حنظلة القاري
عضو مميز
|
ثقافة الظل :
----------------------------------------
أوصاني معلمي " حنظلة " فقال:

((كن عميلاً لنفسك .;. فلست إلا مداناً لم تثبت براءته بعد ..
عبر عن إيمانك بصمتك .. ولا تتخذ الدين متكأ ً لتناقضاتك ..
حارب عدوَّك بابتسامة ..
و لا " تتظاهر "!! فإن الذي قصم ظهرك "التظاهر" ..
سجنك يضيق إذا ملأته بصراخك .. وإن كان بعض الصراخ فرض كفايةٍ .. إلا إذا خيِّرت بين الصراخ بتهديد العصا وبين الصراخ تحتها فكلتا الحالتين محرمتان أصلاً مباحتان ضرورة ولك الخيار ..
واعلم أن وطنك "أنت" فلا تحاصر نفسك ب"أنا" ..
لديك لوحة مفاتيح وتزعم أنك لست ملاكاً ؟!!!
أترغب في السعادة .. ولا تسعد أن الرغبة لم تسرق منك ؟!
..
هاك قبعة تستر بها سقوط شعرك وتعلن بها أنفة فقرك ..
وإذا شبت جاءتك البشارة , فلا تصبغها بسواد سريرتك ..
إن تعلمك القراءة والكتابة لا يعني زوالَ أمِّيتك وإنما بدء زوالها ..
وكلما اتسعت صفحة مرآة قلبك اتضحت الرؤية لديك أكثر .. فلا تأتِني يوماً ومرآتكَ مكسورة.
سترك لذنوبك واجبٌ لا حق .. وسترك لطاعاتك أحرى وأوجب ..
لا تجزع إذا زيـَّـنــَت قميصَك رقعة أو رقعتان .. فإن رقع السنين لن تبقي لك جسداً يرتديه قميص ..
إن من منطق الباطل أنه زاهق .. وما عليك إذا زهقت روحك قبله .. فلستَ الحقَّ لكي تــُزهقه ..
امش حذو الحائط ليس جبناً بل لأن وسط الشارع لا يتسع إلا لأرعن أو مجنون .. كما أنَّ الظل يختفي في الظل .. بينما يتعرى وتبان سوءته إذا سقطت عليه الشمس ..
حاكِم الفكرة الغريبة و لا تتعايش معها .. فإن التعايش يعني ادعاء العيش .
إذا سجدت للخالق فأخفضُ ما فيك سدرة .. وإذا انحنيت لغيره فأرفعُ ما فيك مؤخرة ..
..
كيف تطمعُ أن تأتيك البشارة .. ولم تبيض عيناك من الحزن بعد؟!!!
..
عش كأحدهم .. " كان ثمَّ لم يكن " .. ..))
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 9-2-2009 الساعة 15:17 من قبل: حنظلة القاري
|
9-2-2009
01:06
|
|
محمد ربيع الشيخ
مشرف
|
صدقتَ.... والله
إذا سجدت للخالق فأخفضُ ما فيك سدرة.. وإذا انحنيت لغيره فأرفعُ ما فيك مؤخرة ..
|
9-2-2009
07:32
|
|
الجلمود
عضو مميز
|
السلام عليكم
هل كان الفضل يوم ذكرتنا بكل ذلك لك انت ام لمعلمك الذي علمك ما تقول
ابلغ سلامي الى استاذك حنظلة
واسأله عما يقصده بالحزن حتى تبيض منه العيون
حزنٌ على الدنيا ام على الروح ام على الجسد ام على سابقين نحن لهم لاحقون
وهل يقصد بمرآة القلوب نفس المرآة التي تعطينا الاجسام بشكل مقلوب
سأعيش جسدا كمن كان ثم لم يكن
وسأبقى روحا كمن كان وبقي
----------------------------------
http://albesher.nserat.com/vb/forum.php
|
9-2-2009
15:36
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
تحياتي للصديق الجلمود.
أراك تقرأ الأفكار معتمداً منهج الحدس والتوسم .. معولاً على معرفتك لشخص قائلها ..
وأنا أدعوك الآن إلى قراءتها مجدداً , دون الاستغناء عن معانيها الأولية البسيطة التي لا تقحمك في متاهات الروح وعالم الغيب .. ولا تحتاج أيضاً إلى التفرس في شخصية القائل .
وبالمجمل فالأفكار المطروحة لدنة .. تستطيع أن تسبك منها كأساً أو ملعقة أو إبريقاً .. ويمكنك بالمقابل نحتها على شكل كتلة مضلعة مبهمة الغاية عصية التأويل .
الشكر الجزيل لتواصلك .. واعذرني إذا لم أستطع الإجابة على تساؤلاتك فهي مبنية على أشياء لم أقلها .
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 10-2-2009 الساعة 12:51 من قبل: حنظلة القاري
|
10-2-2009
08:57
|
|
الجلمود
عضو مميز
|
اخي حنظلة معك كل الحق في كلامك اعتذر منك ومن الجميع عن هذا الغموض
وسأعيد طرح اسألتي بشكل اوضح وبسيط
كما اعرف فان الحزن له عدة اسباب فماهي اسباب الحزن الذي عنيته انت حتى تبيض منه عيوننا؟
وبالطبع انت كنت تعني بقولك عش كأحدهم كان ثم لم يكن عن الجسد الذي يفنى
اي تذكرنا بلحظة الموت وهذا امر اشكرك عليه
ولكن لم تذكرنا ضمن هذا الاطار بالباقيات الصالحات بعد الموت
وارجو ان تكون الصورة قد وضحت لكم جميعا
فاعذروني
----------------------------------
http://albesher.nserat.com/vb/forum.php
|
10-2-2009
15:36
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
شكراً لك على جلادة الموقف الذي أبديته أخي الجلمود ..
كما أسلفت .. وبمعنى آخر .. إن الكلام الذي نثرتــُه سابقاً صالحٌ للتذوق أكثر منه للتفهم - وإن كنتُ لا أنصح به لمن لديه حساسية من الطعم المر - ..
أما عن المعاني التي استفسرت عنها .. فأقاربها بقولي :
1- لا أطالب أحداً بأن يعمى حزناً .. لكن كنت أحذر نفسي من ((إيمان الأمل)) ..
فإن الإيمان يكون ((إيمان عمل ٍ)) إذا اقترن بالعمل .. ثمَّ يصبح ((ذكرى إيمان)) إذا هو فـَـقــَد العمل .. ثمَّ ينتهي إلى ((أمل ٍ بوجود الإيمان)) إذا أخذَت الذكرى تضمحل .. وهذا ما يستوجب مني الحزن الجزيل .
2- ((عش كأحدهم : "كان ثم لم يكن ")) ليس إلا توغلاً في ثقافة الظل .. والعيش بعيداً عن الأضواء .. أما عن فلسفة الجسد والروح التي ذكرتها أنت .. فلا أكاد أفك الخط فيها ..
3- بما أنك ذكرت "الباقيات الصالحات" فقد اجتزتــَني بأشواط و عرفتَ ما لم أعرف .. لذلك فالزم ما عرفتَ .. واضربْ بي وبكلامي عرض الحائط ..
4- حاول أن تنسى أنك تعرف شخصي ..
5- أعتذر إذا سببت لك صداعاً ما ..
6- أشكرك سلفاً على عدم شكرك لي .
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 11-2-2009 الساعة 00:20 من قبل: حنظلة القاري
|
11-2-2009
00:16
|
|
الجلمود
عضو مميز
|
كنت بعيدا عن شخصك كثيرا

----------------------------------
http://albesher.nserat.com/vb/forum.php
|
11-2-2009
01:57
|
|
حمود
عضو مميز
|
إليك يا حنظلة - يا أمير المعترين - هذه الوصلة
http://s-beckett.blogspot.com/2007/04/blog-post_4858.html
هي للمسرحية التي حدثتك عنها.
وهي تتحدث عن اثنين من المعترين - وللقبعة فيها دور مهم
أرجو أن تعجبك
|
18-2-2009
13:26
|
|
حمود
عضو مميز
|
لأن الترجمة لا تعطي النص حقه، هاك المسرحية بالانكليزية (اللغة بسيطة)
http://ifile.it/i0wr6fx/samuel_beckett_-_waiting_for_godot.pdf
|
18-2-2009
13:33
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
شكراً جزيلاً د.حمود ..
المسرحية أكثر من رائعة .. وهي مشغولة بحرفية وإتقان عاليين .. ومبدعها لديه استراتيجية فكرية متكاملة ..
تعتمد على عنصر المفاجأة .. والصدمة .. والسخرية , حتى يظن من يقرؤها .. أنه البطل الرئيسي فيها بدون منازع .. فهو الذي ستسدل الستائر في النهاية على مأساته التي يستقرؤها استقراءً من توالي الأحداث وتصاعدها .. منذ بداية المشهد الأول .
..ألا ما أبدع الأنامل التي خطتها ..!
.;.
برأيي .. هذا المشهد كان الأروع ..
..
لكن الغريب .. أنني لم أجد أثراً للقبعة التي ذكرتها ..
لعلها سقطت في الترجمة ؟!
..
كترلنا من هال"حلوين" أبو أنس ! ..
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 20-2-2009 الساعة 00:44 من قبل: حنظلة القاري
|
20-2-2009
00:21
|
|
حمود
عضو مميز
|
  
طيب بلكي ببعتلك ياها على ايميلك - بس انشالله ما يسكرو الجي ميل كمان
|
20-2-2009
13:01
|
|
ابو المجد
عضو مميز
|
نقل
أخي حمود يمكنك نقلها إلى هنا أو في زاوية قرأت لكم لأنني أنا الآخر عانيت من نفس المشكلة وأكيد هناك آخرين .
وشكراً لك سلفاً .
----------------------------------
كن جميلاً ... ترى الوجود جميلاً
|
20-2-2009
13:24
|
|
حمود
عضو مميز
|
السلام عليكم
أخي أبو المجد
المسرحية طويلة والمشاركات محدودة الطول - لذا فإن إدراجها في المنتدى يأخذ وقتا طويلا
هل لكم أن تدلوني على موقع تحميل مسموح به في سوريا؟
وشكراً
|
20-2-2009
13:36
|
|
حمود
عضو مميز
|
العزيزان أبو المجد وحنظلة
إليكما الملفات المذكورة أعلاه مضغوطة بصيغة RAR ومحملة على موقع 4shared الذي يفترض أن يكون متاحاً في سوريا..
http://www.4shared.com/file/88818535/f8fb3132/Godot.html
أرجو من كل من قرأ المسرحية أن يعطينا انطباعه عنها
أرجوا للجميع الفائدة
حمود
|
21-2-2009
20:59
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
أشكرك للجهد الذي تبذله أخي الغالي حمود ..
لا أخفيك علماً أنني لا أفقه من الإنكليزية إلا بضع عبارات ومصطلحات حفظتها من كثرة تكرارها على مسامعي .. وأن لغتي المدرسية كانت "الفرنسية" ..
لذلك إذا أردتَ أن تقرَّ عيناً .. فأنصحك أن تُعرض عن جاهل مثلي ..
شكراً مرة أخرى .
|
22-2-2009
15:12
|
|
حمود
عضو مميز
|
عزيزي حنظلة
الملف المرفق به النسخة العربية والإنكليزية
وحاشاك مما ذكرت
حمود
|
22-2-2009
15:29
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
شكراً للتوضيح ..
ومرة أخرى .. أعذر جهلي يا صاحبي .
|
22-2-2009
22:56
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
رومانسية .;. بلا حدود!
صحوت البارحة على صوت خربشات ناعمة من جهة شباك العلية راحت تقرع في مسامعي الغافية بعنف ..
اعتقدت في البداية أنه ذات القط الذي أرقني بموائه الأوبرالي طوال الليل .. جاء الآن ليخرب عليَّ أمتع لحظات النوم الصباحية ..
فتحت نصف عيني اليسرى بتململ أريد أن أرى ما الخطب .. ففاجأتني نطاف الثلج التي راحت تصدم زجاج النافذة بعنف ٍ بريء ..
يال روعة الأحلام اللاذوردية .. إنها تهيمن على النفس حتى بعد فتح العيون فتريها ما لا يُرى .. لكن ما توارد إلى بصري لم يكن حلماً .. إنها تثلج حقاً!!
لن أنسى هذا الصباح .. فقد كان من أروع صباحات حياتي لولا شعور الخدر الذي تمالكني حين فكرت أن أترك نعيم الفراش , لأصطدم بالزمهرير الذي تعشَّقَ في حنايا العلية .. والذي تضاعف الإحساس به مع رؤية تساقط الثلج ..
لكني قاومت ذلك الشعور بشوق إلى معرفة غزارة الثلج المتساقط .. ورؤية ما رسمه على أسطحة المنازل من زركشات بيضاء بالغة النصوع ..
بدأت كالعادة بإشعال الحاسوب وتركه يأخذ فترة من الإحماء حتى يسخن قليلاً ثم يقلع بهدوء وأمان ..
لم يخطر ببالي أن هذا الطقس يستوجب مني أن أتوقع انقطاع الكهرباء بداهة .. وذلك ما كان حاصل .. "لا بأس" .. شكرت الله أنه وفــَّر علي حرقة الانتظار حتى يقلع الحاسوب بسلامة..
واتجهت إلى النافذة .. ومسحت بخار الماء المتكثف على الزجاج لأرى نطاف الثلج تتأرجح بين راحتي الأفق ,تراقصها الرياح يمنة ويسرى .. وقد غطى البياض صفحة أسطحة المنازل الرمادية .. وكحَّل أطراف الجدران أيضاً ..
رأيت كلَّ شيءٍ يضحك .. الجبال والأشجار والدخان المتصاعد من مداخن بيوت الجيران,و حتى مناشر الغسيل كانت تضحك سخرية من ورطة الملابس التي علقت عليها ليلة البارحة ..
تملكتني رغبة جامحة بالخروج للاندماج مع ذلك العرس العفوي الذي اشتعل في الطبيعة , وما إن فتحت الباب حتى وقع نظري على هذا الشيء العجيب ..

رائع .. ! ما هذا الفؤاد الأبيض الذي وضعه أحدهم هدية على بابي .. ليزيد من ابتهاجي في هذا الصباح الفريد ؟
هل هذه هدية عيد ميلادي جاءتني ملفوفة بورق ثلجي ؟!
لكن متى كان للمعتر ميلاد حتى يكون له عيد؟!
مهما يكن فهذه الهدية ظريفة جداً إلى حد أنها بدأت تسخر من طيشان مشاعري صباح اليوم ..
إنها تسخر مني بشدة ..!
لكن أين حذائي ؟!!!
.jpg )
نعم .. ها هو الحذاء يقول لي:" جلس مزاجك المنكوس هذا الصباح ..
فإنك ستضطر للنزول حافياً عبر الدرج الغاص بركام الثلج لتشقَّ طريقك إلى صحن الدار ..
وصبحية مباركة!"
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 22-2-2009 الساعة 23:02 من قبل: حنظلة القاري
|
22-2-2009
22:58
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
تحياتــي ..
شكراً لك أخي حنظلة لأنك أخذتني يزيارة سريعة وقسرية إلى قارة .. من خلال هذه الصباحية القاريــة الرائعة ..المفعمة بإبداعات حنظلة .. وحسه العالــي ..
أسعد الله أوقاتك ..حنظول.
- ( كتر من هدول ) ..
مراحب .
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
23-2-2009
08:57
|
|
الجلمود
عضو مميز
|
طبعا مديحك لا يغني ولا يسمن من جوع فقد اصبحت ابداعياتك امرا شبه بديهي حتى وان تسامت في جمايتها
طبعا رايي شخصي
تعتير خيالي ملموس:
يستيقظ صالح كل يومٍ بهمة ونشاط كعادته حتى يبدأيوما أخر من حياته الاعجوبة
طبعا نشاطه الزائد الذي يدفعه بقوة الى النزول على درجات السُلّم
فلا يدري بنفسه الا وقد انزلق على احدى خشباته المكسورة ليلتقط سنّاً من اسنان فمه
ولكن حبه للعمل ينسيه ألمه فيغسل وجهه ويرتدي أبروله الذي تتقمصهُ ارواح من جميع الوان الطبيعة
وقبل الخروج من باب البيت يلتقط انفاسه حتى لا يلتقطها احدٌ غيره من الذين يدين لهم من اهل الحارة
ويتابع سيره بكل همةٍ ونشاط حتى يصل الى موقف الباص ولا بدّ للسائق من مزحة خفيفة مع صالح
فيمر على حفرةٍ مملوءةٍ بمياه المطر التي تمسك بعضها من البرد
او يقف على بعد امتار قليلة حوالي 200 م معلّلا ذلك بأنه يحب لركابه الرياضة فهي حياة
ويصل صالح بعد ذلك الجو الرومنسي الى عمله وكعادته نشيط ومتقنٌ له
وفي اخر النهار يعود الى البيت بأحلامه الساذجة بأخذ حمامٍ من المياه الفاترة يتبعه بالارجيلة على شرفة عليته
فاذا وصل البيت وجد المياه مقطوعة فيستبدل حمامه البارد بحمامٍ من الكلمات الناريّة تلقيها زوجته على مسامعه
واذا اوى الى فراشه ليستعيد بعضاً من نشاطه الذي خسره في العمل
وحينما تلامس عيناه النوم يرن هاتفه فينفضه نفضةً واحدة
يتلمس الهاتف كالضرير تحت وسادته ويمسكه
يتأمل الرقم فيجده غريبا فتأخذه احلامه على انه رقم احدى ملكات الجمال التي تعيش بين النجوم او على شرفات القمر
فيجيب صالح فيأتيه صوتٌ جهوريٌ شديد الخشونة
ولكن احلامه تدلّه على انّ صاحب الصوت ماردٌ جاء يحقق امانيه البسيطة
فيقول المارد اعتذر منك ياسيدي لقد اخطأت الاتصال
ويعود صالح الى ثباته العميق وما ان تبدأ احلامه السعيدة حتى يتلقفه صوت زوجته الذي يعلو صوت المارد بدرجات : الى العمل يا صالح لقد طلع النهار
هذه هي حياته الروتينية
ينتظر أخر الشهر بفارغ الصبر حتى يأخذ مرتبه
وفي اخر الشهر والبسمة تعلو وجهه والنشاط يتزايد في اطراف بدنه
يقبض راتبه كاملا
مع بعض الحسومات عن التأخير او الاستهلاك الزائد او الكسر او ايام مرضه
طبعا هذه الحسومات احيانا قد تزيد عن مرتبه نفسه
فلله درك يا صالح
تابع نشاطك ولا تخف
فكلنا جزء منك
----------------------------------
http://albesher.nserat.com/vb/forum.php
|
23-2-2009
15:42
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
الحل الأمني !

صدفَ أن غزا سربٌ من ((الدبابير الحمراء)) أحد أحياء البلدة , وبنى له خلية في صدع جدار ٍ وسط الشارع متوضعاً فوق رؤوس المارة .. وأخذت تلك الخلية تطَّردُ وتتوسع حتى صار لها أزيز مسموع بوضوح للمار من جانبها ..
ولما انتبه أهل الحي إلى كثرة تعرضهم وأطفالهم للسع , وعلموا بخطر الدبابير الذي يتسع في الحي , قننوا من خروجاتهم إلى الشارع وحظروا على أبنائهم اللعب فيه , وأصبحْتَ ترى المارَّ من الطريق ينتقل خلسة بخطاً حذرةٍ متوجسة في الصباح نحو عمله أو وظيفته , وتراه عند المساء مهرولاً نحو باب بيته ,
ما عدا نفر ٍ من الفتيان الرعناء كانوا لا يخرجون إلى الحي إلا ليلاً يتعمدون إثارة الصخب و ركل أكياس القمامة وسط الطريق غير عابئين بعرفٍ ولا ديانة , فأصبح نهارُ الأهلين غير آمن وليلهم غير هادئ ..
.;.
ثمَّ اتفق أن بعض أولئك المشاكسين كان ماراً عبر الحي لدى الظهيرة على غير عادته نافشاً صدره ولاوياً عنقه ومشرعاً قميصه للهواء يمشي بنعلين يقرع شحطهما في الشارع الخاوي على عروشه , فصدفَ أن ارتطم بصدره دبور طائر وعلق بقميصه من الداخل ثمَّ أشبعه قرصاً في ظهره وقفاه .. راح الفتى يولول وهو يتلوى ويتنطط من الألم , ولم يخلص من أذى الدبور حتى تجرَّد من كامل ثيابه ..
أحس ذلك الفتى بخدش ٍ في كبريائه كان سببه مخلوق حقير أخذه على حين غرة بإبرته الحادة عارياً من أي سلاح ,فسخط سخطاً شديداً كون المبارزة لم تكن عادلة , واستيقظ الشر في صدره وطار الشرر من عينيه , ثمَّ نادى لبعض رفقائه وأزمعوا جميعاً أن يبيدوا خلية الدبابير خنقاً ويحرقوها حرقاً .. فجمعوا لذلك إطارات مطاطية ورصفوها فوق بعضها حذو الحائط تحت عش لدبابير ذاك , ثمَّ أضرموا فيها النار و فرُّوا لا يلوون على أحد ..
ولما بدأ الدخان الأسود المسمم يتخلخل في ثقوب الخلية أحست الدبابير بالخطر المحدق وضاق بها المكان فخرجت جميعها في هيجان من أمرها , ثم انتشرت هائمة على طول الطريق ولها أزيز يدوِّي كغلي المراجل , وصادف ذلك موعد أفول الناس من أعمالهم إلى بيوتهم , فانقضت الدبابير على المارة تنهش أجسادهم بنهمٍ مفرط , ولم ينج منهم إلا صاحب اللياقة والأسرع في خلع ثيابه والهرولة إلى بابه , ولم تغرب شمس ذلك النهار إلا وفي كل بيت من بيوت الحي فردٌ طريح الفراش مقرَّح الجلد أو آخر مطأطئ الرأس مسلوب الثياب .. اللهم إلا الفئة الباغية أعني بها الفتية الرعناء .
وعلى ضوء ذلك أثار الحدث صخباً في البلدة , ودخل المنظرون من أمثالي ومن تابعوا الأحداث من وراء الافتراض في جدل بيزنطي حول أيهما أعظم خطراً وأولى بالقمع ..الفتى الأرعن أم الدبور ؟
بينما شدد الإصلاحيون على ضرورة مساندة الدبابير في سعيها الدائب للقضاء على مظاهر الرعونة والخروج عن السرب البشري ومعاقبة كل من تسول له نفسه التمرد على القاعدة الجوهرية القائلة (( بعد عن الدبور وغنيلو )) ,
ونوه بعض الدارسين في الاجتماع أيضاً أن الدبابير مخلوقات عصبية .. "بتحشم لبعضها" .. إذا تعرض هذا البعض للخطر , كما أنها - أي الزلائط - مصرة دائماً على أن تجعل الحل الأمني و نظرية الطوارئ أول وآخر الحلول المطروحة للحفاظ على استقرار خليتهم الداخلي والخارجي على اعتبار أن "الكي أول الداء وآخره" ..
ظهر بعد فترة أن الدبابير كانت معششة في كلِّ أحياء البلدة والبلدان المجاورة وما جاورها أيضاً ,
لذا نصيحة صحية لك أخي المعتر - الخارج إلى الشارع ماشياً حذو الحائط بخطاً متعثرة وجلة - أن تدخر مؤونة إضافية من رؤوس الثوم , وإذا مررت بخلية دبابير فلا تقل " سلاماً" بالنصب , ولا "سلامٌ" بالرفع , بل ارفع إزارك وانصب قامتك .. وهرول كالسيل منحطاً من علٍ وكن مفرَّا لا مكرّاً لكَ " أيطلا ظبي وساقا نعامة وإرخاء سرحان وتقريب تتفل " ,
وإياكَ أن تتفل عن يسارك ثلاثاً فإن الحيطان لها خشوم .. والدبابير تتمتع بحاسة سادسة مرهفة .. ودبرها إذا بتتدبَّر ..
شكراً لحسن تدبركم .
تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 20-5-2009 الساعة 21:19 من قبل: حنظلة القاري
|
20-5-2009
16:59
|
|
حسن البريدي
مشرف
|
شكراً لك .. حنظلة ..
أعجبتني المقالة .. رغم أنني أبغض الدبابيــر ..
مرحباً ..
----------------------------------
- كن كالغيث.. أينما هلَّ ؛ نفع ..
|
20-5-2009
17:30
|
|
حنظلة القاري
عضو مميز
|
قال الراوي :
لما أشعلت بائعة الكبريت عود الثقاب السادس .. رأت منشأة اقتصادية عملاقة تغدو إليها المواد الخام في شاحناتٍ ضخمة وتروح منها سلعاً مصنعة , وترفل بين طبقاتها عاملاتٌ أنيقاتٌ كنَّ متسكعاتٍ مثلها فانتشلتهن يد القدر بمساعي أهل الخير = كثر الله من خيرهم .. وأدامهم ذخراً وفخراً وعزاً و.... = , ثمَّ جاء رأس أولئك الأخيار وأمسك بيدها بعد أن قبلها ومسح على رأسها, وقال لها:
- (( أتاك من ينتشلك من بؤسك المدقع الذي يندى له الجبين , أما زلت يا - حبة عيني - معلنة صمودك في هذه العتمة المطبقة والصقيع المهلك تنادين بصوتك المرتعش الخافت :
" دخــــــــــان أجنبي " .. عفواً أقصد " كبريــــــــــــــــت أجنبي " ..
وهاءنذا جئت أبشرك بأنه انتهى زمان التشرد والتعتير , ولم يعد هنالك مطاردات بوليسية بينك بين شرط البلديات بعد هذه الليلة , فقرِّي عيناً , واستيقظي غداً من الصباح الباكر واغسلي وجهك ومشطي شعرك و"فرشـــــــــــــــي" أسنانك , وحُـثي الخطا إلى مصنعنا الجديد مطمئنة البال مشرقة الوجه بابتسامةٍ عريضة كابتسام الربيع الطلق .. ثمَّ اطرقي بابنا مرفوعة الرأس واطلبي حصتك من "الكبريـــــت البلدي" السوبر شعلة بالخشب المضغوط ضغطاً مبرِّحاً والسعر الاقتصادي المغري , ثمَّ انطلقي في شوارع بلدنا الحبيب واصدحي بصوت ٍ ضاحك يشبهُ الكناري :
"الكبريت البلدي الأصـلــــــــي .. الأصلـــــــي الكبريت البلدي .." ....))..
..
قال الراوي :
استشاطت بائعة الكبريت غضباً من عود الثقاب السادس الذي استمرَّت شعلته متقدة ً أكثر من اللازم هذه المرة .. فرمته على الرصيف المغبر وفركته بعقِب رجلها بعنف ..
ثمَّ انتشلت من جعبتها عود ثقاب ٍ سابع وجرَّتـْـهُ على ملاط الجدار المستندة عليه , فأضاء ما حولها من جديد .. فاتحاً لها باباً لمزيد ٍ من الرؤى ..
وهاهي ترى نفسها الآن في ليلة العرس..

تم تعديل هذه المشاركة بتاريخ 23-5-2009 الساعة 18:16 من قبل: حنظلة القاري
|
23-5-2009
18:00
|
|
مسعود حمود
عضو مميز
|
صباح الخير ... 
----------------------------------
مدونتي
|
24-5-2009
08:24
|
|
ثائر
عضو مميز
|
شكر و سلامات
مبارك زواج أو عرس سعيد
عقبال عندك يا حنظلة و عند كل من يعمل بالمنشئة الاقتصعملاقة
بادر بوضع المقتر ح لمعمل كبريت في باب صنع بلدي
مشكور أخ حسن و الأخوة الأكارم على القصص المعترة و لو أني لمست في قصة
الصباح الثلجي الأمل و التفاؤل و إن شاء الله جل جلاله صباحات مشرقة واعدة
تسرك و تفرج ما أوجع الصدر و كسر الخاطر
----------------------------------
فالله خيٌر حافظــــــــــاً و هو أرحــــــم الراحمين
|
24-5-2009
12:52
|
|