسببه وسواسٌ لا ينفكُّ عن النفس حتى يدخلها في حالة من الفصام المتأزم ..إلا أن الجنون أنواعٌ شتى .. فمنه جنون العشق .. وجنون المرض والعته .. وجنون العظمة ..وجنون العبقرية .. وجنون البطر .......

وألطف أنواعه جنون العشق .. وأطرفها جنون العباقرة .. وأقبحها جنون المعصية ..

والعقل زينة لابن آدم على الدوام .. ولكن ما رأيك أخي الغالي أبا خالد لو تحدَّثنا قليلاً عن عقلانية هذا العصر ...

وأمرٌ آخر هو أنه إذا أراد أحدهم أن يتهكـَّم بحالِ عاشق ما .. قال له :" كن عقلانياً في هواك" ..

وعندما قرنتُ العشق بالحكمة في عنوان الموضوع .. قصدت من ذلك الشعر حيث أن "من الشعر لحكمة" .. ولم أقصد العشق الحكيم لتناقض حاصل ٍ في المصطلح هذا ..



يتبع ..
30-11-2008    21:45
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


---------------------------

وبمناسبة الحديث عن شعراء التلمسانيين ..

هناك ملاحظة جميلة قالها لي بعضهم وهي :"إقرأ الشاعر قبل شعره"..


فالشاعر صاحب الأبيات التي ذكرها البشر هو أبو مدين التلمساني .. إمامٌ من كبار أهل التصوف في المغرب وله أتباع كثر .. وقد ذكره ابن الملقن في مصنفه "طبقات الأولياء" .. والأبيات التي ذكرها الأخ مسعود وظنَّ أنها غزلٌ خمري ..فليست إلا من باب قول سلطان العاشقين ابن الفارض:

"شربنا على ذكر الحبيب مدامة *** سكرنا بها من قبل أن تعصرَ الكرمُ "..

وتلكَ الأبيات التي ذكرت أخي أبا خالد -مشكوراً - هي في قصيدة أكثر من رائعة .. حيث لا تدري أوُّلها أبدع أم آخرها .. يرقص فيها الشاعر على نغم الوجد .. فيعرج بالقلب إلى سماء ٍ من الكلم الطيب والمعاني ذات الأجنحة المحلقة ..

وكنتُ أودُّ سرد القصيدة كلها لروعتها لولا خشية الإطالة .. ومنها هذه الأبيات :


تضيقُ بنا الدنيا إذا غـبـتــمُ عـــنـّــــَا *** وتـــذهبُ بالأشــواق ِ أرواحنــا منــَّا

فبُعدُكــمُ مــوتٌ .. وقربــــكمُ حيَـــــاً *** فإن غبتمُ عنــَّا ولو نفـَسَـاً متنـــــــا

فلولا معانيكمْ تراها قلــــوبُــنــــــــــا *** إذا نـحنُ أيقاظ ٌ وفي النوم إن غبنـــا

لــَمِـــتــْنــَا أسى من بعدكم وصبابة ً *** ولكنَّ فــي الــمعنى معانيكمُ معنـا.

يـــحرِّ كـــنا ذكر الأحاديــــث عنكـــمُ ***ولولا هواكُــمْ في الحشا ما تحرَّكنـــا

---

فقُل للذي ينهى عن الوجد أهلـَــــهُ *** إذا لم تذُق معنى شرابِ الهوى دعنا.

إذا اهتزَّت الأرواح شوقـــــاً إلى اللقا *** ترفـَّصت الأشباح يا جاهــــلَ المعنى.

أمــا تنظـــرُ الطير المقفَّصَ يا فـتـــى *** إذا ذكر الأوطان حنَّ إلى المغـنــــــى

ويرقصُ في الأقفاصِ شوقاً إلى اللــقا *** فتهتزُّ أربابُ العقـــولِ إذا غــنـــَّــــى

كــذلـــكَ أرواحُ المحبّينَ يــــــا فتـــــى *** تهزِّزها الأشواقُ للعالـــمِ الأسنـى.

****

والعفيف التلمساني المذكور أيضاً شاعرٌ متصوف اتــُّهمَ بالتشيع .. وأبياته التي ذكرتَ في وصف الخمرة أيضاً مجازية .. وسيأتي بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل لاحقاً بإذن الله.. وابنه محمد بن العفيف الملقب بالشاب الظريف أشعر منه ..

-----------------

وأحيي أيضاً أخي أبا عبادة .. وقد قدّمتُ في الإشارة إلى فنون الجنون .. وكأني أراك تشير إلى عبارة البشر حين قال: " وفيها من الحكمة أن عشقه لم يقدهُ الى الجنون أو الموت"

وهي عبارة بَطــُــلَ مفعولها حينَ عُرفَ أن أبا مدين لم يكن هاهنا يتغزل .. وإنما كان هائماً في إحدى حالات الصوفية ...

تحياتي للجميع ..
30-11-2008    21:47
مشاهدة اللمحة الشخصية
مسعود حمود

عضو مميز
عضو مميز




السلام عليكم ..

شكراً أبو محمد إقبال على تفسيراتك التي لم تزدني إلا اندهاشاً وتساؤلاً ..:

* تقول سيدي: "العشق موجودٌ دائماً في هذا الزمان وفي كلِّ زمان .. لكنه فقد معناهُ العذري في زماننا هذا ... "

ما الدليل على هذا ؟ كيف تجزمون بانقراض الحب ( العذري ) ، ثم ما الدليل على أن حب (العذريين) عذري ، وما هو تعريف الحب العذري في المقام الأول ؟

* كما أنني لم أدرك قصدك بالعبارة التالية:

و"لكن ما رأيك أخي الغالي أبا خالد لو تحدَّثنا قليلاً عن عقلانية هذا العصر ..."

* وما زلت لم أفهم العبرة من اقتران العشق وأنواعه وضروبه والحديث الضعيف أو ربما غير الموجود بخصوص شهادة العاشق بالحكمة ؟؟

تقول سيدي: "قصدت من ذلك الشعر حيث أن "من الشعر لحكمة" .. ولم أقصد العشق الحكيم لتناقض حاصل ٍ في المصطلح هذا .."

فلماذا لا يكون عنوان الموضوع إذاً: في مدائن الشعر والحكمة ؟ بما أنه يوجد تناقض في مصطلح العشق الحكيم !

* أما عن كون إمام كبير ومصنف في طبقات الأولياء يقول:

أَدِرْهَا لَنَا صِرْفًا وَ دَعْ مَزْجَهَا عَنَّـا فَنَحْنُ أُنَاسٌ لاَ نَعْرِفُ الْمَزْجَ مُذْ كُنَّا

وَ غَنِّ لَنَا فَالْوَقْتُ قَدْ طَابَ بِاسْمِهَا لأِنَـا إِلَيْهَا قـَدْ رُحـْنَا بِهَا عَـنَّا

فتلك عجيبة !! والأعجب أن لا يظن المرء بها تغزلاً بالخمر ، فالكلام واضح وضوح الشمس ، والأوضح منه بيت ابن الفارض:

شربنا على ذكر الحبيب مدامة *** سكرنا بها من قبل أن تعصرَ الكرمُ

فأين المجازية بالموضوع ؟؟

* أما آخر ما ورد في مقالتكم الأخيرة ، عن كون صاحبنا أبي مدين لم يكن متغزلاً ولا سكراناً بل كان هائماً في إحدى حالات الصوفية ، فتلك علامة استفهام كبرى ، فما عرفت التصوف إلا زهداً وورعاً وترفعاً عن حوائج الدنيا ومغرياتها ، ولم أعرف له علاقة بالكؤوس والدنان ولا بالمظاهر العجيبة التي نشاهدها ونسمع بها عند بعض المدعين للتصوف !!















----------------------------------
مدونتي
1-12-2008    00:08
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


رائع .. أستاذ مسعود ..

هذا ما كنت أنتظره حقاً .. أسئلة تتهافت رشاً ودراكاً .. تدلل على تفاعل متألق من جانبكم ..

على أمل أن أن أستطيع قريباً أن أشفي لهيب تساؤلاتك تلك ..

وقبله هذه هدية من شعر أبي مدين آملاً أن تنال إعجابك:

تذلَّلت في البلدانِ حيـن سبيتَنِي

وبـتُّ بأوجـاعِ الهـوى أتقلَّـبُ ..

--

فلو كان لِي قلبان عشـتُ بواحـدٍ

وأترُكُ قلبـاً فِـي هـواكَ يعـذَّبُ

--

ولكنَّ لِـي قَلبـا تَملَّكـهُ الهَـوَى

فلا العَيشُ يهنى لِي ولا المَوت أقرَبُ

--

كعصفورةٍ فِي كفِّ طفـلٍ يَضمهـا

تَذوقُ سِياط المَوت والطِّفلُ يَلعَـبُ

--

فَلا الطِّفلُ ذُو عَقلٍ يَحنُّ لِمَـا بِهـا

وَلا الطَّيرُ ذُو رِيشٍ يَطِيـرُ فَيَذهَـبُ

--

تسمَّيـتُ بالمَجنـون من أَلـم الهَـوَى

وَصَارت بي الأمثال فِي الحَيِّ تُضرَبُ

--

فَيا مَعشرَ العُشَّـاقِ مُوتُـوا صَبابـةً

كَما ماتَ بالهجرانِ قَيـسٌ معـذَّبُ

..

لمعرفة المزيد عن الشاعر أبي مدين التلمساني ..

إليكم هذا الرابط.


شكراً مجدداً .. وإلى اللقاء في حلقة قادمة قريباً


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 1-12-2008 الساعة 00:44 من قبل: أبو محمد إقبال
1-12-2008    00:22
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم

أبو محمد اقبال لا فضّ فوك وقد انتظرت كلامك طويلا

بدايةً قد يصحّ كلامك بأنه ليس كل من كتب العشق شعراً هو عاشق ولا خلاف..

ولكنني حينما أكتب أبيات غزلية وان كانت تقصد ما ذكرتَ انت..

إلا انني أسعى من خلالها الى محاكاة أرواح العاشقين الذين دفنوا في أقفاص الصمت المميت وغمرتهم علامات التشاؤم والرضوخ الى الزمان الذي وضعهم نقطةً على هامش الحياة فتركهم هباءً تذروه الرياح ..

ومن ثم ماتت فيهم كل تلك المعاني بعدما طول انتظار

فهل سألت نفسك لماذا ؟

لان الحب رغم عذريته المشهودة صار عاراً في أيامنا هذه ..

طبعا هذا مما فرضه الواقع ولا أعارض ..

فكل الذي أردته أن يعلم العاشقون أن هناك من يحترم عشقهم ويتذكرهم ..

أخي مسعود ألم تسمع من قبل بخمرة ابن الفارض؟!!!!!

اما بالنسبة للحب الدبلوماسي لم أعلم ما تقصده من ذلك أبو عبادة فأرجو توضيحا منك.

على كل أ نا لا اعتذر عن الجنون في الحب لأنني أعشق الجنون في الحب بل والموت فيه أيضا..

فقلت دعوا قلبي وما اختار وما ارتضى.......فبالقلب لا بالعين يبصر الحب

-------





----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 1-12-2008 الساعة 13:07 من قبل: البشر
1-12-2008    00:48
مشاهدة اللمحة الشخصية
الباشق

عضو مميز
عضو مميز
ما يطلبه الجمهور !!


العزيز أبو محمد إقبال:
لا أستطيع الخوض في فلسفة العشق ومصطلحاته..
فهذا علم لا ناقة لي فيه ولا جمل !!

ولكن حبذا لو تسمعنا بعض الأصوات القارية الندية.. كما عودتنا دائماً
شكراً لك..
1-12-2008    12:23
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


السلام عليكم .

وتحياتي للجميع .

أشكر بداية أخي مسعود على تلك الأسئلة الموضوعية التي يحتاج كلٌّ منها إلى حلقة بحث مطولة .. ويسرِّني الإجابة عنها بما يقدرني الله عليه بادئاً بأسئلتك..

--

* تقول سيدي: "العشق موجودٌ دائماً في هذا الزمان وفي كلِّ زمان .. لكنه فقد معناهُ العذري في زماننا هذا ... "

ما الدليل على هذا ؟ كيف تجزمون بانقراض الحب ( العذري ) ، ثم ما الدليل على أن حب (العذريين) عذري ، وما هو تعريف الحب العذري في المقام الأول ؟

..


يُنسب الحب العذري إلى قبيلة عذرة العربية .. وهي قبيلة اشتهرت بفصاحة في لسان رجالها إضافة إلى وفرة في عشاقها .. الذين كان لعشقهم طبيعة فريدة .. فهم يستلذون الخوض في عذابات العشق .. ويبيعون الحياة بلحظة الوصال .. وذلك في حالة من الحب الطاهر ،الذي لا يعترف بحق الجسد وشهواته وتمتعه بلذات الحب,

وسرعان ما تظهر على أحدهم عوارض العشق فيصفرّ ويهزل وينحل و يعتلُّ ثمَّ يسقم أو يُجنَّ ..

والخبر الأعجب عن بعض عشاقهم الذين قضوا نحبهم إثر حالة العشق المتأزمة التي تلبستهم ..

نحو ذلك ما رواه الأصمعي قال: حدث أبو عمرو بن العلاء قال : حدثني رجل من تميم قال:

"خرجت في طلب ضالة لي ، فبينما أنا أدور في أرض بني عذره أنشدها .. إذا ببيت منعزل عن البيوت وفي كسره شاب مغمى عليه ، وعند رأسه عجوز بها بقيّة جمال ساهية ، تنظر إليه ، فسلمت عليها فردت السلام فسألتها عن ضالتي فلم تعلم بها .

فقلت :من هذا الفتى ؟ ..

قالت: ابني فهل لك في أجر لا مؤونة فيه ؟ ..

فقلت :والله أني أحب الأجر ..

فقالت: أن ابني يهوى ابنة عم له .. عَلِقها وهما صغيران .. فلما كبرت خطبها غيره ، فأخذه شبيه الجنون ، فخطبها إلى أبيها فمنعه وزوجها غيره ، فنحل جسمه واصفر لونه وذهب عقله ، فلما كان منذ خمس زفت إلى زوجها ، فهو كما ترى مغمى عليه لا يأكل ولا يشرب ، فلو نزلت إليه فوعظته؟

قال : فنزلت إليه فلم أدع موعظة إلا وعظته بها حتى قلت له : إنهن الغواني صاحبات يوسف ، الناقصات العهد وقد قال فيهن كثيِّر :

هل وصلُ عزة إلا وصل غانيةٍ
في وصل غانية من وصلها خلف ُ

قال : فرفع رأسه محمره عيناه كالمغضب وهو يقول : لست ككثيِّر ، إن كثيِّراً رجل مائق ، وأنا وامق ، ولكني كأخي تميم حيث يقول:

ألا لا يضرُ الحب من كان صابرا

ولكن ما اجتاب الفؤاد يضيرُ

ألا قاتل الله الهوى كيف قادني

كما قيدَ مغلول ُ اليدين أسيرُ

فقلت له: إنه جاء عن نبينا (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : من أصيب منكم بمصيبة فليذكر مصابة بي ، فأنشأ يقول:

ألا ما للمليحة لم تعدني
أبخل ٌ بالمليحة ِ أم صدودُ ؟

مرضت ُ فعادني أهلي جميعا ً
فمالك لمْ تُرى فيمن يعودُ ؟

فقدتُكَ بينهم ، فبكيتُ شوقا ً
وفقدُ الألـــْفِ يا أملي شديدُ

وما استبطأتُ غيرك فاعلميه
وحولي ، من ذوي رحمي ، عديدُ

ولو كنت المريضَ لكنتُ أسعى
إليكٍ وما يهددني الوعيدُ

ثم شهق شهقة وخفت خفتة .. فداخلني أمرٌ ما داخلني مثله قط والعجوز تبكي ، فلما رأت ما حل بي قالت : "يا فتى لا ترع ، مات - والله - ولدي بأجله واستراح من تباريحه وغصصه ، فهل لك في استكمال الصنيعة ؟ ".

قلت : قولي ما أحببتِ ، قالت : تأتي البيوت فتنعاه إليهم ليعاونوني على رمسه [دفنه] ، فأني وحيدة ،

فركبت فرسي وأتيت البيوت رافعا صوتي بنعيه ، فلم ألبث أن خرجت لي جارية من أجمل ما رأيت من النساء ، ناشرةً شعرها ، حديثة عهد بعرس ، تقول بفيك الحجر المصمت ، من تنعى ؟ قلت : أنعي فلانا ، قالت : أوقد مات ؟ قلت : أي قد مات ، قالت: فهل سمعت له قولا ؟ قلت أللهم شعرا ، فقالت : ما هو ؟ فأنشدتها أبياته ، فاستعبرت وأنشأت تقول:

عدا بي أن أزوركَ يا مرادي

معاشرُ كلهم واش ٍ حسودُ

أشاعوا ما علمت من الدواهي

وعابونا وما فيهم رشيدُ

فأما إذا ثويت اليوم لحدا َ

وكل الناس دورهم لحودُ

فلا طابت لي الدنيا فراقا

ولا هُمْ لا ولا أثري العديدُ

ثم شهقت شهقة مغشيا عليها وخرجت النساء من البيوت فاضطربت ساعة وماتت ، فو الله ما برحت حتى دفنتهما جميعا"


يتبع..



تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 6-12-2008 الساعة 12:10 من قبل: أبو محمد إقبال
5-12-2008    15:35
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


-------------------------

وقد أكثرت كتب الأدب في سرد أحاديث عشاق عذرة وطرائفهم .. منها هذا الخبر الذي نقله السراج القاري في كتابه مصارع العشاق ..

--

قال:أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي فيما أذن لنا في روايته قال: أخبرنا أبوعمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز قال: أخبرنا محمد بن خلف بن المرزبان إجازة قال:حدثنا أحمد بن منصور بن سوار قال: حدثنا نوح بن يزيد المعلم قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثني محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن زبير قال:سمعت رجلاً من بني عذرة عند عروة بن الزبير يحدثه، فقال عروة: يا هذا بحق أقول لكم إنكم أرق الناس قلوباً. فقال: نعم، والله، لقد تركت بالحي ثلاثين قد خامرهم السل، وما بهم داء إلا الحب."

--

.. وقد تعمَّدتُ نقل السند هنا لأبين أن مثل تلك الأخبار لم تأتِ اعتباطية أو دون أصل ..

ومن ذلك أيضاً قول ابن أبي حجلة في كتابه "ديوان الصبابة":

"بنو عذرة قبيلة مشهورة بالعشق في قبائل العرب وإليهم ينسب الهوى العذري لأنهم أشد سائر خلق الله عشقاً ..قال سعيد بن عقبة لأعرابي ممن أنت قال من قوم إذا عشقوا ماتوا, قال :عذري ورب الكعبة .. ثم قال ولم
ذلك ..قال: لأن في نسائنا صباحة وفي فتياتنا عفة ..ا.هـ"


ويخطئ من يعتقد أن مصطلح "الحب العذري" جاء من العذرية أو البكارى .. بينما هو مثلٌ جرى بين العرب في حق قبيلة عذرة ونسبة إليها وإلى عشاقها ..وهذا لا ينفي طبعاً أن يكون في الأحياء العربية الأخرى عشاق لديهم تلك النزعة العذرية حيث أنها لم تكن وقفاً على قبيلة عذرة وحدها..لكنها نُسِبتْ إليها في البداية .. وصارت تلحق بكل عاشق ينحو نحو عشاق عذرة ..


--


أما بشأن مقالتي التي أثارت جدلاً وهي :"العشق موجودٌ دائماً في هذا الزمان وفي كلِّ زمان .. لكنه فقد معناهُ العذري في زماننا هذا ..." ..

المعنى العذري للعشق في هذا الوقت أصبح حكراً على الدراما التلفزيونية الي تفننت وأبدعت في تسويقه مبتذلاً ومستورداً على الطريقة الغربية التي صدَّرت لنا مصطلح "الرومانسية" متمركزاً لديهم بين طيَّات الروايات والمسرحيات والأساطير الخيالية.. وكأننا أمة قد خرجت من صخور الجبال فنحن قساة جفاة لا نعرف شيئاً اسمه عاطفة أو شجن .أو كأن أحاديث عذرة وما شابهها ليست من صميم تراثنا الموثـَّق ..

والسؤال الذي أودُّ طرحه :

كم عدد الذين قضوا نحبهم عشقاً في هذا الوقت الراهن ؟ أو كم عدد الذين فقدوا عقلهم ثمَّ هاموا على وجوههم من لوعة العشق ؟
أو كم عدد الذين أصابهم حمى .. أو حتى أنفلونزا بسيطة من عوارض العشق؟

وأين أخبارهم في حال وجودهم ...؟!

وأرجو أن لا يُفهم من كلامي أنه دعوة إلى العشق المسقم المميت ..ففي تلك الدعوة تسخيفٌ وتسطيحٌ لهذا الموضوع .. وإنما مازلت أوصِّف حريصاً على الموضوعية ومتجرِِّداً عن موقفي الشخصي ..

على كلٍّ إن كنت لمستَ عذرية ما - أخي مسعود- هنا أو هناك فأخبرني بها .. فإنه حريٌّ بنا جميعاً أن ندوِّن كلَّ نادرة لنحفظها ذخراً وتراثاً للأجيال القادمة ...


.. وللتنويه هناك نوع من الحب البسيط المهادن .. أو الود الذي لا يعدو أن يكون ألفة وصداقة قوامها خفة الظل والقرب من النفس .. وهذا ليس حباً عذرياً بالمعنى الأصلي.


--------------------------------------------

أنتقل إلى سؤالك الثاني الذي هو

"* كما أنني لم أدرك قصدك بالعبارة التالية:

و"لكن ما رأيك أخي الغالي أبا خالد لو تحدَّثنا قليلاً عن عقلانية هذا العصر ..."

عندما بدأتُ بالحديث عن الجنون وألوانه .. تذكرت أن هناك جنوناً متضخماً نلمسه كلَّ يوم وفي أدق تفاصيل حياتنا ألا وهو جنون العصر ..

ورحت أقارن ضمنياً بين لطف جنون العشق ..وثقل وقبح وسماجة جنون العصر ..غير قاصد الثورة التقانية فإنها عقل الحاضر المادي المبدع .. وإنما أقصد تلك الطفرات الحادة والمشوِّهة التي تعرَّضت لها النفوس البشرية نتيجة الأنظمة الوضعية المتهافتة بالتتالي التي حكمت العالم الحديث ,ونتيجة الزخم الإعلامي الهائل والرهيب في تناقضه .. والمشتت للحقائق حتى أصبح مستعصياً استخراجها من بين جبال المخلـَّفات الإعلامية .. والحديث عن جنون العصر حديث طويل لا يسعه المقام هنا..

..

وها أنا أعتذر على الغموض الذي رافق عبارتي تلك ..


يتبع ..


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 6-12-2008 الساعة 12:07 من قبل: أبو محمد إقبال
5-12-2008    16:10
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


----------------------------------------------

أما سؤالك الثالث:


"* وما زلت لم أفهم العبرة من اقتران العشق وأنواعه وضروبه والحديث الضعيف أو ربما غير الموجود بخصوص شهادة العاشق بالحكمة ؟؟

تقول سيدي: "قصدت من ذلك الشعر حيث أن "من الشعر لحكمة" .. ولم أقصد العشق الحكيم لتناقض حاصل ٍ في المصطلح هذا .."

فلماذا لا يكون عنوان الموضوع إذاً: في مدائن الشعر والحكمة ؟ بما أنه يوجد تناقض في مصطلح العشق الحكيم !"

..


بداية أنقل للجميع سند الحديث بالتفصيل ففيه إغناءٌ لهذا الموضوع ..

--

وقد وجدته عند السيوطي في زيادة الجامع الصغير:

"حديث "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ فَهُوَ شَهِيدٌ" له طرق من حديث ابن عباس.
قلت: أخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور، والخطيب في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق وأخرجه الخطيب أيضاً من حديث عائشة بلفظ: "مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ ثُمَّ مَاتَ، مَاتَ شَهِيداً" وأورد الديلمي بلا إسناد عن أبي سعيد: "الْعِشْقُ مِنْ غَيْرِ رِيبَةٍ كفَّارَةٌ لِلذُّنُوبِ" انتهى.‏

ووجدته في كشف الخفاء للإمام العجلوني رحمه الله:

"من عشق فعف فكتم فمات مات شهيدا".

رواه الخطيب في ترجمة محمد بن داود الأصبهاني عن ابن عباس مرفوعا بلفظ فهو شهيد، ورواه جعفر السراج في مصارع العشاق عن سويد بلفظ من عشق فظفر فعف فمات مات شهيدا ورواه ابن المرزبان عن أبي بكر الأزرق عن سويد موقوفا وقال إن شيخه كان حدثه به مرفوعا فعاتبه فيه فأسقط الرفع ثم صار بعد يرويه موقوفا، وهو مما أنكره يحيى بن معن وغيره على سويد.

حتى إن الحاكم قال في تاريخه يقال أن يحيى لما ذكر هذا الحديث قال لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا.

قال في المقاصد لكنه لم ينفرد به، وقد رواه الزبير بن بكار عن مجاهد مرفوعا بسند صحيح،وذكره ابن حزم - الظاهري - في معرض الاحتجاج فقال:
ْْْ
فإن أهلكْ هوى أهلك شهيدا * وإن تمنن بقيت قرير عين

روى هذا لنا قوم ثقات * نأوا بالصدق عن كذب ومين

وذكر نحوه منظوما الباجي، وأبو القاسم القشيري وغيرهما، ومنه قول ابن الربيع:

تعفف إذا ما تخل بالخل عالما * بكون إلهي ناظرا وشهيدا

ففي خبر المختار من عف كاتما * هواه إذا ما مات مات شهيدا

وقال في الدرر حديث من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد له طرق عن ابن عباس،

وأخرجه الحاكم في تاريخ نيسابور، والخطيب في تاريخ بغداد، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وللديلمي بلا سند عن أبي سعيد رفعه "العشق من غير ريبة كفارة للذنوب"، وقد عقد شيخنا الشيخ عبد الغني رحمه الله تعالى حديث الديلمي فقال:

يا من يحب حبيبه * أترك جميع العيوب

وأقدم بنفس ٍ منيبة * واشرب بألطف كوب

ولا تخف شر ريبه * من جاهل محجوب

وروى الثقات غريبه * للديلمي المرغوب

في ذي المعاني نسيبه * فردوسه المطلوب

قد قال من بث طيبه * طه شفاء القلوب

العشق من غير ريبه * كفارة للذنوب

وأخرجه الخرائطي والديلمي وغيرهما، ولفظ بعضهم "من عشق فعف فكتم فصبر فمات فهو شهيد"....ا.هـ كشف الخفاء.

--


وتجرِّداً عن كون سند الحديث ضعيفاً أو غير ذلك .. عندما استندت إليه قرنت كلامي ب"إذا" الشرطية فقلت :"وإذا تحدثت عن شهادة المقتول عشقاً هنا ,فهي من باب شهادة المبطون والمطعون والغريق ..الخ"أي في حال أنَّ هذا الحديث صحَّ عن رسول الله .. فكلامي مقترن بشرطٍ .. وليس جازماً .


.. أما بشأن عنوان الموضوع فإن كلامنا هنا عن العشق يوجب عليَّ أن أضعه في العنوان .. والواو العاطفة بين "العشق والحكمة" تفيد المغايرة أي هناك اختلاف بين معنى الكلمتين ..

فإذا قلت كما اقترحتَ :"مدائن الشعر والحكمة"والشعر جزءٌ من الحكمة ,بطلت المغايرة التي تفيدها واو العطف,

وكان الأحرى أن أقول بناءً على رؤيتك :"في مدائن العشق والشعر" ..

لكنني كنيتُ عن الشعر بالحكمة لأنها كلٌّ والكلُّ يحتمل الجزء..وعلى جميع الأحوال مازلتُ مؤمناً أنه لا مشاحة في التسميات ..

----------------------

يتبع .. الحديث عن الخمرة في الشعر الصوفي .

وإن وجدتم في كلامي اختلافاً أو شططاً فأرجو الإشارة إليه ..

ولكم جزيل الشكر و المحبة دائماً.


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 6-12-2008 الساعة 11:52 من قبل: أبو محمد إقبال
5-12-2008    16:13
مشاهدة اللمحة الشخصية
أبو محمد إقبال

عضو مميز
عضو مميز


تحياتي للباشق الغالي ..

وطلبك على الرأس والعين ..

لكن أنت على دراية ببطء سرعة تحميل الملفات على الأنترنت في سوريا عموماً ..

والتي لا تتجاوز .. (1-2) كيلو بايت في الثانية.. هذا إذا كنت متفائلاً طبعاً ..

وبالتالي فإن تحميل ملف صوتي بسيط حجمه خمسة ميغا بايت .. يحتاج إلى صبر أيوب على مرضه.

.. غير أنني لن أعدم الوسيلة بإذن الله متمثلاً قول الشاعر:" لو صحَّ منكَ الهوى أُرشِدتَ للسبُلُ ِ" .. وحتى ذلك الحين تقبلوا اعتذاري .

المحب لكم جميعاً .. إقبال .


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 5-12-2008 الساعة 16:37 من قبل: أبو محمد إقبال
5-12-2008    16:35
مشاهدة اللمحة الشخصية
البشر

السلام عليكم..

صديقي اقبال وأحب مناداتك بالبشير..

بعد هذا الكلام الذي ذكرت

هات أخي الكريم اجاباتٍ على تساؤلاتٍ شتّى في هذا الميدان الكبير ..

هل يصح الحب العذري ان كان من طرفٍ واحد (رجلاً -امرأة)؟

هل يسمى الكتمان ان خرج الى شخص ثالث؟وماهي الغاية من الكتمان؟

وهات اجابة على سؤال أبو عبادة عن كون الجنون في الحب نوعٌ أخر غير الجنون المعروف لأنه يسعى الى مسألة أعمق من سؤاله هذا ولم يشأ توضيحها!

وطبعاً قبل أن تبدأ بالخمرة الصوفية ..

ولا تنسى المرور اللطيف على الامور التالية العتاب _العذل- الغيرة .

ولك الشكر الجزيل




----------------------------------
أعانق الدموع من حرقة الغياب


تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 6-12-2008 الساعة 11:39 من قبل: البشر
6-12-2008    01:52
مشاهدة اللمحة الشخصية
نعمان

تحياتي للأخ أبو محمد وكلامك جميل جدا وعلى العين والراس

بس الحديث الذي وضعته هنا موضوع ولا يصح و نص عليه الإمام ابن القيم رحمه الله

أعرف أنك تجاوزت هذه العتبة ولكن لم تكن واضحة بالشكل التام فقط للتدليل وعدم التشكيك

يرجى المتابعة
6-12-2008    05:35
مشاهدة اللمحة الشخصية
جميع الأوقات بتوقيت قارة | الوقت الآن:   الثلاثاء   19/8/2025   19:15 لكتابة موضوع جديد   
عدد الصفحات=3:    1 2 3

منتدى الحوار  >>  منتدى الحوار العام





حقوق النسخ محفوظة لموقع قارة دوت كوم
أفضل مشاهدة للموقع باستخدام متصفح إنترنت إكسبلورر 5.5 وما بعده ودقة شاشة 800 * 600 بيكسل